أرجأ البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الأقباط الأرثوذكس زيارته إلى محافظة الاسكندرية التى كانت مقررة مساء أمس بسبب سوء الأوضاع الأمنية هناك. وكان من المقرر أن يزور البابا الاسكندرية لأول مرة منذ تنصيبه بطريركا ليرأس قداس الأحد فى كنيسة مارمرقس بالاسكندرية، إلا أن الكنيسة أصدرت بيانا أمس اعتذرت فيه عن الزيارة.
وزشارت الكنيسة فى بيان لها: «نظرا للظروف التى تمر بها مصر ومراعاة لمشاعر جميع المصريين ومع اشتياق قداسة البابا تواضروس الثانى لزيارة الاسكندرية تم التشاور معه وقررت الكنيسة بالاسكندرية قيادة وشعبا تأجيل الزيارة التى كان مقررًا لها امس السبت واليوم الأحد على أن تتم الزيارة فى وقت لاحق ولمدة أطول ليتسنى للبابا عقد لقاءات متعددة مع الآباء الكهنة والخدام والشباب والشعب والمسئولين.
وكان البابا سيزور كنيسة الاسكندرية على غرار ما كان يفعله البابا شنودة الثالث الذى اعتاد على إجراء محاضرة نصف أسبوعية بها.
وأكد البابا تواضروس الثانى فى تصريحات لجريدة «الصباح» على إنه يدرس إمكانية عقد لقاء نصف اسبوعى أو شهرى بالاسكندرية كمثال لنهج البابا شنودة ولتمجيد اسم كنيسة الاسكندرية التى اسسها مارمرقس.
وعن إجراء محاضرة فى مدينة الاسكندرية قال البابا تواضروس: «أنا قد لا أمتلك نفس مواهب البابا شنودة فى الوعظ والتعليم والكتابة والشعر ولكنى سأحاول ان ألبى طلبات شعب مدينة الاسكندرية».
ومن المعروف أن مجىء القديس مرقس الرسول عام62 م إلى الاسكندرية كانت البداية للكنيسة القبطية فى مصر حيث بشر أهلها بالمسيحية مؤسسًا كرسى الاسكندرية الرسولى المعروف باسم الكنيسة القبطية، وللكنيسة القبطية (المرقسية) مكانة كبيرة فى تاريخ الكنيسة العالمى لأن منها كان بطاركة الإسكندرية الأقباط العلماء الذين واجهوا الهرطقات المختلفة.
وأصبحت الكنيسة المرقسية مقرا لبطريرك الكنيسة لمدة ألف عام ثم انتقل المقر عدة مرات إلى ان أصبح الآن فى أرض الأنبا رويس بالعباسية.
ومن اهم الملفات التى تنتظر البابا تواضروس فى الاسكندرية المجلس الملى السكندرى حيث كانت تسود حالة من الارتباك بين أعضاء المجلس الملى بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية بسبب استمرار تأجيل عقد انتخابات المجلس الملى التى كان مزمعا اقامتها والتى كان البابا شنودة الثالث قد أمر بتأجيل الانتخابات لضعف التواجد الأمنى أمام الكنائس ولانشغاله.
وقد لعب المجلس الملى السكندرى دورا كبيرا فى الانتخابات البابوية نظرا لرفضه الشديد لترشيح أساقفة الايبارشيات على الكرسى البابوى ورغبتهم فى ان يأتى البابا القادم من الاباء الرهبان وعلى الرغم من إعلان القرعة الهيكلية بالبابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلا إن المجلس الملى وشعب الاسكندرية أعلنوا عن ترحيبهم الشديد بالبابا تواضروس لارتباطهم الشديد به. وكان البابا شنودة قد امتنع فى ايامه الاخيرة عن زيارة الاسكندرية خشية من تهديدات التيارات السلفية له بعد حادث كنيسة القديسين. وأكد جوزيف ملاك محامى كنيسة القديسين إن ملف كنيسة القديسين الذى إلى الان لم تقم الدولة فيه بأى اجراءات رسمية للقبض على الجناة الحقيقيين سيكون من أول ملفات البابا تواضروس فى الاسكندرية خاصة بعد مرور أكثر من عام على الحادث.