جامعة الأزهر تستقبل وفدا من روسيا لبحث التبادل العلمي والطلابي    التربية الإيجابية أساس بناء الإنسان    «الزراعة» تطرح أضاحي العيد للمواطنين.. لحم الجاموس القائم ب150 جنيهًا    وزيرة التعاون الدولي تُلقي كلمة مصر في القمة الكورية الأفريقية    رئيس هيئة الأنفاق: جارٍ دراسة امتداد المترو إلى شبين القناطر    اليوم العالمي للبيئة.. إطلاق برنامج «شجرة باسمك» داخل محطات القطار الكهربائي الخفيف    إي اف چي هيرميس تنجح فى إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولى لمجموعة "فقيه للرعاية الصحية"    جامعة الجلالة تعقد ورشة عمل حول استثمار الإمكانيات التكنولوجية لتقليل الاستيراد    «معيط»: مصر تتخطى المتوسط العالمي في مجال الشفافية المالية وإتاحة البيانات    بايدن: زعماء العالم خائفون من فوز ترامب بالرئاسة    من هو مطلق النار على السفارة الأمريكية في بيروت وماذا كتب على سلاحه؟    مجلس النواب الأمريكى يوافق على تشريع جديد يعاقب المحكمة الجنائية الدولية    البرلمان العربى يثمن مصادقة برلمان سلوفينيا على قرار الاعتراف بدولة فلسطين    «الوطني الفلسطيني»: مسيرة الأعلام الاستيطانية بالقدس ستؤجج الأوضاع بالمدينة المُحتلة    بايدن يتوجه لفرنسا للمشاركة فى الذكرى ال80 لإنزال النورماندى    استعدادات أمنية لتأمين مباراة منتخب مصر وبوركينا فاسو.. غدًا    نبيل عماد يكشف دوره في انضمام أحمد حمدي للزمالك.. وكيف بكى قبل نهائي الكونفدرالية    "تصفيات كأس العالم".. جدول مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة    الكشف عن موعد افتتاح الملعب الجديد للمصري البورسعيدي    حمادة طلبة: الزمالك يحتاج صفقات سوبر.. وأرفض محاسبة جوميز بالقطعة    صالح جمعة: كهربا أراد مغادرة الأهلي في يناير.. وإمام عاشور الأفضل    سموحة يفوز على «شبابه».. ويواجه بروكسي استعدادًا لمواجهة بيراميدز (صور)    محافظ سوهاج يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.8%    وزير التعليم: بدء دخول لجان امتحانات الثانوية العامة الثامنة والربع صباحا    بالمستند.. ننشر عدد الأسئلة وتوزيع الدرجات لمواد امتحانات الثانوية العامة 2024    سقوط 11 تاجر مخدرات في حملة أمنية بالدقهلية    معلومات الوزراء: التقارير المزيفة تنتشر أسرع 10 مرات من نظيرتها الحقيقية    «تموين المنيا» تحرر 106 محاضر متنوعة في حملات على المخابز والأسواق    ل رجل برج الجوزاء.. كيف يمكن أن تكون جوزائيًا وناجحًا؟    هالة خليل وفريق "كايروتا" في معكم منى الشاذلي الجمعة    قصور الثقافة تفتح باب المشاركة في الدورة السادسة لملتقى أفلام المحاولة    مزيج روحي من المشاعر الملهمة.. أسرار في حياة الشاعر أحمد رامي    تعرف على فضل العشر الأُوَل من ذي الحجة والأيام التي يُحرم فيها الصيام    ما هو السن الشرعي للأضحية وهل يجوز بالتضحية بالتي لم تبلغ السن المحدد؟    دار الإفتاء توضح أحكام ذبح الأضحية شرعا وشروطها    وزير الصحة يطلق المرحلة الثانية لمبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية ب9 محافظات    هيئة الرقابة الصحية: رؤية الدولة فى الإصلاح الصحى محورها الأساسى الجودة    «الصحة»: 5 عناصر رئيسية وراء نجاح البرنامج المصري في القضاء على فيروس سي    خبير دولي: جهود مصر لدعم القضية الفلسطينية لم تنقطع لحظة واحدة    وزير الري: جاري الإنتهاء من تجهيز مركز التنبؤ بالفيضان    إزالة آثار عقار ميت غمر المنهار.. و5 ضحايا بينهم اثنين من المارة    النائب طارق عبد العزيز ل"قصواء الخلالي": الرئيس السيسى ركز على مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى    البابا تواضروس ل"الشاهد": بعض الأقباط طلبوا الهجرة أيام حكم مرسي    الوادي الجديد: انطلاق أعمال القافلة الطبية المجانية في قرى عثمان بن عفان بالفرافرة    "لوموند": الهند تدخل حقبة من عدم الاستقرار السياسي بعد الانتخابات التشريعية    أسعار البيض اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024    مصطفى الفقي: وزير التموين من أكفأ الوزراء في حكومة مدبولي    العرضي المسرحي الأرتيست كامل العدد لليلة الثالثة على التوالي    انطلاق فعاليات الاجتماع الفني لتطوير البنية التحتية للطاقة النووية في مصر بفيينا    5 نصائح من «الصحة» ل«الحجاج».. اتبعوها للوقاية من العدوى    «الأهلي» يرد على عبدالله السعيد: لم نحزن على رحيلك    عربية بورش وظهور لافت ل طليقة شاكوش، مشاهد جديدة من احتفال حمو بيكا بعيد ميلاد زوجته    الإفتاء تحذر المصريين من ظاهرة خطيرة قبل عيد الأضحى: لا تفعلوا ذلك    إبراهيم عيسى: المواطن يشعر بأن الحكومة الجديدة ستكون توأم للمستقيلة    «شديد السخونة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف موعد انخفاض درجات الحرارة    علماء الأزهر: صكوك الأضاحي لها قيمة كبيرة في تعظيم ثوابها والحفاظ على البيئة    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    حظك اليوم برج الجدي الأربعاء 5-6-2024 مهنيا وعاطفيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود عزام عضو التكفير والهجرة السابق ل«الصباح»: أنا خال الظواهرى وهاجرت لليمن لإقامة الخلافة
نشر في الصباح يوم 25 - 11 - 2012

كنت عضوا فى «الإخوان» وتركتهم لأنهم اعتبروا «البنا» أمير المؤمنين
«أمن الدولة» خطفونى يوم زفافى ورفضت العمل معهم .. وكتابى " الولاء والبراء" سيكشف الكثير
قلت للقاضى «أنتم لا تحكمون بأمر الله» فعاقبنى ب10 سنوات
بعض الإخوة أصابهم الجنون فى المعتقل من شدة التعذيب
اشتهر عزام بأنه «الرجل الذى لا يهاب أمن الدولة» ولم يخف ما فعله حتى عندما هددوه بقطع رأسه، وهو ينتمى لعائلة عزام الكبرى التى تعيش فى الأردن والسعودية وترتبط بعلاقة مصاهرة مع عاهل السعودية الأسبق الملك فيصل، عزام قضى 10 سنوات من عمره داخل المعتقلات المصرية بعد اعترافه أمام القاضى بانتمائه لجماعة التكفير والهجرة التى أعلنت مسئوليتها عن قتل الدكتور الذهبى، وزير الأوقاف الأسبق الذى هاجم فكرهم بشدة.
محمود عبدالعزيز عزام، ولد فى قرية الإخصاص التابعة لحلوان عام 1948، ثم التحق بمعهد التعاون التجارى، وقبض عليه فى السنة الثالثة، بسبب انتمائه لجماعة التكفير والهجرة، يروى تفاصيل مشواره الطويل مع الجماعات الإسلامية فى مصر قائلا: كنت أنتمى منذ شبابى للطرق الصوفية، لكننى أنكرتها واستنفرتها، لأنها تأخذ من الشريعة ما تريد وتترك ما لا تريد، حسب الهوى، ثم التحقت بجماعة أنصار السنة ووجدتهم أيضا يتعاملون مع النصوص الشرعية حسب أهوائهم، حيث كنت أحضر دروس الشيخ المراكبى، لكنى وجدتهم لا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بما أمر الله، وإذا تحدثت عن الجهاد والسياسة فيكون الزجر والرفض هو رد فعل مشايخ أنصار السنة، وفى إحدى المرات دارت بينى وبين الشيخ المراكبى مناقشة ساخنة، عندما هاجم أصحاب اللحى فى أحد خطبه قائلا إنها مزيفة، فقلت له اتق الله يا شيخ فقد أمرنا الرسول بها، ولها نصوص قاطعة.. فسكت ولم يستطع الرد، لأنهم كانوا لا يتركون اللحى وغير ملتزمين بالدين والشريعة، وكان كل همهم الهجوم على الطرق الصوفية ومن يحضرون مولد السيد البدوى، لذلك تركتهم وتعلقت بالشيخ محمود خطاب، مؤسس الجمعية الشرعية، وحضرت دروسا دينية للشيخ المشتهرى، أحد كوادر الجمعية الشرعية، وتركتهم أيضا لأننى وجدتهم مثل غيرهم لا يلتزمون بما أمرهم الله.
انضممت للإخوان
فى بداية السبعينيات انضممت لجماعة «الإخوان المسلمون»، عقب إعدام سيد قطب، وكان جارى بشارع حيدر، الشيخ محمد قطب، الذى كانت شهرته بعد إعدام شقيقه كبيرة، لكنه كان بلا كاريزما، وكان الإخوان وقتها يعتبرون حسن البنا مثل أمير المؤمنين، وحضرت معهم بعض مجالسهم، لكننى لم يعجبنى أمرهم، حيث كانوا وقتها يضمون عددا من الفنانين والعمد والمستشارين لمجرد مناصبهم الدنيوية، ولكنهم لم يكونوا يطبقون الشرع أيضا، فهم يسعون فقط للسيطرة على الحكم بأى طريقة كانت دموية أو دعوية.
فى عام 1965 كان شكرى مصطفى، أمير جماعة التكفير، فى المعتقل مع سيد قطب والهضيبى، مرشد الإخوان، وغيرهم من الجماعات الإسلامية، وخرج شكرى لينتقد الانفصال بين الجماعات والتيارات الإسلامية على أشياء ليست لها أهمية كالاجتهادات، فبدأ تكوين جماعة التكفير والهجرة، وكان قصيرا ويطلق شعره ولحيته وهو أول من جعل النساء فى جماعة التكفير ترتدى النقاب كاملا، والرجال يطلقون لحاهم، ووجدته يأخذ بالدين كله وينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف ويقضى على الطواغيت ويجاهد فى سبيل الله لتطبيق الشرع ويأخذ بالأصول، وكنا نلتقى بأعضاء الجماعة فى شقق سرية بالمحافظات ولا نجتمع فى المساجد، لأنها كانت مراقبة من أمن الدولة، وفى هذا الوقت كان الرئيس السادات يترك الجماعات الإسلامية بحريتها ليستخدمها فى ضرب الشيوعيين، واتخذ شكرى خمسة مشايخ مقربين له فى جماعة التكفير ليكونوا هم مجلس شورته، وكان أشهرهم صفوت الزينى ومحمد الأمين، حيث كان شكرى يكبر الشيخ عزام ب10 سنوات وكان قريبا منه معنويا رغم أننى كنت أعارضه أحيانا فى الأصول أو إذا خالف المنهج، وبايعناه أميرا لجماعة التكفير، وحينها وضع منهجا للانضمام للتكفيريين وكان يصف جماعته بالمسلمين المؤمنين وكل من خارج الجماعة فهو كافر، حتى لو كان والدا لهم أو أما، وحينها كنت شابا متحمسا رغم أننى لم أكن دارسا بقدر كاف للعلوم الإسلامية، فاعترضت على منهج التكفير لكل المسلمين الذى وضعوه لعدم اقتناعى بمنهج التكفير، فكل مخطئ استحل الكبائر يكون كافرا حينها، وهو ما رفضته فى الجماعة لأنهم يكفرون مباشرة دون نقاش.
تصفية المعارضين لتوحيد الجماعة
ازدادت أعداد جماعة التكفيريين فى أنحاء الجمهورية، وأصبحت تضم الآلاف من المسلمين وصارت أقوى جماعة فى مصر حينها، وكان لا يجرؤ أحد أعضاء التكفير على أى فعل دموى من قتل أو خطف لأى «مسلم» إلا بعد إذن وموافقة شكرى، الذى أراد حينها تجميع كل الجماعات الإسلامية والتيارات السلفية تحت راية واحدة هى «جماعة التكفير والهجرة»، وكانت فكرة جيدة إلا أنه طبقها خطأ، فأرسل خطابا إلى عمر عبدالرحمن المسئول عن الجماعة الإسلامية والمفتى لجماعات الجهاد حينها، وأيضا إلى الشيخ عبدالله السماوى أكبر قيادى للجبهة السلفية حيث كان له جمهور حاشد فى منطقة العتبة، كما أرسل لزعماء تيارات الجهاد وأنصار السنة والجبهة الشرعية وغيرها، طالبا منهم الدخول تحت رايته والعمل بما أمر الله لإقامة الدولة الإسلامية، إلا أنهم رفضوا مشاركته أو الدخول تحت تنظيمه الذى يكفر المسلمين، فرأى شكرى تصفيتهم وبدأ بضربهم للإمام الهلالى القيادى بالجهاد حينها، واعتبرهم مرتدين وكفارا كما كنت أعتبرهم حينها لأننى كنت شابا متحمسا لتطبيق الشرع، وبدت الجماعة أقوى بكثير من أى تنظيم آخر واتسعت بالمحافظات فأصبح شكرى يهدد الحكومة والدولة، وأرسل مجموعة من المقربين له لخطف الشيخ الذهبى، وزير الأوقاف حينها، لأنه أصدر كتابا يهاجم فيه «جماعة التكفير والهجرة» وينتقد شكرى ومجموعته، وفى الثانية صباح يوم الأحد يوليو عام 1977، أرسل مسلحين إلى شارع السايس فى منطقة حدائق حلوان جنوب القاهرة، وأمام منزل الدكتور حسين الذهبى، وزير الأوقاف السابق، وقفوا بينما كانت هناك حالة صمت تحيط بالمكان المنعزل، وفجاءة انقلب الهدوء إلى صخب والصمت إلى توتر، إذ توقفت فجأة سيارتان ونزل منهما ستة شباب مدججين بالأسلحة أحدهم يرتدى زى شرطى برتبة رائد واندفع خمسة منهم نحو مدخل الفيلا بينما بقى سادسهم ليغير إطار السيارة التالف، وطرق الشباب المسلحون باب الشيخ وطلبوا من ابنه أن يوقظ أباه مدعين أنهم من جهاز مباحث أمن الدولة، وحاول الابن منعهم، لكنهم لم يتركوا له فرصة للتحاور معهم، وفى تلك الأثناء استيقظ الشيخ وطلبت منه ابنته أسماء ألا يذهب معهم، وخرج الشيخ لملاقاتهم وجادلهم فى البداية طالبا منهم إبراز تحقيق الشخصية، لكنهم اقتادوه بالقوة، لكنهم اكتشفوا أن سائق السيارة الثانية مازال يغير إطار السيارة فاندفعوا داخل السيارة الأولى وفروا هاربين تاركين خلفهم السائق الذى واجه ضربا مبرحا من جيران الشيخ ليصبح هذا السائق أحد المفاتيح المهمة، التى حاول من خلاله رجال الأمن التوصل إلى الجناة، بعدما أخذوه إلى الهرم وهددوا الحكومة أسبوعا كاملا بعد أن أعلنوا مسئوليتهم عن خطف الذهبى، وكانوا كل يوم يطالبون الحكومة بالإفراج عن كل معتقلى جماعة التكفير وإعطائهم قطعة أرض كبيرة تكون مخصصة لهم لتقيم بها الجماعة منفردة، ومبلغ 300 ألف جنيه مقابل عودة الذهبى وعدم ذبحه، لكن الحكومة تجاهلت كل شىء ولم تحقق مطلبهم فقتلوه بالرصاص، ومنذ ذلك الوقت انقطعت الاتصالات بين الجماعة وشكرى لأنه هرب، واعتقل أمن الدولة كل التكفيريين للوصول إلى شكرى، وكان أعضاء الجماعة قد وصلوا إلى 100 ألف عضو فى هذا الوقت، وأنا لم أنكر أى تهمة، واعترفت بعضويتى فى الجماعة التى قتلت الذهبى، وكان نصيبى 10 سنوات، لأننى قلت للقاضى «أنتم قضاة مارقون فى الدين ولا تحكمون بأمر الله»، وكان معى 54 عضوا آخرين متهمون بقتل الذهبى، أهمهم كان شكرى وماهر ابن أخيه، وطارق، و«عبدالتواب»، وعماد مأمون، وتم الحكم على الخمسة بالإعدام من محكمة عسكرية، وكانت تلك هى أول محاكمة عسكرية لمدنيين فى مصر، وكانت الأحكام تتراوح بين 5 و25 سنة، وشكرى لم ينكر شيئا فى الاستجواب واعترف حيث كان وكيل النيابة المحقق معنا شهرته «السبكى» شديدا جدا، وتم سجنى 10 سنوات متنقلا بين سجون القلعة وطرة والمزرعة.
جنون فى المعتقل
فى المعتقل تعرضنا لأهوال، وبعض الإخوة أصابهم الجنون من شدة التعذيب، ومنهم من أصيب بإعاقة، حيث كان الضباط يتلذذون بتعذيبنا ويعلقوننا فى «فلكة» ويستخدمون الصواعق الكهربية والكرابيج فى ضربنا، بعد أن يتم تعريتنا تماما ثم يضعوننا فى براميل مياه باردة جدا، وكنت أسمع أصواتا مخيفة من الزنازين التى كانوا يخلعون أظافر من فيها، بجانب الاعتداءات الجنسية وغيرها من وسائل التعذيب.
ورأيت شكرى ومن معه بالبدلة الحمراء ذاهبين إلى غرفة الإعدام من شرفة الزنزانة وهم يقولون «حسبنا الله ونعم الوكيل»، ومازلت أتذكر كيف كان شكرى يقول خلال إعدامه «الويل لكم غدا»، فقد كان قلبه قويا جدا، وكان ينظر إلى الضباط فقط، فيخافون منه رغم تسليحهم، وكان يضربهم إذا لمسوه فقط.
ادخار فى السجن
سميت الجماعة بالتكفير والهجرة لأننا كنا نبحث عن أرض خارج مصر فى اليمن والسعودية لنهاجر إليها ونقيم التدريبات العسكرية بها، لإقامة دولة الخلافة من هناك، ولذلك فقد سافرت لليمن بعد أن أخبرت والدى أننى سأسافر إلى لبنان للعمل هناك، وبالفعل سافرت للبنان ومكثت بها 9 شهور عام 1973 حتى نشبت حرب أهلية بين المسلمين واليهود والنصارى هناك، وكنت أرتدى حينها ملابس تشبه جماعة التبليغ والدعوة وهو ما باعد الشكوك عنى، ثم سافرت بالسيارات إلى سوريا ومنها إلى الأردن واتجهت إلى السعودية فى مدينة «جيزان» وتم القبض على هناك بعد أن وجدوا أن جواز سفرى منته، واعتقلت بسجن التراحيل 6 شهور وكانوا يعطوننى عن كل يوم فى السجن 3 ريالات بجانب الطعام والشراب فكونت مبلغا كبيرا، وأخفيت أننى من عائلة عزام، لأنها كانت على علاقة مصاهرة مع الملك فيصل، وحتى لا أسىء إلى عائلتى، وخرجت متجها إلى لبنان من جديد، ومعى الجواز المنتهى والأموال، التى جمعتها فى السجن حيث دفعت 70 ريالا حتى وصلت من السعودية إلى لبنان حينها.
بعد ذلك توجهت إلى اليمن بجواز السفر المنتهى ودخلت إلى صنعاء، ثم إلى مدينة «آب» ومنها إلى جنوب اليمن وعشت مع قبائل «حاشد» و«الأحمر» وكنت أخطب فيهم وأدعوهم لدخول جماعة التكفير واعتقاد الشرع من أصوله، وكانوا يحبون المشايخ وانضم الكثير منهم إلى، وكانت الأسلحة متوفرة معهم بكثرة ويعلقونها فى منازلهم، خصوصا البنادق الألمانى الحديثة، وسافرت ومعى 100 منهم إلى صنعاء ثم انفردت بثلاثة كانوا الدليل معى، لأن الأمن بدأ يترقبنى حينها وشكوا أننى لست يمنيا كما كنت أدعى، فقامت المخابرات اليمنية باعتقالى فى القصر الجمهورى اليمنى لمدة عام، وخلال استجوابى قلت لهم إننى لا أنتمى لجماعات جهادية ولكننى شيخ أدعو إلى الدين وأعلمه، فجاءنى السفير المصرى باليمن وأخبرنى بالمغادرة والترحيل إلى مصر، إلا أننى رفضت ترك اليمن بعد أن عرضت القبائل اليمنية على أن أتزوج من إحدى بناتهم، لكن السلطات رحلتنى بعدما دفعوا تذكرة الطيران للقاهرة، وأخذوها منى بعد الوصول مرة أخرى، وفى مصر كان أمن الدولة فى استقبالى، فقلت لهم إذا كان لديكم تهمة محددة اعتقلونى فورا، لكن لا تسألونى ماذا فعلت فى لبنان واليمن، فأنا لدى عقيدة لا أخفيها، فاتهمونى بالتخطيط لقلب نظام الحكم، وحيازة سلاح.
الظواهرى ابن أختى
علاقتى بأيمن الظواهرى بدأت عندما كان فى طريقه إلى أفغانستان للجهاد مع بن لادن، حيث قابلته فى السعودية فى لقاء اتسم بالارتياح والحميمية، وتحدثنا عن إقامة الشريعة، وأنا اعتبر فى مقام خال الظواهرى، حيث كانت والدته رحمها الله ابنة الدكتور عبدالوهاب عزام، وهو من عائلتى وكان قريبا منا جدا وكذلك ابنته التى هى والدة الشيخ أيمن الظواهرى.
اختطاف يوم الزفاف
بعد إعدام شكرى تفرقت جماعة التكفير وأصبحت غير موجودة لكن تفرع منها عدد من الحركات مثل «السلفية الجهادية» و«جماعة التوقف والتبين»، إلا أن أمن الدولة اختطفونى من جديد يوم زفافى، للضغط على، وقال لى رئيس جهاز أمن الدولة بنفسه حينهاة «نريدك أن تدلنا على الجهاديين والتكفيريين إذا ما حاولوا الاستعانة بى أو التواصل معى، وهددنى بعدم إتمام زواجى، إلا أننى قلت له أنا لا أغرم بامرأة أو شىء من أمور الدنيا فالكل هالك، وإننى أريد الحق، فعرف أنه لا فائدة من تجنيدى.
الشيخ عزام لايزال يلوم تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية على قتل السادات لأنهم قتلوه على أنه مسلم، ولم يكفروه، قائلا: السادات رفض حاكمية الله، وهم بذلك يقتلون للوصول للحكم وليس لتطبيق حدود الله، وما تفعله الجماعات الإسلامية الآن هو هرج ومرج وخاصة أحداث ذبح الجنود المصريين فى رفح على أيدى التكفيريين فى سيناء، فإذا كانوا ينوون الجهاد فليحرروا القدس أو يقاتلوا اليهود وليس المسلمين، فإسرائيل هى من دعمت جماعات الجهاد فى سيناء، وهى من تهرب السلاح والمخدرات حاليا لإثارة البلبلة هناك، ومن المستحيل أن تسمح إسرائيل لتنظيم القاعدة بأن يكون له طرف فى سيناء لأنه سينسفها نسفا.
رسالة إلى شيخ الأزهر
أقول لشيخ الأزهر «اتق الله وارجع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة فى توحيد الله والمعلوم من الدين»، فوالدى إذا استحل الخطأ سأكفره، وألوم الرئيس مرسى على سكوته على ما يحدث فى بورما والبوسنة، فالإخوان لن يطبقوا الشريعة، وأنا لم أنتخبه لأن الانتخابات وضعية وغير شرعية، ودعمت أبوالفتوح لأن له كاريزما وصادق، لكن أولادى انتخبوا مرسى لأنه ضد شفيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.