تعود غزة إلى طبيعتها تدريجيا بعد فترة تعطل دامت ثمانية أيام بسبب الغارات الاسرائيلية المكثفة التى شهدها القطاع وذلك بعد توقيع اتفاق التهدئة، وازدحمت الشوارع منذ الصباح الباكر بالمسيرات من كافة الفصائل. ويواصل الفلسطينيون احتفالاتهم، مؤكدين أن قطاع غزة انتصر في هذه الجولة على الاحتلال.وبدأ في التاسعة من مساء أمس سريان اتفاق التهدئة الذي وقع بين فصائل المقاومة الفلسطينيةبغزة والاحتلال الاسرائيلى برعاية مصرية. ويقول مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة إنه كان لافتا فى المسيرات مل أعلام لحركة فتح وهى من المرات النادرة التي ترفع فيها إعلام فتح بعد سيطرة حماس على القطاع بالقوة المسلحة منتصف عام 2007. وهتف الشباب الفلسطيني في المسيرات التي تركز اغلبها عند ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة "الشعب يريد إنهاء الانقسام" "الشعب يريد ضرب تل أبيب" ،و اصيب احد المواطنين اصابة خطيرة نتيجة اطلاق كثيف للرصاص الحى احتفالا.وخلت سماء قطاع غزة من سلاح الجو الإسرائيلي بمختلف أنواعه منذ سريان التهدئة "الاباتشي والاستطلاع واف 16 " ولم يتبق سوى طائرات يطلق عليها الفلسطينيون هنا اسم "الزنانة " نسبة إلى صوتها والتي ترصد كل حركة في قطاع غزة ،فيما يتندر الشباب عليها قائلين "يبدو إن اتفاق التهدئة لم تبلغ بها حتى الآن "وازدحمت المطاعم والكافيتريات بشكل لافت ، وعاود سائقو التاكسي عملهم بعد فترة تعطل دامت ثمانية أيام ،كما فتحت المصارف بشكل استثنائي لمدة ساعتين رغم إعلان حكومة غزة اليوم أجازة. وقررت حكومة غزة اعتبار الثاني والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام عيدا وطنيا وإجازة رسمية ، ودعت الحكومة كافة المواطنين للاحتفال بهذه المناسبة اليوم الخميس، وزيارة أسر الشهداء، وتفقد الجرحى، والتأكيد على التكاتف الوطني. ومن جانب آخر زار فلسطينيون الأماكن التي تعرضت إلى قصف اسرائيلى بغزة وتم تدميرها لمشاهدتها على الطبيعة بعدما شاهدوها عبر شاشات الفضائيات ،وكان أكثر تلك الزيارات مقر حكومة غزة ومجمع ابو خضرة الحكومى ،فى الوقت الذي توجه الكثيرون حاملين الهدايا إلى مستشفى الشفاء لزيارة جرحى الاعتداءات . كما توجه العديد من الفلسطينيين الى تقديم العزاء لعائلات الشهداء خاصة منزل نائب قائد القسام الذارع المسلح لحركة حماس احمد الجعبري الذي كان أول شهيد فى هذه الحرب وانطلقت بعدها صورايخ المقاومة بغزة تجاه إسرائيل وامتلات الشوارع بمواكب تشييع الشهداء. وقالت وزارة الصحة بغزة إن حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دامت ثمانية أيام بلغ 162 شهيدا من بينهم 42 طفلا و11 سيدة و18 مسنا وأضافت ان المصابين بلغ عددهم 1222 من بينهم 431 طفلا و207 سيدات و88 مسنا. ومن جانبها أكدت سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مؤتمر عقدته أمام برج الشروق الذي تعرض للقصف الاسرائيلى أن هذه المعركة أثبتت أنه لا حصانة لتل أبيب بعد اليوم، حيث أصبحت إسرائيل ألعوبة بأيدي المقاومة الفلسطينية. وقال الناطق باسم السرايا إن جولة من جولات الصراع مع هذا العدو انتهت وقد فرضت فيها المقاومة كلمتها، وإرادتها وعزيمتها، كما أنها جولة فرضت فيها المقاومة أسلوبا جديدا في الصراع. وأعلنت السرايا أنها أطلقت في هذه الحرب 620 صاروخا وقذيفة على المدن والمستوطنات الصهيونية من بينها مئات صواريخ الجراد، وصاروخ فجر 5 وآخر فجر 3 ، واستخدمنا كذلك لأول مرة صواريخ الكورنيت وصواريخ مضادة للبوارج وقاذفات صواريخ حديثة أرضية ومحمولة. وأكدت السرايا، على استمرار خيار الجهاد والمقاومة والحق الكامل في امتلاك جميع الوسائل والإمكانيات للدفاع عن الشعب الفلسطيني . وشددت سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على أن انتهاءالعدوان لا يعني أن المعركة انتهت بيننا وبين هذا العدو ، مؤكدة على أن سلاحها وإمكاناتها العسكرية مازالت بخير ونحن على استعداد لمواصلة المعركة الى ابعد مدى، لافتا الى ان السريا لم تفقد الا القليل من هذه الإمكانيات. وأعربت السرايا، عن شكرها الجزيل لمصر وعلى رأسها الرئيس محمد مرسي لما بذله من جهد دؤوب لوقف العدوان عن الشعب الصامد. كما نظمت حركة حماس مسيرات حاشدة لعناصرها فى كافة محافظات قطاع غزة احتفالا، وأكدت كتائب عز الدين القسام ذراع حماس المسلح ، أنها تمكنت من ضرب مواقعالاحتلال منذ بدء العدوان ب 1573 قذيفة صاروخية واستهدفت طائرات الاحتلال وبوارجه وآلياته واستخدمت لأول مرة صواريخ بعيدة المدى بعضها محلي الصنع ضربت حتى 80 كلم في هرتسيليا وضربت لأول مرة في تاريخ الصراع تل أبيب والقدسالمحتلة " . وأشارت الى أنها أطلقت خلال الحرب ستة صواريخ ام 75 و6 صواريخ فجر5، واحد باتجاه هرتسيليا شمال تل ابيب وثلاثة بإتجاه القدسالمحتلة و7 بإتجاه تل ابيب . ومن جانبه قال الدكتور ياسر الوادية رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة أن المرحلة الفلسطينية المقبلة تتطلب ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي والتخلص من الاحتلال واعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأضاف ان الفلسطينيين يأملون قدوم الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لقطاع غزة واعلان انهاء الانقسام نهائيا وانتصار المقاومة الفلسطينية الموحدة في معركتها ضد الاحتلال الاسرائيلي. وثمن الدور المصري في التواصل مع كل الأطراف المعنية لايقاف نزيف الدم الفلسطيني وتثبيت وقف اطلاق النار مع المحتل الغاصب حقنا لدماء أبناء الشعب الفلسطينى .