أكد المهندس أشرف دويدار، نائب رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية السابق، مسئول ملف تنمية محور قناة السويس، أن أى مشروع سيتم تنفيذه لتنمية قناة السويس، سيظل قاصرا من دون أن يراعى اعتبارات التنمية الشاملة، مشيرا إلى أن الحكومة تصر على التصور الذى يتبناه الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، لتطوير القناة رغم أنه يقتصر على تطوير المحور من النواحى اللوجيستية، بمعنى خدمة السفن التى تمر من القناة، متجاهلا إمكانية الاستفادة منه كمشروع لدعم التنمية الشاملة فى مصر. وقال فى تصريحات ل«الصباح»: إن ما يعادل 10% من السلع المشحونة عالميا يمر عبر قناة السويس، وتبلغ قيمته حوالى واحد ونصف تريليون دولار، ولا تحصل مصر منها إلا على خمسة ونصف بليون دولار مقابل رسوم العبور، مؤكدا أن مضاعفة الإيراد عدة مرات قد تتحقق فى حال إنشاء منطقة خدمات تقدم خدمات صيانة السفن، وهذه ليست مسألة مستحيلة إذا كانت هناك إرادة لدى صانعى القرار. وأضاف أن المنطقة الممتدة بمحاذاة قناة السويس قد تصبح جسرا يربط بين إفريقيا وآسيا إذا تبنت الحكومة المصرية الجديدة دراسة شارك شخصيا فى وضعها مع فريق من الخبراء، تراعى اعتبارات التنمية الشاملة، موضحا أن دراسته التى استغرق إعدادها نحو عامين وانتهت عام 2009 انطلقت فى البداية من أن جهات كثيرة تعمل على تطوير محور القناة السويس وكل جهة فى مجال تخصصها، فوزارة النقل تهتم بها لأنها جزء من الممر اللوجيستى ووزارة الصناعة تتحدث عن المناطق الصناعية الموجودة، ووزارة الاستثمار تتحدث عن تطوير شمال غرب خليج قناة السويس، وليس هناك ربط بين كل هذه المشروعات. وقال: إن الدراسة استهدفت وضع تصور للربط بين كل الجهات المعنية، لكنها واجهت عقبتين، الأولى أن كل وزارة أرادت أن تكون لها الهيمنة على المشروع، والثانية أن النظام السابق لم يكن مهتما بتطوير القناة، ومن ثم بقيت الدراسة فى أرشيف الحكومة، على حد تعبيره. وأوضح أن الدكتور حسام بدراوى، الأمين العام السابق للحزب الوطنى المنحل، قد رفع الدراسة للرئيس السابق، غير أنه لم يهتم بها، ما دفع واضعى الدراسة إلى محاولة تطبيقها جزئيا، لكن الدولة لم تتحمس لأسباب غير مبررة، رغم ما كان سيدره عليها المشروع من مليارات. وتقدم المهندس دويدار بعد الثورة بالدراسة مرة ثانية إلى بنك الأفكار التابع لمجلس الوزراء فى عهد حكومة الدكتور شرف، الذى لم يتخذ بشأنها أى إجراء. كما تقدم بها لمرشحى الرئاسة: عمرو موسى وحمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح فأبدوا تحمسهم لها باستثناء الدكتور محمد مرسى، الذى التزم فيما يبدو ببرنامج حزب الحرية والعدالة الانتخابى والذى ركز على تطوير محور قناة السويس. وقال: إن الحكومة لو نفذت الدراسة التى يتبناها الدكتور عصام شرف، سنكتشف بعد فترة أننا نحتاج لإعادة النظر فى الصناعات التى يمكن أن تكون جاذبة للتجارة العالمية فى هذه المنطقة، حتى تقف السفن لتحمل مواد تصديرية يمكننا المنافسة بها، كما أننا نحتاج لوضع تصور كامل للإسكان والنقل والتجارة قبل بدء العمل. وأكد أن الاستعجال الشديد والتركيز على الجانب اللوجيستى فقط قد يؤدى إلى السقوط فى أخطاء فى المشروع، موضحا أن المؤشرات الراهنة تكشف أن حكومة الدكتور هشام قنديل غير مهتمة بدراسته وستوكل للدكتور شرف وضع التصور العام للمشروع بالتعاون مع الجهات الحكومية.