مجموعة الشباب أحبوا الفن وقرروا تقديم فن مختلف من الموسيقى حتى لو دفعوا الثمن من الاستهزاء والسخرية والانتقاد اللاذع من الصفوة والنخبة. لم يكونوا يتخيلون أنهم سيصلون بفنهم إلى كل بيت، وأن ما يقدمونه سيكون مدرسة موسيقية تدوّن عالميّا أنها أحد أهم مدارس الغناء فى العالم، وهو فن المهرجانات الشعبية.. ذلك الفن الذى أصبح الأكثر انتشارًا وشعبية، بل إنه بات معبرًا عن شريحة كبيرة من المجتمع المصرى لم يكن يلتفت إليها أحد ولم يعبّر عنها أى فنان من قبل، حتى أصبح الفن رقم واحد حاليّا، وذلك خلال 3 سنوات فقط، وربما بعد سنوات قليلة أخرى تتحول «المهرجانات الشعبية» إلى تراث الغناء المصرى، كما حدث مع رائد الأغنية الشعبية أحمد عدوية. ظهر «فن المهرجانات» منذ نحو 3 سنوات لينضم لقائمة «الفن الشعبى»، وقبل ظهور هذا الفن تعرّض للعديد من الانتقادات اللاذعة من المطربين والملحنين، الذين اعتبروا أنه ليس فنًا، ولا يمكن ضمّه لتصنيف الفنون، وصنفه البعض على أنه فن «درجة ثالثة».
«أوكا وأورتيكا» من أوائل الشباب الذين قدموا فن المهرجانات بمصر.. «أوكا» هو الاسم الحركى لمحمد صلاح مغنى الراب، قدم عددًا كبيرًا من حفلات الراب قبل احترافه غناء المهرجانات. و«أورتيكا» هو أحمد مصطفى، وجاء الاسم من لعبه البلاى ستيشن وحبه الشديد للاعب «أورتيكا» الأرجنتينى.
كانت البداية عام 2009 وجاءت بمحض الصدفة عندما طلب أحد من أصدقائهم أن يقدموا له أغنية بمناسبة زفافه فقدموا أول مهرجان بعنوان «مهرجان التنجيد» فقاموا بدمج الموسيقى الشعبية مع موسيقى «الراب» ليقدموا فنًا جديدًا وهو «فن المهرجان». لاقى مهرجان «التنجيد» استحسانًا من المناطق الشعبية كالمطرية وبولاق بشكل كبير، ومن هنا بدأوا الانطلاق نحو مهرجانات أخرى.
مهرجان «الوسادة الخالية» يعد من أكثر المهرجانات التى لقت نجاحًا واسعًا، ليس فقط على نطاق المناطق الشعبية، وإنما على مستوى أكبر. ففى إحصائيات «يوتيوب» تمت مشاهدة المهرجان بنسبة تتخطى 2 مليون مشاهد، فيما يقل عن أسبوع، وما إن لاقى هذا النجاح حتى فتح المطربون والملحنون النار عليهم، مثل الملحن حلمى بكر الذى هاجم فن المهرجانات بشكل واسع، مؤكدًا أنه لا يؤمن بما يسمى فن المهرجان، ولا يعترف بمن يقدمون هذا الفن. ويأتى تامر حسنى على رأس قائمة المطربين الذين لا يعترفون بالمهرجانات، ولا ينال إعجابهم هذا الفن.
أما المنتج أحمد السبكى فكان من أكثر المتحمسين ودعمًا لهم، وهو من قام بترشيحهم للغناء مع يسرا ومى عزالدين فى فيلم «جيم أوفر». ويكمل «أوكا وأورتيكا» التعاون الفنى مع السبكى لتقديم «ديو» جديد مع الفنانة روبى، وجاء الترشيح من قِبل أحمد السبكى الذى عرض الأمر على روبى ووافقت. وخلال الأيام القادمة ستعقد جلسات بروفة على الأغنية التى من كلماتها: «مش كل من هب ودب عملوا مهرجان بقوا نجوم، والصغير مهما شب عمره ما حيوصل للنجوم»، معربين عن تفاؤلهم تجاه تغير وجهة نظر الفنانين والجمهور لفن المهرجان، فنظرة الكثيرين فى البداية أن فن المهرجان فن درجة ثالثة ولا يمكن أن يرتقى أكثر من ذلك.
أغنية «دايما مع بعض» كتبت صفحة جديدة من النجاح لهذا الفن، حيث حققت الأغنية نجاحًا بين فئة الشباب بشكل ملحوظ، ومن ضمن الاعترافات بالمهرجانات جاء طلب الاستضافة بالجزء الثانى من برنامج «صولا»، حيث طلب طارق العريان أن تتم مفاجأة أصالة بتحويل إحدى أشهر أغنياتها «كبرتك على سيدك» و«أسفة» للمهرجان، كما طلب أن يختار الفريق أغنية لمحمد فؤاد لغنائها على خطى المهرجان، حيث حل فؤاد ضيفا بالحلقة مع أحمد السقا وأحمد فهمى، وما إن تم تسجيل الحلقة حتى أعجبت أصالة بالمهرجان جدًا وطالبتهم بغناء أغنيات لها أكثر على نفس الخطى. نجوم فن المهرجانات أكدوا أنه بلقاء مطربة بحجم أصالة هو اعتراف بفن المهرجانات.