متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    الآن بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصرى اليوم الخميس 23-5-2024    الجيش الإيراني: لا آثار لطلقات رصاص أو ما يشبهها على الأجزاء المتبقية من مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: موقف مصر مشرف وواضح وشجاع    سقوط مصري.. خسارة محمد شريف وطارق حامد في الدوري السعودي    «الأولمبى» يحصد 27 ميدالية ذهبية ببطولة الجمهورية للجمباز فنى وأيروبيك (صور)    ضبط 2490 كرتونة سلع غذائية مجهولة المصدر ب شمال سيناء    نهى عابدين تكشف سر نجاح دورها في «العتاولة» وسبب مقارنتها ب روقة في «العار»    هشام ماجد عن أمينة خليل: «هدفها التغيير وتقديم الدور المختلف»    وزير الاتصالات: توقيع اتفاقية تعاون لتطوير حلول رقمية في مجال الرعاية الصحية باستخدام AI    ماذا قال الحلفاوي عن مصطفى شوبير قبل مباراة الأهلي والترجي؟    أيمن الجميل: مشروع الدلتا الجديدة إنجاز تاريخي    الاتحاد الأوروبي ينتقد مناورات الصين واسعة النطاق قبالة تايوان    ورشة عمل حول تطبيقات الصحة والسلامة المهنية بالمنشآت الحكومية بالمنوفية    إيرادات الأربعاء.. "السرب" الأول و"بنقدر ظروفك" في المركز الرابع    أكثرهم «برج الحوت».. 5 أبراج سيحالفها الحظ خلال الفترة المقبلة (تعرف عليها)    إعلام إسرائيلي: من المتوقع صدور أوامر للوزراء بعدم التطرق لقرارات محكمة العدل    انطلاق المؤتمر السنوي ل «طب القناة» في دورته ال 15    وزارة الصحة: نصائح هامة للمواطنين تفاديا لمخاطر ارتفاع درجات الحرارة    العثور على جثة متحللة لمسن في بورسعيد    لجنة سكرتارية الهجرة باتحاد نقابات عمال مصر تناقش ملفات مهمة    قرار قضائي جديد بشأن التحقيقات مع سائق «ميكروباص» معدية أبو غالب (القصة كاملة)    محمد نور: خطة مجابهة التضليل تعتمد على 3 محاور    «بوتين» يوقّع مرسوما يسمح بمصادرة أصول تابعة للولايات المتحدة في روسيا    البورصات الأوروبية تغلق على ارتفاع.. وأسهم التكنولوجيا تصعد 1%    الفريق أول محمد زكى: قادرون على مجابهة أى تحديات تفرض علينا    انفجار مسيرتين مفخختين قرب كريات شمونة فى الجليل الأعلى شمال إسرائيل    مسلسل إسرائيلي يثير الجدل والتساؤلات حول مقتل الرئيس الإيراني    20 لاعبًا في قائمة سموحة لمواجهة فاركو بالدوري المصري    محافظ بورسعيد يشيد بجهد كنترول امتحانات الشهادة الإعدادية    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    ترامب: علاقتى ببوتين ستساعد فى تأمين إطلاق سراح الصحفى جيرشكوفيتش    رئيس الوزراء يناقش سبل دعم وتطوير خدمات الصحفيين    في ذكرى رحيله...ومضات في حياة إبسن أبو المسرح الحديث    الكرملين: الأسلحة الغربية لن تغير مجرى العملية العسكرية الخاصة ولن تحول دون تحقيق أهدافها    بالفيديو.. خالد الجندي: عقد مؤتمر عن السنة يُفوت الفرصة على المزايدين    خاص.. الأهلي يدعو أسرة علي معلول لحضور نهائي دوري أبطال إفريقيا    متى وكم؟ فضول المصريين يتصاعد لمعرفة موعد إجازة عيد الأضحى 2024 وعدد الأيام    وزير الري: نبذل جهودا كبيرة لخدمة ودعم الدول الإفريقية    من الجمعة للثلاثاء | برنامج جديد للإعلامي إبراهيم فايق    قبل قصد بيت الله الحرام| قاعود: الإقلاع عن الذنوب ورد المظالم من أهم المستحبات    افتتاح كأس العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالمكسيك بمشاركة منتخب مصر    أجمل عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024 قصيرة وأروع الرسائل للاصدقاء    وزارة الصحة تؤكد: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    محافظ كفر الشيخ يتفقد السوق الدائم بغرب العاصمة    عفو السيسي عن عقوبة "البحيري" .. هل عطّل الأزهر عن فتوى جديدة عن "مركز تكوين"    رئيس الوزراء يتابع موقف تنفيذ المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل    محافظ أسيوط يناشد المواطنين بالمشاركة في مبادرة المشروعات الخضراء الذكية    تعاون بين الجايكا اليابانية وجهاز تنمية المشروعات في مجال الصناعة    ننشر حيثيات تغريم شيرين عبد الوهاب 5 آلاف جنيه بتهمة سب المنتج محمد الشاعر    تاج الدين: مصر لديها مراكز لتجميع البلازما بمواصفات عالمية    المراكز التكنولوجية بالشرقية تستقبل 9215 طلب تصالح على مخالفات البناء    الهلال السعودي يستهدف التعاقد مع نجم برشلونة في الانتقالات الصيفية    تعليم القاهرة تعلن تفاصيل التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الأبتدائي للعام الدراسي المقبل    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    حماس: معبر رفح كان وسيبقى معبرا فلسطينيا مصريا.. والاحتلال يتحمل مسئولية إغلاقه    الداخلية تضبط 484 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1356 رخصة خلال 24 ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ أسامة القوصى ل«الصباح»:القناع سقط عن الإخوان ومرسي لا يمثل نفسه
نشر في الصباح يوم 29 - 10 - 2012

قال الداعية السلفى الشيخ أسامة القوصى: إن الخوف من أخونة الدولة مبالغ فيه، والأفضل أن يصبر رافضو سياسات الإخوان قليلًا، ويتركوهم يديرون مصر وحدهم، كما يريدون، لأن هذا الأمر سيثبت فشلهم، وسيسقط القناع عنهم، فيرى الشعب وجوههم الحقيقية، ويعرف أن الجماعة تمارس السياسة، وفق «فكر العصابات»، ولا تؤمن بالدولة المدنية، وتمثل «خطرًا على العالم»، وفق تعبيره.

وأضاف: القول إن الدكتور محمد مرسى يتلقى تعليمات من المرشد «ليس دقيقًا وليس خاطئًا»، لأن الدكتور مرسى، يعرف جيدًا ماذا يريده الإخوان.
وقد نشأ فى مكتب الإرشاد، وسواء طلب منه المرشد أمرًا أو لم يطلب، فهو لن يخرج عن طوع جماعته، ولن يقرر أمرًا إلا وفق مرجعيتها. موضحًا أن مصر خرجت من 60 عامًا من حكم العسكر، كى تدخل «نفق المرشد» و«الحاكم بأمر الله»، لكن الشعب المصرى لن يسمح باستعادة القهر ودولة الديكتاتور أيّا من يكون.
واتهم التيارات الدينية التى «دخلت لعبة السياسة» بالمتاجرة بالدين وخداع الناس وغشهم، بشعارات براقة، لمصلحة أهداف حزبية وانتخابية، محذرًا من تغيير المادة الثانية من الدستور، لأن التغيير الذى تريد اللجنة التأسيسية للدستور أن تجريه عليها يتنافى مع مفاهيم المساواة بين المواطنين، وفيه «الكثير من العنصرية»، حسب تعبيره.
ووصف تشكيل الحكومة برئاسة الدكتور هشام قنديل بأنها حكومة «تكنو-إخوان»، وقد تعمّد الإخوان المسلمون تشكيلها على هذا النحو؛ لأنهم يعلمون أنهم سيفشلون، ويريدون أن يُلصقوا فشلهم بغيرهم. قائلًا: إن مؤشرات الفشل ظهرت بعد ال100 يوم الأولى، وعلى الدكتور مرسى، أن يسأل رجل الشارع عما إذا كان يصدق الأرقام «المغلوطة» حول نجاحه فى المائة يوم، إن كان يريد أن يتعرف على الحقيقة.
وفيما يلى نص الحوار:
* كيف تقيّم المشهد الحالى فى مصر؟
- إن مصر تسدد فاتورة 60 عامًا من حكم العسكر، وليس 30 عامًا، كما يقول البعض.. لدينا مشكلات قديمة أصبحت كالأمراض المزمنة التى يصعب الشفاء منها.
قطاع كبير من الشعب يعانى من الفقر والجهل والمرض، وعلاج هذه الأمراض علاجًا نهائيّا، لن يكون بالخطب العنترية الجوفاء، فنحن نحتاج إلى عمل طويل، ونوايا مخلصة، وحاكم يؤمن قولًا وعملًا بأنه رئيس لكل المصريين.
المشكلة أن مصر بعد خروجها من حكم العسكر، دخلت نفق مكتب الإرشاد، وهذا أمر طبيعى، فالتجربة الديمقراطية لا تزال تحبو، ويومًا بعد يوم، ستصحح أخطاءها.
إن الخطوة الأولى على طريق الإطلاح، يجب أن تكون بإعادة بناء الشخصية المصرية، فالرهان أصبح على الإنسان، والمرحلة التى نعيشها الآن تتسم بسيولة كبيرة، وبالتداخل فى المصطلحات وانعدام الوعى لدى المواطنين، وهو الأمر الذى يظهر فى الانتخابات.
* كيف يظهر انعدام الوعى فى الانتخابات؟
- فوز التيارات الإسلامية بمعظم مقاعد البرلمان، وبالرئاسة فى ذات الوقت، يكشف عن أن البسطاء ابتلعوا «الأكاذيب المعسولة» التى ظل الإسلاميون يرددونها على أسماعهم، وهذا طبيعى فى مجتمع لم يخض تجربة ديمقراطية حقيقية، لكن الشعب سيعالج أخطاءه بنفسه.
* هل تتوقع إذن.. ألا تحصل التيارات الإسلامية على أغلبية البرلمان؟
- ليس هذا ما أقصده.. فالإسلاميون سيحصدون نسبة كبيرة، على الأرجح، لكنى أتوقع أن تكون أقل من النسبة السابقة، لأن قطاعًا كبيرًا من الذين منحوهم أصواتهم بدأ يشعر بالندم.
المصريون شعب ذكى لماح، وفى تقديرى أنهم يمارسون السياسة الآن وفق المثل الشعبى: «خليك ورا الكذاب لحد باب الدار».. وهم ينظرون ويتأملون ويتابعون المشهد الكلى، وسيقومون بتصحيح أخطائهم بأنفسهم.
الوعى السياسى فى مصر يرتفع يومًا بعد يوم، وكلما يرتفع الوعى تنخفض أسهم التيار الإسلامى، وهذا ليس كلامًا مطلقًا. ففى المناطق التى تتسم بارتفاع نسبة المتعلمين فيها، مثل مصر الجديدة، خسر الإسلاميون خسائر منكرة فى الانتخابات البرلمانية، مثل مدينة نصر، حيث ترشّح محمد يسرى إبراهيم، وهو سلفى يميل إلى الإخوان، ضد الدكتور مصطفى النجار الليبرالى، فنجح الأخير.
* ألم تشعر بأنك تجنيت على الدكتور محمد مرسى حينما وصفته بالسرطان خلال انتخابات الإعادة؟
- لم أكن أقصد الدكتور محمد مرسى بشخصه، لكنى كنت أقصد جماعة الإخوان التى ينتمى إليها، ورضع منذ نعومة أظفاره أفكارها.
إن الدكتور محمد مرسى لا يمثل نفسه، وإنما يمثل «عشيرته» جماعة الإخوان، التى يذوب كل أعضائها فيها، فلا يصبح لهم وجود.. والوصف كان لمجمل أفكار الجماعة، وللأفكار السرطانية التى تريد أن تمارس السياسة بناءً عليها.
إن أداء الجماعة والدكتور محمد مرسى كأحد أبنائها، لا يمكن أن يكون ثوريّا، وإنما هو إصلاحى، مثلها مثل المجلس العسكرى الذى تمثلت مشكلته مع مبارك، فى التوريث، وبعد الإطاحة بالأب والابن معًا، وفشل مشروع التوريث رأى أن الثورة نجحت.
أما بالنسبة للإخوان فقد كان نجاح الثورة يعنى وصولهم إلى الحكم وهو ما حدث، فقد فاز الإخوان بالبرلمان والرئاسة.
* هل تعتقد أن الرئيس سيتمكن من الخروج من قيود مكتب الإرشاد، وسيخطو خطوات حقيقية نحو نحقيق العدالة الاجتماعية؟
- من الناحية الاقتصادية الإخوان يمينيون رأسماليون، لا تعنيهم فكرة العدالة الاجتماعية كثيرًا، وإصلاحيون من الناحية السياسية.
وأيّا ما يكون، فإننى أستبعد تمامًا أن يخرج الرئيس عن مبادئ الإخوان، حتى لو حاول لأنه تربى فيها، وتشرّب أفكارها، وهذا أمر طبيعى. فحتى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، الذى يقال إنه خرج من الجماعة، لا يزال يفخر بانتمائه لها، وهذه مشكلة كبرى فى الإخوان، فانتماؤهم للجماعة أعمق من انتمائهم للوطن.
إن الإخوان خطر على الأمة، فشعاراتهم براقة وجميلة، لكن تاريخهم غير مطمئن، ويكمن خطرهم فى اعتقادهم بأن الجماعة أهم من الأوطان، وهذه أدبيات تنظيمهم الدولى.
كما أن الفكر الإخوانى فكر «عصابى»؛ حيث تستخدم الجماعة الدين لتجييش أنصارها، وإرهاب معارضيها، وتمارس بلطجة سياسية، عبر فرض نفسها على الساحة السياسية.
ومن مشكلات تنظيم الإخوان أيضًا، أنه تنظيم سرى، ومن العجيب أن الجماعة كانت تطالب القوات المسلحة بالإفصاح عن ميزانيتها، فى حين لا أحد يعرف من أين تأتى بتمويلها، وفيم تنفقه.
* إذن.. نحن ماضون نحو أخونة الدولة.. أليس كذلك؟
- ما من شك فى أن الإخوان يسعون إلى هذه الغاية بكل طاقاتهم، لكنى لست أخشى أخونة الدولة، على الإطلاق، وإنى أميل إلى أن يتحمل الإخوان المسئولية كاملة، حتى تسقط الأقنعة عنهم.
إن أخونة الحكومة ومؤسسات الدولة السياسية حق للإخوان، مثلما هى حق لأى حزب يفوز بالأغلبية، ويحاول تطبيق برامجه، ومن الغريب فى حالة التداخل الآن أننا لا نعرف هل الحكومة «إخوان» أم «تكنوقراط» أم «تكنو خوان»؟
إننى أعتقد أن الإخوان يقصدون من هذه «الربكة» أن يتهربوا من الحساب بعد فشلهم.. فلماذا لا نتركهم يكشفون أنفسهم بأنفسهم؟
* بالمناسبة.. لمن منحت صوتك فى انتخابات الرئاسة؟
- رشحت خالد على رغم اختلافى معه كونه يساريّا، لكنى مؤمن بأن المستقبل للشباب، وهم أمل البلد، وفى جولة الإعادة أبطلت صوتى ولم أعطه لا لمرسى ولا لشفيق.
* لكن الإخوان قالوا إنك دعمت الفريق شفيق؟
- دعهم يقولون ما يريدون.. إن المفلسين من كل التيارات الإسلامية، يحاولون تشويه الذين يرفضون دخول لعبة السياسة معهم، ولأنهم بلا حجة فإنهم يتعمدون التشهير بالآخرين، ولعل اتهامهم لى بأنى عميل لأمن الدولة يكشف ضعفهم، هذا بالإضافة إلى اتهامى بالمتاجرة بالمخدرات.. أيّا ما يكون، القافلة تسير.
إنها أكاذيب تخرج من رحم أكاذيب.. لا أتوقف عندها، ولا أفكر فيها.
* كيف تقيّم خطة ال100 يوم الأولى للرئيس؟
- الرئيس مرسى لم يكن موفقًا فى برنامج ال100 يوم، ووضع نفسه فى مأزق، فالمشاكل التى تعانى منها مصر لن تحل فى 100 يوم أو 100 شهر، لكن مقتضيات الدعاية الانتخابية دفعت مرسى إلى أن يقول كلاما لا يقدر على فعله.
ورّط نفسه فى أكبر مشكلات الدولة، ووعد بأنه سيحلها فى 100 يوم، وفى النهاية خرج من المأزق بمأزق آخر، إذ أخذ يردد أرقامًا مغلوطة، ونسبًا غير صحيحة.
إننى أطالب الدكتور محمد مرسى بأن يسأل رجل الشارع عما إذا كان يصدق هذه الأرقام، وأريد منه أن يحاول التعرف عن مدى مصداقيته هو شخصيّا بعد خطاب السادس من أكتوبر، الذى وصفه الناس بأنه خطبة جمعة يوم السبت.
* هل ترى أن الحشود التى وُجدت فى الاستاد تعبر عن شعبية الرئيس؟
- جميع من وُجدوا فى الاستاد، من الإخوان المسلمين، وتقديرى أن تنظيم الإخوان ليس قويّا فى الشارع كما يتوهم البعض، لكنه قادر على حشد أنصاره متى أراد، ما يوحى أمام الناس بأن لهم شعبية.
* كيف استقبلت وجود قتلة السادات فى الاستاد؟
- شعرت باستياء كبير من وجود عبود الزمر وخالد الإسلامبولى فى الاستاد، هذا رغم صلاتى العائلية بالإسلامبولى، فأنا وهو متزوجان من نفس العائلة.
إن وجودهما فى حفل وطنى يقام يوم اغتيال السادات، كان تصرفًا غير لائق، هذا بالإضافة إلى أنهما ليست لهما صفة رسمية تسمح لهم بالحضور.. لو كان الإخوان يرون فى هؤلاء سندًا أو أصدقاء أو أى شىء، فهم أحرار، لكن عليهم أن يبعدوهم عن العمل الرسمى، لأن الشعب لم يخترهم.
ولعله من المفيد أن أذّكر الجماعة، بأن السادات هو الذى أخرج الإسلاميين من السجون، لمواجهة خصومة من الشيوعيين والناصريين، ثم انقلب السحر على الساحر.
* كنت دائمًا تقول إن مبارك «ولى أمر» لا يجوز الخروج عليه.. فهل محمد مرسى كذلك؟
- طبعا الرئيس محمد مرسى ولى أمر شرعى حتى لو فاز فى الانتخابات الرئاسية بنسبة قليلة، أما بالنسبة للخروج على الحاكم، فبعد أن كنت أرفضه، لوقاية المجتمع من الفتنة وفق مبدأ «إمام غشوم خير من فتنة تدوم»، غيرت فكرى وغدوت أوافق على الخروج السلمى على الحاكم والتظاهر ضده وخلعه، طالما كان خروجًا غير مسلح، ويحقق «التداول السلمى للسلطة» إذا أصر حاكم على الاستحواذ عليها.
* ما رأيك فى أداء التيار الإسلامى، بعيدًا عن مؤسسة الرئاسة، منذ الثورة وحتى الآن؟
- أرفض كلمة إسلامى.. لا يوجد فى القرآن والسنة، ما يسمى بالإسلام السياسى، هذا المصطلح لم يظهر إلا بظهور الجماعات الدينية ممثلةً فى الإخوان المسلمين، فى مصر على يد حسن البنا، وأبو الأعلى المودودى فى شبه القارة الهندية.
هذه التيارات تريد أن تلزم بقية المسلمين بفهمها للدين إضافة إلى تعاليها على الجميع باعتبارها الممثلة للإسلام، الإخوانى مثلا يعتقد أنه «مسلم على راسه ريشة"، وأداء هذه التيارات بعد الثورة كشف الكثير، فظهرت فضائح «نائب الأنف»، و«نائب الفعل الفاضح»، و«النائب الذى يطالب بإلغاء اللغة الإنجليزية»، وستكشف الأيام القادمة فشل هذه التيارات.
* ألا تخشى من قيام تلك التيارات بتأسيس دولة دينية؟
- عندئذٍ سأكون أول المضطهدين.
نعم التيارات الإسلامية تسعى لتأسيس دولة دينية تحت مسمى دولة مدنية بمرجعية إسلامية، وهذا خطر كبير على الإسلام، وقد يؤدى إلى نتيجة عكسية تشمل تداعيات رهيبة، منها نفور الناس من الدين، تمامًا مثلما حدث فى أوروبا عندما سيطرت الكنيسة على الحياة السياسية، فى القرون الوسطى.
إن معظم التيارات الدينية السياسية، تسير على مبادئ سيد قطب، بما فيها من عوار واضح.
* لماذا تعادى سيد قطب وما معنى «عوار واضح»؟
- لأن أفكاره مسمومة، وهى سبب بلاء البلاد، ولابد من مواجهتها.
أتباع سيد سيد قطب يعتقدون أن أفكاره هى الإسلام، ومن يخالفها يخالف الإسلام، ويعتقدون بجاهلية المجتمع، ويقولون إنه تراجع عن أفكاره، لكننا لم نقرأ له سوى هذه الأفكار التكفيرية.
أقول لأخيه محمد قطب: لماذا تطبع كتب أخيك طالما تراجع عن أفكاره؟ ولماذا تكسب من وراء هذه الأفكار الضالة؟ أقولها صريحة: «لو كان سيد قطب حيّا لكفّر الإخوان والسلفيين لدخولهم الانتخابات وتأسيسهم أحزابًا».
* هل تتاجر التيارات الإسلامية بالدين لخدمة مصالح انتخابية؟
- بالتأكيد التيارات المسماة زورًا بالإسلامية تتاجر بالدين، وتخادع المواطنين البسطاء باسمه، حتى تجنى أصواتهم فى الانتخابات.. إنهم يلعبون على مشاعر الناس الدينية، وميلهم الفطرى نحو التدين.
مجددًا.. لا يوجد شىء اسمه سياسة إسلامية.. فهل كان برنامج ال100 يوم، إسلاميّا أم علمانيّا؟
هل أنشأنا جهاز شرطة إسلاميّا؟
السياسة علم دنيوى، لكن استخدام مصطلحات مثل سياسة إسلامية تضليل ومتاجرة بالدين.
لو نظرنا إلى تصرفات الرئيس محمد مرسى، حينما قام بتكريم الدكتور كمال الجنزورى مثلًا، فهل يمكن أن نصنف الأمر باعتباره «تصرفًا إسلاميّا»؟
كذلك فيما يتعلق بإقالة المشير محمد طنطاوى والفريق سامى عنان.. هل يعرف الإسلام هذه المناورات السياسية؟
* مصر الآن فوق صفيح ساخن، بسبب الخلاف حول الدستور.. فما رأيك فى الجدل حول مادته الثانية؟
- مقتضى الحكمة بالنسبة للمادة الثانية، أن تبقى المادة الثانية، مثلما جاءت فى دستور 1971، وأن يتم الإبقاء على عبارة «مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع».
التعديل الذى تسعى القوى الإسلامية إلى فرضه يجعل الدسور عنصريّا، وهى مادة لا علاقة لها بالدين.
كل ما يريدون هو ترسيخ فكرة الحاكمية، وهذه الفكرة هى ما يدفع الإسلاميين إلى محاولات اختطاف الدستور، ووضع نصوص غريبة فيه، مثل «السيادة لله».. فهل السيادة لله تحتاج إلى نص دستورى كى يرسّخها؟!
كل التيارات الدينية، التى تمارس السياسة، أصبحت تشكل خطرًا على مصر، بما فيها التيار السلفى، الذى أنتمى له.
التيارات الإسلامية الحاكمية تدفع هذه التيارات للتقدم بمقترحات غريبة لوضعها فى الدستور مثل «السيادة لله».. وهذا أمر لا يحتاج لنص دستورى، والزكاة أيضًا.
كل هذه الأمور الدخيلة على الدين، تنتمى إلى أفكار سيد قطب، لهذا لم أتعجب حينما رأيت بعضهم يرفضون الوقوف احترامًا للسلام الوطنى.. أنا «قطبى سابق» وقد قرأت كل حرف كتبه سيد قطب، وملخص هذه الأفكار: «الوطن وثن».
* وهل تعتقد أن الجمعية التأسيسية للدستور قادرة على تجاوز هذه الأفكار؟
- ما دام بقى تشكيلها غير متوازن، وما دام بقى تيار بعينه يسيطر عليها، سيبقى نتاجها لا يعبر عن الشعب المصرى، لذلك فإن المخرج من الأزمة المتوقعة، أن يبادر الرئيس إلى حل الجمعية، ويتم تشكيل جمعية أخرى متوازنة، تضم كل الفصائل.
إن حل الجمعية، ثم إعادة تشكيلها بنفس الطريقة، يكشف عن أن هناك تصميمًا على أن يكون الدستور أحادى النظرة والرؤية، وهذا الأمر لن يروق للشعب، وقد يدخلنا فى نفق أسود طويل.
* أليس غريبًا أن تتهم السلفيين بأنهم يشكلون خطرًا مصر، فى حين أنك سلفى؟
- أنتمى إلى السلفية بالمعنى الصافى للإسلام، فالسلفية والإسلام وجهان لعملة واحدة، وقد مررت بتحولات كبيرة؛ كنت قطبيّا أتبنى فكرة الحاكمية وجاهلية المجتمع، وكنت أقول على والدَى إنهما غير مسلمَين، ثم تحوّلت للسلفية المدخلية وهى السلفية النقية.
ومشكلتى مع بعض التيارات السلفية، مثل السلفية العلمية، وسلفية القاهرة، والجبهة السلفية، تكمن فى أنها تنتمى لأفكار سيد قطب، وتتبنى فكرة الحاكمية التى وضع أسسها حسن البنا.
هذه الأفكار أسفرت عن وجهها بوضوح فى كتابى سيد قطب «ظلال القرآن»، و«معالم على الطريق».
والمؤسف حقًا أن الفكر القطبى يسيطر على الإخوان، وقادة الجماعة الآن مثل المرشد العام محمد بديع، ومحمود حسين، ورشاد البيومى، كذلك الأمر بالنسبة إلى الدعوة السلفية وسلفية القاهرة والجبهة.
ومن اللافت للنظر أن محاولات غرس هذه الأفكار، فقد بدأت مساعٍ حثيثة، لاختراق المؤسسة الدينية الرسمية الممثلة فى الأزهر، فالقوى الإسلامية لديها خطة أشبه بخطط المحتلين للسيطرة عليه عن طرق وضع رموزها فى الأماكن الحيوية داخل المؤسسة الدينية الرسمية.
وتؤكد ذلك المطالبة بالنص على مرجعية الأزهر فى الدستور، وهذا حق يراد به باطل، فالقوى الإسلامية تريد أن تسيطر على الأزهر حتى تكون لها المرجعية.


لا أرفض رئيسًا قبطيًا

أكد الشيخ أسامة القوصى أن الأصل فى صلاح الرئيس فى الدولة المدنية الحديثة، أن يكون قادرًا على أداء مهام عمله، ومن ثم فلا توجد موانع شرعية لتولى مسيحى الرئاسة "حسب رأيه"، مشيرًا إلى أن الإسلام ليس دينًا جامدًا، وهذه ولاية دنيوية فى الدولة المدنية الحديثة، ولا تنطبق عليها شروط الخلافة الدينية.
وقال: إن هذا الرأى قد فتح عليه نيران هجوم السلفيين، وهو السر فى الخلافات الجذرية والعميقة بينه وبين رموز هذا التيار، موضحًا "أن من فتح الكتب وقرأ شروط الخلافة فقرأ أن من شروط الخليفة أن يكون مسلما ظن أن ذلك ينطبق على الرئيس فى الدولة الحديثة، وهذا قياس غير دقيق".




تجسيد الصحابة حلال

أعرب الشيخ أسامة القوصي، عن اعتقاده بأن تجسيد الصحابة فى الأعمال الدرامية حلال، مشيرًا إلى أن هناك فنًا راقيًا وفنًا هابطًا، كما يوجد خطاب ديني، هابط وآخر راق، والحكم يجب أن يكون على كل حالة مستقلة بذاتها.
وقال: إن تحريم الفن لا يستند إلى صحيح الدين، فالفن بكل أنواعه، فيه ما هو حلال، وفيه ما هو حرام، موضحًا أن تجسيد الصحابة، قد يؤدى إلى تقديم القدوة الحسنة الطيبة للبسطاء محدودى الثقافة فيساهم فى الارتقاء بالمجتمع وغرس القيم الإيجابية فيه، والحقيقة أن هناك بعض التشدد فى الفتاوى، التى لا تناسب وسطية الإسلام.

"العسكرى المنحل" أراق دماء بريئة

اتهم الشيخ أسامة القوصى المجلس العسكرى المنحل بالتسبب فى إراقة الدماء البريئة بعد الثورة، مطالبًا بمحاكمة أعضائه على "جرائم" محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو "حسب تعبيره".
وقال فيما يتعلق بأحداث سيناء: هناك تنظيم القاعدة له خلايا فى شبه الجزيرة، وهناك جماعات تكفرية، تتبنى العنف، وتستخدم التضاريس الجبلية فى عمليات كر وفر، تدربت عليها خلال الحرب فى أفغانستان، مشيرًا إلى ضرورة ضرب هذه التنظيمات بيد من حديد، لأن التراخى معها قد يؤدى إلى أن "تتغول" كما يقول.

القوصي.. بطاقة تعريفية

يعتبر الشيخ أسامة القوصى واحدًا من أكثر شيوخ السلفية إثارة للجدل، ذلك لأن خصومه يتهمونه بالعمالة لأمن الدولة، والدعاء للرئيس السابق ووزير داخليته حبيب العادلى على المنابر، غير أن القوصى يرفض هذا الاتهام، ويصف مروجيه بالمغرضين.
ويهاجم القوصى القنوات الدينية، ولا يميل إلى الظهور عليها، وقد ظهر فى أكثر من مناسبة منها مهرجان القاهرة السينمائى إلى جوار نجمات منهن إلهام شاهين ويسرا.
وانتمى القوصى قبل الثورة إلى مدرسة الشيخ مقبل الوادعي، وهى مدرسة سلفية يمنية، تحرم الخروج عن الحاكم، لكنه تراجع عن هذه الأفكار بعد الثورة.





**بماذا شعرت حينما رأيت متظاهرين يرفعون صور بن لادن؟
تعجبت من الأمر، وأغضبنى أن يحتذى مصريون بإرهابى ومفسد فى الأرض، إن القاعدة كتنظيم سواء مع بن لادن أو أيمن الظوارى لم يقدم للإسلام أى خير، وساهم فى زيادة أعدائه.

هل ترى أن حزب الحرية والعدالة حزب وطنى جديد ؟
يكرر حزب الحرية والعدالة، أخطاء الحزب الوطنى المنحل، لكن تحت ستار الدين، هناك سرقة باسم الوطنية وسرقة باسم الدين..الأولى مارسها الحزب الوطنى والثانية يمارسها الإخوان المسلمون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.