«عيد سياسى».. هذا هو الوصف الأمثل لعيد الأضحى هذا العام بعد أن تحول أول أيامه إلى ما يشبه ساحة للصراع السياسى بين التيارات الإسلامية المختلفة، حيث سعى كل طرف إلى استخدام أسلحته فى جذب أكبر عدد من المصلين إلى ساحاته، فجماعة الإخوان المسلمين فى المنيا كان سلاحها محافظ المنيا الدكتور مصطفى كامل عيسى، الذى كان فى الأصل قبل توليه مهمة المحافظة الرجل الثانى فى حزب "الحرية والعدالة" بالمنيا، من خلال دعوته لحضور صلاة العيد وسط آلاف من أنصار الجماعة بساحة كورنيش النيل بوسط المحافظة، كما رافقه فى الصلاة اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا، واللواء أسامة ضيف السكرتير العام، والقيادات التنفيذية وممثلو المجتمع المدنى والأحزاب والتيارات المختلفة ما أعطى للإخوان الغلبة فى كل شىء. وفى أسيوط، سعت الجماعة الإسلامية لتنظيم مسيرات حاشدة فى شوارع المحافظة كنوع من الابتهاج والاحتفال بقدوم عيد الأضحى المبارك، تتقدمها الخيول وسيارات النقل التى تحمل الأضاحى مكتوب عليها ذبيح الفقراء، ومرددين تكبيرات العيد والهتفات الدينية. وشهدت العديد من قرى ومدن محافظة الفيوم مشادات ومشاجرات بين أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين وبعض المواطنين بعد أن اتهم الأهالى أعضاء الجماعة بالاستحواذ على توزيع لحوم العيد المدعمة من المحافظة، وانحصار توزيعها على أقاربهم وأنصارهم. وطالب أهالى قرى الشواشنة وكعك ومدينة إطسا وسنورس بإبعادهم عن توزيع لحوم الفقراء المدعمة بمليون جنيه من صندوق موازنة الأسعار. من جانبه، استنكر مصطفى البنا عضو مجلس الشعب عن حزب النور السلفى استحواذ جماعة الإخوان المسلمين على اللحوم المدعمة من المحافظة والادعاء بأنها ملك لهم. وفى الإسكندرية، كانت الخطب السلفية والإخوانية حاضرة بشكل لافت للانتباه، بعد أن حاول كل خطيب إعلان وفائه لتياره السياسى، فمن جانبه قال الشيخ أحمد المحلاوى، خطيب مسجد القائد إبراهيم؛ للرئيس مرسى «جزاك الله خيرا وإنك تمد يدك للناس فأنت الزعيم والقائد». منتقدا الأحزاب السياسية التى خرجت فى «جمعة كشف الحساب»، ولم تمد يدها لتعيين الرئيس. وأشار خلال خطبة العيد فى ساحة مسجد القائد إبراهيم إلى أن هذه الأحزاب تسعى إلى السلطة وتسعى لمصالحها الشخصية، دون النظر إلى مصلحة شعب مصر. وطالب الشيخ حاتم فريد، إمام مسجد القائد إبراهيم والمحسوب على التيار السلفى، على الحكومة المصرية أن تضع الرجل المناسب فى مكانه لأن الدول تتقدم بالرجال وتنهار بعجزهم، وحذر خلال خطبة العيد باستاد الإسكندرية من تفرقة المسلمين بسبب «الطعنات» التى يتلقونها كل يوم من أعداء الإسلام. وغابت شعائر الصلاة والتقرب إلى الله خلال صلاة العيد بالغربية، بعد أن اشتعلت الأحداث بمدينة المحلة الكبرى عندما نشبت اشتباكات بين مجموعة من الشباب أطلقت على أنفسها «شباب المحلة الثائر»، وبين شباب حزب «الحرية والعدالة» بالمحلة الكبرى؛ على خلفية محاولة الطرفين السيطرة على أماكن الصلاة والساحة العامة التى أقيمت لأداء صلاة العيد. وسجل قسم ثان المحلة الكبرى بلاغا رسميا من عاطف بسيونى أمين حزب الحرية والعدالة بالمحلة يتهم فيه أعضاء حركة شباب المحلة الثائر، بمحاولة اقتحام مقار الحزب ولجوئهم إلى التخريب وأنهم حطموا العديد من زجاج السيارات باستخدام الحجارة وكرات النار، وانتشر شباب الحزب حول المقار لحمايتها وتبادلوا الحراسة على المقار وأماكن الصلاة.