على الرغم من انتشار الغنم فى مصر وتنوعها الشديد، إلا أن ظلم بنى الإنسان لبنى خرفان يتجلى فى عيد الأضحى، حين يقوم بنى آدم على بنى خروف ليذبحوهم ذبحًا، اللافت أنهم بيعملوا كده مع الأنواع المفيدة من الخرفان مش مع الخرفان المؤذية التى تملأ المجتمع. يعنى لما تعرف أن فيه خروف اندبح.. تعرف على طول أن ده من النوع اللى جسمه عليه صوف والبشرية بتستفيد منه، وده تقريبًا التطبيق العملى للمثل القائل «آخر خدمة الغُز دبحة».
والخرفان اللى بتنفد كل سنة من المذبحة الكبرى كتير قوى وعيوبها كتير، بس اللى بيساعدها على الهرب هو أن ليها أصول بشرية.
عندكم مثلا الخرفان اللى بتطلع تهزى علينا فى التليفزيونات، وبيصدعوا نافوخنا من كتر المأمأة.. والمصيبة أنهم بيمأمأوا غلط من الأساس، والخرفان اللى مقضينها نطح فى كل اللى حواليهم، ومستقوين نفسهم عشان عندهم قرون من زمان، ده غير الخرفان اللى مش بتعمل حاجة غير أنها تهلل وتهز ليتها على أى كلام والسلام.. وساعات كتير بيهلوا ويهزوا ليتهم على الكلام وعلى نقيضه.
وفيه خرفان مالهاش أى لازمة من الأساس وبمجرد ما ربنا يكرمهم وينفدوا برقبتهم من الدبح، تلاقيهم نزلوا الشوارع وبهدلوها زحمة ونطح وتكسير وفرقعة ومضايقة فى بنات الناس، والنعجات الصغيرة، بس فى رأيى أسوأ نوع فيهم واللى لازم يندبح ويترمى للكواسر تاكل جتته، هو النوع اللى عايز الكوكب كله، ببشره وخرفانه ونباتاته.. تمشى على قد دماغه هو، اللى هى أصلًا ماليانة عنكبوت من جوه ومافهاش غير موسم التزاوج وأكل البرسيم وشرب المااااااااااااااااااااء.