الزبالة، ملف شائك ومزمن، فشلت الحكومات المتعاقبة فى زحزحته عن قمة مشكلات المصريين، صحيح أنها لم تهبط من المريخ، وأن سكان الشارع هم من يلقون الزبالة بشوارعهم، ولكن صراخ شوارعنا بذلك الكم من المخلفات أصبح لا يمكن السكوت عليه، فقد تعدت من مرحلة التلوث البصرى ومرحلة نقل الأمراض إلى مرحلة أنها سبب فى الأزمة المرورية. أيضا منذ إضافة مصاريف النظافة على فاتورة الكهرباء زادت الزبالة بالشوارع، وتختلف قيمة الفاتورة من منطقة إلى أخرى حسب المستوى المعيشى بالمنطقة، فقد تتراوح بين 6 جنيهات قيمة الزبالة على فاتورة الكهرباء، لكنها وصلت فى إحدى المناطق إلى 250 جنيها، هو الرقم المكتوب فى الوصل الذى يدفعه «محمد»، عامل السوبرماركت البسيط فى منطقة فيصل، وهو الموجود فى الصورة، وهو رقم مبالغ فيه جدا، والدليل أكوام القمامة فى كل مكان، بينما يرفض الزبال التقليدى أن يرفع الزبالة من البيوت والمحال إلى أن تدفع له مرتبا شهريا خاصا، فأصبح المواطن يدفع مرة لهم ومرة أخرى لفاتورة الكهرباء، وإن رفضت فسيكون الرد مش (هشيلها)، وتجبر أن تلقيها بالشارع بعد اختفاء الصناديق المخصصة للزبالة، ويصبح الشارع مقلب زبالة كبيرا. قرار فصل الزبالة عن الكهرباء ينتظره الشعب بفارغ الصبر، خاصة محمد، عامل السوبر ماركت.