لا يزال الغموض يسود مستقبل الفضائيات الرياضية والبرامج الرياضية، فكلما تجدد الأمل بإطلاق القنوات الرياضية برامجها واستوديوهاتها التحليلية استقبالا للنشاط الرياضى والمتمثل فى مسابقة الدورى الممتاز، حيث دورى الأضواء والشهرة بناء على وعود بعودة النشاط، يفاجأ الجميع بتراجع المسئولين بحجة الدواعى الأمنية، وبعد أن تنفس مسئولو الفضائيات الرياضية الصعداء بعودة النشاط الرياضى يوم 17 من الشهر الجارى، واستعدت القنوات الرياضية الوليدة والمقرر إطلاقها مع عودة المسابقة أمثال قناة «الحياة سبورت، زووم سبورت، ميلودى سبورت، الشعب سبورت، mbc سبورت» بالإضافة إلى القنوات الأخرى «مودرن سبورت، النيل سبورت، النهار رياضة، الأهلى» لإطلاق برامجها الرياضية والاستوديوهات التحليلية، اصطدمت طموحاتها، أول أمس الاثنين، بقرار العامرى فاروق، وزير الرياضة، وجمال علام، رئيس اتحاد الكرة، تأجيل إطلاق مسابقة الدورى الممتاز لأجل غير مسمى لدواع أمنية، وهو ما سيهدد الفضائيات الرياضية بالإفلاس، لاسيما أن هناك حالة ركود فى إعلانات البرامج الرياضية منذ موقعة «بورسعيد»، التى تجمد على أثرها النشاط الرياضى فى مصر لأكثر من عام وتكبدت الفضائيات خسائر فادحة بعد انسحاب المعلنين ووكالات الإعلانات. «الصباح» حرصت على الالتقاء بمسئولى الفضائيات والبرامج الرياضية والإعلاميين الرياضيين للوقوف على مصير قنواتهم وبرامجهم الرياضية بعد قرار وزير الرياضة وتحفظ وزارة الداخلية. أولا قال المهندس مازن مرزوق، رئيس قناة «مودرن سبورت»، إن مباريات الدورى المصرى تعد طوق النجاة لتعويض الخسائر التى تتكبدها القنوات الفضائية من وراء برامجها، خاصة أن إعلانات البرامج قليلة للغاية مقارنة بإعلانات المباريات، وأوضح مرزوق أنه فى حالة إلغاء مسابقة الدورى سنتجه لإنتاج برامج بديلة بأفكار جديدة لتعويض الخسائر لأن إلغاء النشاط يعنى تجميد البرامج الرياضية. واقترح رئيس قناة «مودرن سبورت» إجراء مسابقة القسم الثانى بنظام المجموعات، مؤكدا أن مسابقة القسم الثانى لها متابعون من جميع أنحاء الجمهورية نظرا لتمثيل جميع المحافظات فى المسابقة، إلا أن العائد من إذاعتها لن يكون مساويا لعائد لمباريات الدورى الممتاز. من جانبه أشار إيهاب جلال، رئيس قناة «النهار رياضة» إلى أنه يدرس حاليا شراء دوريات أوروبية بديلة للدورى المصرى لتعويض المشاهد الرياضى بوجبة رياضية أخرى نظرا لغموض موقف عودة النشاط من عدمه. وأوضح جلال أن المشاهد الرياضى دائما لا يرغب إلا فى الوجبة الرياضية المصرية ولن تعوضه مباراة فى الدورى الهولندى أو الألمانى أو التركى ونتمنى أن يعود الدورى وتعود الحياة الرياضية لأن التأثير السلبى ليس على القنوات الرياضية فقط إنما هناك 3 ملايين أسرة مصدر دخلها الأساسى من النشاط الرياضى من لاعبين ومدربين وعلاج طبيعى وعمال. وناشد رئيس قناة «النهار رياضة» مسئولى الرياضة والدولة بعقد جلسة مع قيادات الأولتراس وأسر الشهداء لتوعيتهم وتوضيح إجراء المحاكمات حتى لا نصطدم بواقعة أخرى، حيث إن أسر الشهداء والأولتراس لن يقبلوا عودة النشاط وذلك لن يتحقق إلا بوجود لغة حوار متبادلة بين الطرفين. وعن خريطة برامج القناة فى حالة إلغاء النشاط، أكد جلال أنها لن تتغير ومستمرة على وضعها الحالى ببرامج كريم شحاتة وإبراهيم حجازى وأحمد جمال وممدوح فرج. وعلى الجانب الآخر رفض مهيب عبدالهادى مدير البرامج الرياضية بقناة «الحياة» عودة الدورى فى الوقت الحالى، وأعرب عن سعادته البالغة بتأجيله، مؤكدا أن الدورى لن يعود بمكاسب على القنوات الفضائية فى الوقت الحالى وستتكبد القنوات خسائر فادحة ولن يستكمل لنهايته مادامت جميع الأطراف غير موافقة على استئناف النشاط. وناشد عبدالهادى وزير الرياضة العامرى فاروق، ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، بضرورة عقد جلسة مع قيادات رابطة الأولتراس وجميع الأطراف الرافضة لعودة النشاط لأن دون موافقتهم لن يكون هناك نشاط رياضى. وعن خريطة برامجه أكد أن قناة «الحياة سبورت» لم يتحدد وقفها بعد، انتظارا لمعرفة الموقف النهائى للنشاط الرياضى. فيما أكد الدكتور ماجد عبدالله، رئيس قناة «الشعب» المقرر إطلاقها قريبا، أنه كان بصدد إطلاق قناة رياضية تحت مسمى «الشعب الرياضية» بناء على وعود مسئولى الرياضة باستئناف النشاط، والمتمثل فى عودة الدورى الممتاز، إلا أنه فوجئ بقرار وزيرى الرياضة والداخلية بتأجيل الدورى لأجل غير مسمى، وهو ما سيضطره إلى تأجيل إطلاق القناة الرياضية لأن مصدر دخل البرامج الرياضية يعتمد بشكل أساسى على العائد من إعلانات المباريات. مشيرا إلى أنه سيكتفى بإعداد برنامج رياضى على القناة العامة فى الوقت الحالى، وسيتم تأجيل القناة الرياضية لحين وضوح الرؤية بشأن عودة الدورى المصرى. فيما كشف عمرو عفيفى، مالك وكالة «برومو آد» الراعية لاتحاد الكرة المصرى ورئيس قناة «زووم سبورت»، أن مباريات الدورى تعد المتنفس الحقيقى للفضائيات المصرية، حيث إن العائد منها يغطى تكلفة إنتاج البرامج الرياضية، مشيرا إلى أن «سبوت» الإعلان 30 ثانية فى المباريات الرياضية أعلى كثيرا عنه فى البرامج العادية، بينما «سبوت» المباريات يتراوح سعره ما بين 20 و30 ألف جنيه، بينما سعر «سبوت» 30 ثانية فى البرامج يتراوح ما بين 10 و15 ألف جنيه. فى متوسط «20» سبوت إعلانيا فى المباراة الواحدة وتعد مباريات الأهلى والزمالك هى الأهم بين مباريات الدورى بخلاف المباريات المهمة الأخرى فى الدورى وتساوى نحو 80 مباراة بخلاف مباريات الكأس؛ أى ما يحقق عائدا إعلانيا يتجاوز نحو 40 مليون جنيه صافى ربح بعد دفع مستحقات اتحاد الكرة والتليفزيون المصرى مقابل إشارة البث. وأوضح عفيفى أنه فى حالة تجميد الدورى ستتكبد جميع الفضائيات المنتجة للبرامج الرياضية خسائر فادحة بخلاف تجميد القنوات الرياضية لتفادى خسائر الموسم السابق بعد تجميد النشاط الرياضى، وعن موقف وكالته الإعلانية من رعاية نشاط اتحاد الكرة أكد أن هناك جلسة مع مجلس الإدارة الجديد للاتحاد خلال الأيام القليلة المقبلة لمراجعة بنود العقد المبرم بين وكالته واتحاد الكرة فى حالة إلغاء النشاط. بينما أكد الدكتور محمد خضر، مدير البرامج بقنوات «دريم»، أن الخسائر واردة فى كل الأحوال سواء استؤنف النشاط وأجريت المزايدة على مباريات الدورى أو تم تجميده، لكن أقصى الخسائر تكون فى حالة الإلغاء لأن المباريات تحدث حراكا داخل البرامج الرياضية وتعود بنسبة إعلانات ليست قليلة وتغطى بعضا من التكلفة الفعلية للبرامج. وأرجع مدير البرامج بقناة «دريم» الخسائر التى تكبدتها القنوات والمتوقع تكبدها أيضا إلى موقعة «بورسعيد» وسقوط «74» ضحية بسبب أعمال الشغب وهو ما تسبب فى تجميد النشاط الرياضى وتراجع نسب المشاهدة للبرامج الرياضية. وأكد الدكتور خضر أن فريق عمل البرامج الرياضية بقنوات «دريم» لن يتأثر بتجميد النشاط ولن يتم تصفيته، وسيستمر نظرا لكون العاملين فى برنامج «الرياضة اليوم» اليومى نفس طاقم عمل برنامج «الكورة فى دريم» الأسبوعى باستثناء المعدين ومقدم البرنامج. وعن موقف الإعلاميين الرياضيين من الأزمة قال الإعلامى أحمد شوبير، مقدم برنامج «كورة النهاردة» على قناة «مودرن سبورت»، إن الإعلام الرياضى أقل المتضررين من وقف النشاط، خاصة أن القنوات ستبحث عن سلعة أخرى بديلة أما اللاعبون والمدربون والعمال والإداريون خاصة فى القسم الثانى سيواجهون الجوع وسيتوجهون إلى أعمال غير آدمية لتوفير دخل آخر يغطى احتياجات أسرهم بعد تعرض بعض اللاعبين للحبس نتيجة عدم قدرتهم على دفع عدد من المستحقات التى عليهم من أقساط للعقارات أو سيارات أو نفقات شخصية.حيث حذر شوبير من غضب تلك الفئة، التى سيكون أشد وطأة من غضب الأولتراس أنفسهم، كما ناشد شوبير وزيرى الداخلية والرياضة بضرورة التدخل السريع لعودة الدورى العام وعودة الحياة الرياضية مرة أخرى. من جانبه أكد الإعلامى كريم حسن شحاتة، مقدم برنامج «كورة كل يوم» على قناة «النهار رياضة»، أن البرامج الرياضية ستتأثر من الناحية الفنية فى حالة إلغاء الدورى لعدم وجود مباريات، ومن الناحية المادية أيضا ولكن لن تصل إلى الإفلاس. كما اعترض كريم على مرددى شعارات عدم عودة الدورى إلا بعد القصاص، موضحا أن هناك شهداء فى أحداث أخرى، وعلى سبيل المثال أحداث ماسبيرو ورفح ومجلس الوزراء، فلماذا نربط توقف الدورى بأحداث بورسعيد فقط فالضحايا هنا وهناك مصريون. وانتقد شحاتة موقف رابطة الأولتراس بالاعتراض على عودة الدورى العام والسماح للنادى الأهلى بالمشاركة الإفريقية وأداء معسكر خارجى للفريق فى دبى بالإضافة إلى المباريات الودية. على الجانب الآخر أكد الإعلامى الرياضى الدكتور علاء صادق أن البرامج الرياضية غير متأثرة بإلغاء الدورى، بل ستكون فى تزايد، حيث إن مقدمى البرامج الرياضية فى مصر لا يملكون أى مادة إعلامية سوى النميمة و«الرغى» دون جدوى ولابد أن يخضعوا لدورات تدريبية لتعلم فن الإعلام. وعن زيادة المخاوف الإعلامية من إلغاء الدورى أكد صادق أن البرامج الرياضية ليس لها علاقة بمباريات الدورى العام، والدليل أن الدورى تم إلغاؤه فى 1 فبراير الماضى ومع ذلك استمرت جميع البرامج الرياضية وتزايدت ولم تتأثر إعلاناتها مطلقا ولم يتأثر طاقم عمل البرامج الرياضية. من جانبه أكد الإعلامى الرياضى محمد شبانة، مقدم برنامج «الجبلاية تنتخب» على قناة «القاهرة والناس»، أن البرنامج الرياضية القائمة على التحليل الفنى لمباريات الدورى ستتأثر بشكل كبير، كما أنه لا يرى مبررا لوجودها على الساحة المرئية، أما برامج التوك شو الرياضية فليست معتمدة بشكل رئيسى على التحليل الفنى للمباريات الدورى لكنها معتمدة على قضايا وملفات رياضية. وتابع شبانة أن فكرة تأجيل الدورى الممتاز فى محلها ولا يمكن استئناف النشاط قبل القصاص من الجناة فى مذبحة بورسعيد وهو الهدف الأساسى ولابد من التضحية لأجله، وهذا طبيعى أن ندفع الثمن وأن نكون جزءا ممن يقع عليهم المشكلات وليس لدى مشكلات فى أن أتحمل الثمن. وأكد أن برنامجه يعتمد على قضايا وملفات فساد فى الوسط الرياضى يسعى لكشفها للرأى العام، وجزء بسيط من برامجه تعتمد على التحليل الفنى، مؤكدا أنه إذا طلب منه البعد على الساحة وإلغاء برنامجه سيوافق احتراما لمشاعر أهالى شهداء مذبحة بورسعيد.