ردا على استفسارات الصحفيين اليوم الثلاثاء ، أكد الوزير المفوض عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن جميع الأرقام المتداولة حول ميزانية أو الإنفاق السنوى لوزارة الخارجية هى أرقام مغلوطة تماما ، وكذلك الحال بالنسبة لأعداد السفارات والقنصليات المصرية ، موضحا أن إيرادات وزارة الخارجية تزيد عن مصروفاتها بما لايقل عن 100 مليون جنيه سنويا ، مشيرا إلى أن الخارجية الأمريكية تنفق أكثر من 300 ضعف ما تنفقه الخارجية المصرية. وأعرب المتحدث باسم الخارجية عن دهشته البالغة من استمرار عدد من المحللين والأكاديميين والإعلاميين المصريين فى ترديد تلك الأرقام الخاطئة رغم إصدار الوزارة أكثر من بيان للرأى العام على مدار الأشهر الماضية لتوضيح حقيقة إنفاق وإيرادات وزارة الخارجية.
وأوضح رشدى أن إجمالى عدد البعثات المصرية فى الخارج يبلغ 162 بعثة ، ما بين سفارة وقنصلية عامة وقنصلية ومكتب رعاية مصالح ووفد لدى الأممالمتحدة ، يعمل فيها جميعها 531 دبلوماسيا ما بين درجتى السفير والملحق ، وذلك من بين 980 دبلوماسيا هم إجمالى عدد الدبلوماسيين المصريين فى جميع الدرجات مابين الداخل والخارج معا ، ويعاونهم طاقم مالى وإدارى كفء يتم تعيينه فى الوزارة وإيفاده للخارج عبر مرحلتين مختلفتين من الامتحانات التحريرية والشفوية. وأشار إلى أن هذا العدد الضئيل يقوم برعاية مصالح ما بين 8-10 مليون مصرى مغترب ، بالإضافة إلى تمثيل مصر ورعاية مصالحها السياسية لدى الدول الأخرى والمنظمات الدولية ، واجتذاب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع السياحة وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية ، ودعم وحشد التأييد الدولى للقضايا العربية، وأضيف إلى هذه المهام مؤخرا تنظيم الانتخابات فى الخارج لتمكين المغتربين من المشاركة فى الحياة السياسية المصرية ، علما بأن أعضاء الخارجية هم الموظفون الوحيدون فى الدولة الذين شاركوا فى الانتخابات دون تقاضى أو طلب مكافآت مالية. وفيما يخص الشق المالى ، أكد رشدى أن إجمالى إنفاق وزارة الخارجية السنوى يبلغ مليار جنية مصرى بينما تبلغ الإيرادات من المتحصلات القنصلية والتصديقات التجارية مليار و مائة مليون جنيه ، أى أن الوزارة تدر دخلا صافيا للخزانة المصرية يقدر بمائة مليون جنيه سنويا ، وهى أرقام معلنة وتنشر سنويا فى الموازنة العامة للدولة. وحث المتحدث باسم الخارجية الراغبين فى عقد مقارنة بين حجم وإنفاق التمثيل الخارجى المصرى ونظيره الأمريكى على بذل قدر يسير من الجهد للتحقق مما يطلقونه من أرقام ، حيث أن الإطلاع على موقع وزارة الخارجية الأمريكية وميزانيتها يظهر أن للولايات المتحدة 296 بعثة فى الخارج ، أى أن عدد البعثات الأمريكية يقارب ضعف عدد البعثات المصرية فى جميع أرجاء العالم ، ناهيك عن استحالة المقارنة بين البلدين من ناحية عدد الأفراد العاملين فى تلك البعثات ، حيث أن سفارة أمريكية واحدة قد يوجد بها عدد من الأفراد يفوق حجم السلك الدبلوماسى المصرى بأكمله. كما تظهر الأرقام المنشورة عن ميزانية الخارجية الأمريكية أن مخصصاتها للعام الحالى تبلغ 6ر51 مليار دولار ، أى أكثر من 300 ضعف مخصصات الخارجية المصرية.
وأشار رشدى إلى انخفاض حجم ونفقات التمثيل الخارجى المصرى كثيرا مقارنة بحجم ونفقات البعثات الأجنبية على أرض مصر ، حيث يفوق عدد الدبلوماسيين الأجانب العاملين فى مصر عشرات المرات عدد الدبلوماسيين المصريين فى الخارج، وهى الأرقام التى تترجم فى صورة مئات الملايين من الجنيهات التى تنفقها السفارات الأجنبية فى مصر سنويا بالعملات الصعبة ، وكذلك فيما تتيحه من وظائف للمئات ، إن لم يكن الآلاف ، من المصريين المعينين محليا ، وهو ما سيتضرر ولاشك فى حالة تخفيض مصر حجم تمثيلها الدبلوماسى الخارجى ، حيث من المؤكد أنه فى مقابل كل سفارة مصرية تغلق فى الخارج سيتم غلق سفارة أجنبية فى مصر.