«طلب منى اشتراك الجيم وبعد أن أخبرته أننى لا أملك قيمة الاشتراك فى الوقت الحالى، فوجئت به يحتد على بالكلام ويسبنى أمام الناس مما جعلنى أفكر فى قتله انتقامًا لكرامتى». كانت تلك الكلمات جزءًا من الاعترافات التفصيلية التى أدلى بها المتهم بقتل صاحب صالة الألعاب الرياضية بسبب رفضه دفع قيمة الاشتراك الشهرى أمام النيابة. وقال المتهم فى اعترافاته: منذ فترة وأنا أعانى من ضائقة مالية، كنت أذهب إلى الجيم حتى أخرج الغضب الذى بداخلى، كان الجيم بالنسبة لى مكانًا أستطيع من خلاله إخراج الطاقة السلبية التى تسيطر على والخروج من الحالة النفسية التى أصابتنى نتيجة مرورى بأزمة مالية. وأضاف المتهم: كان صاحب صالة الألعاب الرياضية شابًا مثلنا ولكنه كان لا يهمه إلا المال فقط، الاشتراك الشهرى هو كل ما يشغل باله، وعلى الرغم من أننى أتدرب عنده منذ فترة طويلة وعمرى ما تأخرت فى دفع قيمة الاشتراك، وتأخرى لمرة واحدة فقط عن الدفع كان لسبب خارج عن إرادتى وليس معناه أننى لص أو أستغله، ولكنه كان لا يعترف بذلك، ولست أنا أول من تشاجر معه بسبب قيمة الاشتراك، بل هناك الكثير من الشباب المتدربين الذين يتشاجرون معه كل أسبوع بسبب طريقته الحادة فى طلب قيمة الاشتراك منا، وأكثر من مرة حاولنا جعله يطلب قيمة الاشتراك بطريقة أفضل ولكنه لا يستطيع أن يفهم. وتابع المتهم: يوم الواقعة ذهبت إلى الجيم كعادتى، كانت الضائقة المالية التى أصابتنى قد جعلتنى أكره الحياة والناس، كان بداخلى بركان من الغضب بسبب ظروفى المادية، ذهبت للتدريب الذى كنت أراه طوق النجاة بالنسبة لى وأنا فى تلك الحالة، بعد أن أنهيت تدريبى فوجئت بصاحب الصالة يتوجه إلى ويطلب منى قيمة اشتراك الشهر الجديد، اقتربت منه وبصوت منخفض طلبت منه أن يصبر على عدة أيام لأننى لا أملك المال فى الوقت الحالى، وبعد أن طلبت منه ذلك فوجئت به وعلامات الغضب تغطى وجهه يصرخ فى ويطالبنى بقيمة الاشتراك مما جعل جميع من فى الصالة ينتبهون لحديثنا، اقتربت منه مرة أخرى وطلبت منه أن يخفض من صوته باعتبار أن تلك هى المرة الأولى لى التى أتأخر فيها عن دفع قيمة الاشتراك وأن هناك أمرًا خارج عن إرادتى يمنعنى من دفع الاشتراك وسوف أقوم بتوفير قيمة الاشتراك خلال أيام قليلة ولكنه لم يستمع لى وبدأ يسبنى أمام الناس ويدفعنى بيديه ويحاول أن يطردنى من الصالة. وأكمل المتهم: لأول مرة فى حياتى أتعرض لمثل هذا الموقف المحرج، كان جميع من فى الصالة يشاهدوننى وأنا أتعرض لتلك الإهانات البشعة، كنت أقف عاجزًا مصدومًا أمام سيل الشتائم والإهانات التى وجهها لى وفى النهاية نجح فى طردى بالقوة من داخل الصالة، وما حدث معى كان غريبًا ومحرجًا، كان كل تفكيرى موجهًا فى فكرى للانتقام لكرامتى التى أهانها ذلك الشاب، كان الغضب يسيطر على ويدفعنى إلى الانتقام منه بأى طريقة، فقدت السيطرة على نفسى ووجدتها منساقة لشىء واحد هو قتل ذلك الشاب الذى أهان كرامتى وطردنى أمام الناس. واختتم المتهم: وبالفعل انتظرت خارج الجيم حتى أنهى يومه وأغلق الصالة، سيرت وراءه حتى دخل فى شارع مظلم، أمسكت به وأخرجت سلاحًا أبيض كان معى وطعنته أكثر من طعنة حتى تأكدت من أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، نظرت إليه نظرة المنتصر لكرامته وتركته ملقى فى الشارع غارقًا فى دمائه. تلقى قسم شرطة المعصرة بلاغًا من مستشفى حكومى باستقبالها شابًا فى العقد الثالث من عمره مصابًا بجرح نافذ بالبطن. على الفور انتقل رجال البحث الجنائى لمسرح الجريمة وتم معاينة مكان الحادث بعد أن تبين وقوع مشاجرة بين المتوفى وآخر، بسبب رفض الأخير دفع قيمة الاشتراك الشهرى «للجيم» فقام المجنى عليه بطرده مما جعل المتهم يفكر فى الانتقام، فانتظر المجنى عليه واستغل سيره فى أحد الشوارع الهادئة فوقعت مشاجرة بينهما انتهت بوفاة المجنى عليه بعد أن قام المتهم بطعنه بثلاث طعنات قاتلة، تم إلقاء القبض على المتهم وتحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة التى أصدرت قرارها بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.