أثار خبر وفاة محمود عزت القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، الكثير من الجدل وعلامات الاستفهام، خاصة أن مكانه منذ هروبه عقب سقوط حكم الإخوان غير معروف. وبعيدًا عن دقة الخبر، الذى لم يتم تأكيده حتى كتابة تلك السطور، إلا أنه كشف عن أزمة أخرى تواجهها الجماعة الإرهابية، وهى عدم وجود بدائل ل«عزت» بين قادتها المنقسمين ما بين معتقلين بالسجون وهاربين خارج البلاد. «الذنيبات» و«شبيلات» و«حزين» أكثر الأسماء المطروحة.. ومخاوف من انهيار الجماعة بسبب مكتب الإرشاد وفتح شباب الجماعة الهاربين بالخارج نقاشات حول مصيرهم فى حال صدقت الأنباء الخاصة بوفاة القائم بأعمال المرشد، وهو ما ينذر بمزيد من التشتت لعناصر الجماعة، التى باءت كل محاولاتها فى جمع الشتات بالفشل، حيث كانت جميع السيناريوهات المطروحة تؤكد نهاية ما تبقى من الجماعة للأبد، خاصة أن القادة الهاربين بالخارج يتصارعون لتصدر المشهد السياسى، دون النظر إلى شباب الجماعة، أو الأزمة التى أنهت تاريخها. وكشف ياسر فراويلة، المتخصص فى شأن الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان حاليًا، تعانى من أزمة كبيرة، كشفتها أنباء وفاة محمود عزت، وهى عدم وجود بدائل مطروحة يمكن أن يتم الاستعانة بها لشغل أهم منصب قيادى بالجماعة، والذى لا يخص فرعها فى مصر فقط، وإنما التنظيم الدولى على مستوى جميع الدول. أضاف «فراويلة»، أن التشتت الذى تعانى منه الجماعة، جعلها لا تبحث فى خليفة لمرشدها، ولكن جاء خبر وفاة عزت ليفتح هذا الملف على مصرعيه، وبدلا من الوحدة لإيجاد حل للأزمة، ظهرت أزمة أخرى فى خلافات عناصر الجماعة حول الشخصية التى يمكن الاتفاق عليها لبلوغ منصب المرشد. وأشار إلى أن تلك الخلافات، كانت السبب وراء طرح مقترح إيجاد بديل من أى دولة أخرى لشغل المنصب، وهو ما لم تعتده الجماعة، التى لم يخرج منصب المرشد من الجنسية المصرية على مدار تاريخها، ولكن ظروف الجماعة فى مصر باتت مهددة لاستمرار التنظيم دوليًا، لذلك تم طرح مقترح لتولى مرشد الجماعة بالأردن منصب المرشد العام، ما يضمن بقاء التنظيم ونشاطه، وكذلك القدرة على التحرك بحرية، خاصة أن معظم قادة الجماعة المصريين ما بين معتقل وهارب خارج البلاد. وأوضح «فراويلة» أن هذا المقترح لا يزال رهن النقاش، وإن كان هناك رفض كبير له، فى حين وضعت الجماعة أسماء مصرية يمكنها خلافة عزت، وعلى رأسهم عبدالمجيد حزين وهو قيادى إخوانى مصرى يعيش فى المغرب، ويوجد له ثقل داخل التنظيم الدولى، وهو الأقرب للمنصب، كونه يحمل الجنسية المصرية، أحد أهم شروط اعتلاء مقعد الإرشاد، مضيفًا أن هناك أيضًا عبدالحميد الذنيبات والأردنى ليث شبيلات، وهى الأسماء التى ترددت فور تداول أنباء مقتل عزت. وعن وضع الجماعة حال عدم الاتفاق على اسم معين لشغل منصب المرشد العام، قال «فراويلة»: «سيكون الانقسام ولكن ليس على مستوى مصر، وإنما على مستوى التنظيم الدولى بأكمله».