24 مليون شخص نزحوا فى القارة السمراء بنهاية عام 2017 بدأت بمقر الأممالمتحدة فى نيويورك، أعمال سلسلة الحوار الإفريقى لعام 2019، التى تركز مناقشتها هذا العام على حلول دائمة للمشردين قسرًا فى إفريقيا، لا سيما فى ظل ارتفاع أعداد النازحين فى القارة ليبلغ أكثر من 24 مليون شخص بنهاية عام 2017. ونقل مركز أنباء الأممالمتحدة، عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قوله فى الجلسة الافتتاحية، إن أفضل طريقة لحماية اللاجئين والنازحين تتمثل فى منع الأسباب التى تدفعهم إلى مغادرة منازلهم،«وهذا يعنى معالجة الأسباب الجذرية: الفقر والصراع والتمييز والاستبعاد بجميع أنواعه». وأشار جوتيريش إلى خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وخطة الاتحاد الإفريقى للتنمية لعام 2063، اللتين تسيران جنبًا إلى جنب ويكملان بعضهما البعض، وفى صميمهما القضاء على الفقر. ولكنه أردف قائلًا: إن«تغير المناخ يعرض جميع خططنا للتنمية الشاملة والمستدامة للخطر، والعديد من الدول الإفريقية معرضة للخطر بشكل خاص على الرغم من أنها لا تسهم إلا بالقليل فى ظاهرة الاحتباس الحرارى. وتابع محذرًا من أن تغير المناخ يضاعف أيضًا التحديات والتهديدات الأخرى، مثل الفقر والصراع والنزوح بشكل خاص، ويبطئ النمو الاقتصادى، ويقلل فرص التنمية الشاملة والمستدامة فى إفريقيا وما وراءها». ووفق بيانات الأممالمتحدة، تزايد عدد النازحين قسريًا فى إفريقيا بمقدار 4.6 مليون شخص عن عام 2016؛ ليصل عددهم بنهاية عام 2017 إلى 24.2 مليون شخص، وهو ما يمثل عبئًا كبيرًا على اقتصاد القارة والبيئة وطريقة حياة المجتمعات المضيفة. من جهتها، أوضحت وكيلة الأمين العام والمستشارة الخاصة لشئون إفريقيا بينس غواناس، أن النزوح القسرى ليس مجرد قصة مأساة إنسانية، بل يشكل أيضًا تهديدًا حقيقيًا لتحقيق السلام والازدهار والتنمية بطريقتين على الأقل، أولاهما تحويل مسارِ كمّ هائل من الموارد الحيوية التى تنفق على النزوح القسرى بدلًا مما خصص لذلك فى الأساس، مما يضر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى إفريقيا، وثانيتهما، هى «مأساة الإمكانات البشرية المهدرة» حسب تعبيرها. وأضافت أن بعض النازحين قسرًا هم من ذوى المهارات العالية والمتعلمين ولكنهم غالبًا ما يقضون سنوات غير قادرين على استخدام مهاراتهم بطريقة مجدية لمعالجة بعض المشاكل المستعصية التى تواجه القارة، وأن هذه خسارة للمجتمع. وفى نفس الجلسة، شددت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فرناندا إسبينوزا على ضرورة التوصل إلى حلول دائمة للاجئين والنازحين، بما فى ذلك برامج العودة الطوعية والإعادة إلى الوطن حسب الاقتضاء، ولكن أيضا برامج إعادة التوطين والاندماج، مسلطة الضوء على الحاجة إلى دعم سياسى ومالى. وأشارت إلى التحديات الكبيرة عندما يتعلق الأمر بجمع البيانات والتخطيط الوطنى وتقديم الخدمات للمشردين، مؤكدة أن هذا هو الحال بالنسبة لأقل البلدان نموًا مثل أوغندا التى تعد ثالث أكبر مستضيف للاجئين فى العالم. من ناحيتها، أكدت مفوضة الشئون السياسية بمفوضية الاتحاد الإفريقى سيسوما ميناتى سامات، أهمية الاستجابة الجماعية أكثر من أى وقت مضى فى وجه تحديات النزوح القسرى، مشددة على أننا نحتاج إلى نظام متعدد الأطراف قوى وتحت قيادة الأممالمتحدة، بالتعاون بشكل طبيعى مع المنظمات الإقليمية لإيجاد حلول دائمة لهذه المشاكل». يشار إلى أن سلسلة حوار إفريقيا، التى يستضيفها مكتب المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بإفريقيا والاتحاد الإفريقى ومفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين وشركاء آخرين، منبرًا لمناقشة الطرق المبتكرة لتمويل عمليات الانتقال من المساعدات الإنسانية إلى التنمية فى البلدان الإفريقية التى تستضيف اللاجئين والمشردين داخليًا، وأيضا منصة لاستكشاف القضايا الحرجة التى تؤثر على القارة الإفريقية، بما فى ذلك السلم والأمن وحقوق الإنسان والتنمية.