رجل تخطى الخمسين من عمره، مستلقى على سرير بالمستشفى لا أحد يستجيب لأوجاعه، فلا يوجد طبيب مختص يتابع حالته، لا يستطيع أن يطأ قدمه المتورمة إثر الحرق أرضًا، أما ملابسه فتوضح مدى معاناته مع الحياة. قال محمد صابر، الذى يبلغ من العمر 59 عامًا: تعرضت لمرض جلدى بقدمى بعد حريق أصابها، وذهبت إلى التأمين الصحى فأرسلونى إلى مستشفى غرب المدينة بكفر الشيخ وحالتى تزداد سوءًا فلا يوجد أطباء متخصصين، والأدوية اللازمة غير متوفرة. وأضاف: حولونى إلى مستشفى فوه وأعطونى أدوية بديلة وبعد شهر من تناول العلاج لم أشعر بتحسن، فذهبت إلى صيدلى المستشفى فكان رده أن هذا العلاج هو المتوفر، لافتًا إلى أن حالة قدمه تزداد سوءًا ويخشى عليها من البتر. لم يكن حال أحمد قنديل بمستشفى العبور بكفر الشيخ أفضل، فالرجل الستينى الذى اشتعل رأسه شيبًا، لا يكاد يخلو صوته من التعب والإرهاق بسببه آلام المرض، المسن الذى لم يصبح قادرًا على المشى بدون العكاز، فهو مريض بالربو. قال قنديل: أنتظر دورى فى العلاج بالمستشفى بالساعات، فأقف فى الطابور منذ الساعة 8 صباحًا حتى الثانية ظهرًا فى رمضان، ولا يوجد أطباء بشكل منتظم، وأعانى لفترات طويلة دون جدوى، فالأدوية التى تصرف لى من صيدلية مستشفى التأمين الصحى ليس لها فاعلية فحالتى المرضية تزداد سوءًا، والمفترض أن يتم علاجى بأدوية معينة لكنها غير متوفرة، فتم تحويلى من مستشفى العبور لمستشفى غرب المدينة، وصرفوا لى دواء عديم النفع أيضًا، فتأخرت حالتى فهناك اشتباه أن أكون أصبت بالسل وأحتاج لعلاج مكثف وأدوية غالية الثمن وليس لدى القدرة على شرائها، وصحتى لم تعد تحتمل المرض.