فاطمة دفنت زوجها وذهبت إلى منازل منطقتها لتعرض نفسها للعمل خادمة فواكه تعرضت لحرق وأجبرتها مالكة المنزل على الاستمرار بالعمل من دون علاج عضو لجنة القوى العاملة بالبرلمان: ندرس قانونًا يقنن عمل الخدمات بالمنازل لقمة عيشهم مغموسة بالتحرش والضرب والإهانة، دون قانون ينظم عملهن كالخادمات الأجانب أو يحمى حقوقهن فى الراحة أو المعاملة الآدمية، هكذا تعانى الخادمات المصريات الأقل سعرًا والأكثر اضطهادًا فى المنازل. تؤكد فاطمة ياسين البالغة من العمر 55 عامًا، وتعول ابنها الوحيد البالغ من العمر 15 عامًا، أنها تعمل بالمنازل منذ 35 عامًا، وتعرضت لكثير من الأزمات والإهانات والتحرش اللفظى، لافتة أنها لم تتوقع فى يوم ما أن تعمل بالمنازل، فحين جاءت مع زوجها «نجار مسلح» من أسيوط إلى القاهرة منذ 40 عامًا، وكانت تقيم معه بغرفة صغيرة بمنطقة دار السلام، وذات يوم رن هاتفها الصغير المتهالك لتستمع خبر وفاة زوجها الذى سقط من الدور الثامن، مؤكدة أنها دفنت زوجها برضا بقضاء الله مقررة أن توفر حياة كريمة لابنها الوحيد، فاتجهت إلى العمل كخادمة فى المنازل، فعرضت نفسها على الكثيرين حتى وافقت إحدى الأسر. وأضافت: لم يمر عملى كخادمة مرور الكرام بسبب التحرشات اللفظية والجنسية التى تعرضت لها، حتى التعدى بالضرب لم أسلم منه فإحدى السيدات ضربتنى لأننى لم أنظف بقعة على كرسى السفرة، ناهيك عن النصب على فى أجرى ورغم ذلك لم أغير مهنتى لأننى لا أجيد غيرها، فكل مقاومتى تنحصر فى البحث عن أسرة جديدة أعمل لديها لأوفر مصاريف دراسة ابنى الذى أحلم أن يكون طبيبًا فى المستقبل. أما رشا جمال، البالغة من العمر 38 عامًا، وتعمل بالمنازل منذ 12 عامًا وتعول 4 أولاد وثلاث فتيات، تركت محافظة المنيا وجاءت إلى القاهرة منذ 15 عاماً، وكانت تقيم مع زوجها بشقة صغيرة بالسيدة زينب، وعقب مرور 4 أعوام على زوجها، أصيب زوجها بالفشل الكلوى وبعد صراعه مع المرض لمدة 8 أعوام توفى، حينها وجدت رشا نفسها مسئولة عن 7 أطفال، ولم تجد أمامها حلًا سوى العمل بالمنازل، نظرًا لكونها أمية وليس لديها مهنة أخرى إلا أن محصلة 15 عامًا من العمل كخادمة ومسح السلالم كان إصابات مزمنة بالعمود الفقرى، ومن هنا تطالب بإنشاء نقابة للخادمات أو حتى إدراجهن فى التأمين الصحى. بينما فواكه أحمد وشهرتها فاتن تبلغ من العمر 40 عاماً، وتعمل خادمة منذ 19 عاماً، استقلت القطار بصحبه زوجها منذ 22 عاماً من أسيوط إلى القاهرة وأنجبت فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً وولد يبلغ 17 عاماً، وعقب مرور عامين على زوجها وجدته عاطلًا برغبته فقررت الانفصال عنه وإعالة أبنائها بنفسها، فلجأت للعمل كخادمة نظرًا لكونها أمية، فى البداية لم تمل من طرق الأبواب يوميًا طارحة سؤالًا واحدًا «تريدين خادمة تعمل كل شىء من تنظيف وطهى ومراعاة أطفال»، حتى عثرت على أول أسرة عملت معها وبعدها توالت الأسر، ولكنها تؤكد أن ضريبة عملها كخادمة تدفعها من صحتها موفرة أموال العلاج لمصاريف أبنائها. تتذكر فاتن أنها كانت تعمل بأحد المنازل وأثناء طهى الطعام تعرضت لحرق، وأجبرهتها مالكة المنزل على استكمال العمل دون علاج، لأن زوجها قادم من العمل إلى المنزل واقترب موعده وظلت تعمل وتبكى فى آن واحد. من جانبه يؤكد النائب عبدالفتاح محمد عبدالفتاح، عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أن اللجنة ستدرس الوضع القانونى لعمال الخدمة المنزلية، فلابد من وجود تشريع يقنن وضع عمال الخدمة المنزلية أمر ضرورى، فمن حقهم أن يتم تقنين أوضاعهم ويكون لهم عقد عمل وتأمين صحى واجتماعى ومرتب مناسب يكفى لتلبية احتياجاتهم. وأشار عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إلى أن الحكومة رفضت فى وقت سابق عند مناقشة مشروع قانون العمل الجديد أن يدرج عمال الخدمة المنزلية فى قانون العمل ووعدت بأن تقدم مشروع قانون خاص بهم للبرلمان ولكنها لم ترسله حتى الآن، موضحًا أن اللجنة ستتواصل مع الحكومة خلال الفترة المقبلة لمناقشة هذا المشروع.