ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي، الجلسة الختامية للاتحاد الإفريقي في دورته الحالية، والقى كلمة، في ختام أعمال مؤتمر القمة الاثنين والثلاثين للاتحاد الإفريقي. وجاءت نص الكلمة: "بسم الله الرحمن الرحيم أصحاب الجلالة والفخامة والمعالى... ملوك ورؤساء الدول والحكومات الإفريقية، صاحب الفخامة رئيس دولة فلسطين الشقيقة، الأخوة والأخوات، السيدات والسادة، أود فى مستهل حديثى أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لمُشاركتكم الفاعلة ومُساهماتكم الصادقة فى قمتنا، كما أُعيد الترحيب بالأشقاء من القادة الأفارقة المُشاركين بقمتنا للمرة الأولى، متمنياً لهم التوفيق والسداد فى مهامهم. لقد استطعنا خلال يومين من العمل المكثف تحقيق نجاح ملموس يُضاف إلى سجل العمل الإفريقى المُشترك، وأبرزت مُناقشات القمة توافقنا حول أولويات تحركنا خلال عام 2019 وفى مُقدمتها دفع مسيرة الاندماج القارى، والعمل على الإسراع من تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وأهمية استكمال المنظومة الاقتصادية القارية من خلال تطوير البنية الأساسية بالقارة الأفريقية.
كما بدا جلياً ضرورة إيلاء الاهتمام ببرامج ومشاريع إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات لنبنى على التقدم المُحرز على جبهة بناء السلام، والعمل على تعزيز قُدرات الدولة الوطنية ودفع عجلة التنمية، لتحصين كل تقدم نحرزه على مسار تحقيق السلام من الانتكاس، فضلاً عن تهيئة الأوضاع لعودة النازحين إلى ديارهم فى أقرب وقت.
كما سيشهد العام الحالى استمرار الجهود المبذولة لإصلاح اتحادنا فى إطار عملية إصلاح عميقة ودقيقة تقودها وتمتلكها الدول الأعضاء، تُفرز اتحاداً أكثر قوة ومفوضية أكثر كفاءة بما يمُكننا من تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية.
وسنعمل أيضاً خلال عام 2019 على تعزيز أُسس التنمية المُستدامة بما يُطور من إمكانات مُجتمعاتنا، ويوفر المزيد من فرص العمل لشبابنا، ويمهد الطريق نحو أفريقيا المزدهرة القوية، معتمدين فى ذلك على علاج جذور الأزمات التى تعانى منها القارة، ومُسلطين جهودنا على حل أزمات النازحين والمهاجرين واللاجئين بشكل شامل وجذرى، تتكاتف فيه جهود الدعم الإنسانى العاجلة مع خطط بناء السلام وإعادة الإعمار، وكذا مساعى تعميق التنمية ووصول عائداتها لكافة ربوع القارة بشكل عادل.
كما شهدت قمتنا ترسيخ التضامن الإفريقى فيما يتعلق بمواقف قارتنا الموحدة إزاء العديد من القضايا المطروحة على الساحة الدولية، وفى مقدمتها ضرورة تأمين التمويل الأممى لأنشطة السلم والأمن بالقارة لضمان استدامة السلام، وأهمية رفع الظلم الواقع على القارة الإفريقية فيما يتعلق بعضوية مجلس الأمن الدولى، واستمرار قارتنا فى التعبير عن موقفها الموحد تجاه إصلاح مجلس الأمن وفقاً لتوافق إيزولويني وإعلان سرت، بالإضافة إلى تأكيد الملكية الوطنية لبرامج ومشاريع التنمية.
وسنعكف معاً كذلك فى 2019 على تعميق أواصر التعاون مع الشركاء الدوليين من مُنظمات دولية وتجمعات إقليمية وتكتلات اقتصادية ومؤسسات التمويل ودول فاعلة على الساحة الدولية، للعمل على تعزيز قُدرات القارة الصناعية وتطوير منظومة الاقتصاد الإفريقى، وتنويع مصادر الطاقة، والعمل سوياً على الحد من الآثار الضارة لظاهرة تغير المُناخ، لتتضافر الجهود في إطار من المصلحة المُشتركة لتحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030 وأهداف أجندة 2063 الإفريقية، بما يُعزز من صون السلم والأمن الدوليين.
لقد حان الوقت لنتخذ خطوات أكثر فاعلية لإشراك القطاع الخاص الإفريقى معنا فى تنفيذ خطط وبرامج الاتحاد التنموية بمختلف المجالات، لا سيما وأن القارة الإفريقية واعدة ومليئة بالفرص، كما أن أبناء إفريقيا المُستثمرين يتطلعون للإسهام في بناء مُستقبل قارتهم.
الأخوة والأخوات، فى ختام أعمال قمتنا أتقدم لكافة الأشقاء من القادة الأفارقة بخالص الشكر والتقدير، لما أبدوه من حرص على المُشاركة فى قمتنا ومعاونتى على تسيير أعمالها وإثراء مُناقشاتنا، كما أُعرب عن خالص التقدير للوفود المُرافقة على ما بذلوه من جهود خلال الاجتماعات التحضيرية لأعمال القمة.
وأود تأكيد خالص الإعزاز والتقدير لدولة إثيوبيا الشقيقة قيادة وشعباً لما لاقيناه من حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.
وأخيراً وليس آخراً، أود أن أعرب عن تقديرى لكافة العاملين بمفوضية الاتحاد الأفريقى بدءاً من أصغر الموظفين، مروراً بالسيدات والسادة المفوضين، ووصولاً لرئيس المفوضية لما يبذلونه من جهود دؤوبة ومستمرة، وبالأخص في الإعداد لأعمال القمة السنوية، مُتطلعاً للتعاون معهم خلال الفترة القادمة لتعزيز العمل الإفريقى المشترك، وإنجاز ما وجهت به اجتماعات القمة من خطط وبرامج، هادفين إلى تحقيق آمال وتطلعات الشعوب نحو إفريقيا التى نحلم بها، نامية مُزدهرة مُستقرة.