رفض رسالة علمية لطالب سلفى تفتح أبواب الغضب ضد الأزهر داعية سلفى يطالب جامعة الأزهر بالتحلى بالموضوعية ويتهم الأشعرية بالضلال يسعى التيار السلفى إلى فرض ونشر أفكاره مستغلآ حالة الفراغ التى تركها الإخوان والجماعة الإسلامية، بعد أن كانا يمثلان قيادة التيار الإسلامى فى مصر، ورغم ضعف التيار السلفى مقارنة بالإخوان والجماعة الإسلامية، إلا أن خلو الساحة أمامه دفعه لاستغلال كل الطرق والوسائل للسيطرة على الخطاب الدينى فى مصر. آخر تلك الوسائل «الرسائل العلمية » التى بدأ أبناء التيار السلفى عامة، والدعوة السلفية بالإسكندرية بصورة خاصة، فى استخدامها لنشر الفكر الوهابى بجامعة الأزهر لكونها تمثل الفكر الوسطى للإسلام، وتكوين جيل من العلماء الأزهريين الذين ينتهجون الفكر السلفى ويدافعون عنه وينشرونه بين صفوف شباب المسلمين. شهدت الأيام الماضية حالة من الغضب بين أبناء التيار السلفى بعد رفض رسالة علمية لأحد الشباب السلفيين، من قبل جامعة الأزهر، والتى هاجم فيها الباحث المذهب الأشعرى، واعتبره مذهبًا كلاميًا مخترعًا لم يعرفه الصحابة ولا أتباعهم الأمر الذى اعتبروه تعصبًا ضد الفكر السلفى ومحاولة للقضاء عليه من جذوره. بناء عليه هاجمت اللجان الإلكترونية التابعة للدعوة السلفية، موقف جامعة الأزهر واتهمتها بعد الحيادية فى التعامل مع طالبى العلم والباحثين، ونشرت الصفحات الرسمية التابعة للدعوة وحزب النور الذراع السياسية لها، مقال موسع للداعية السلفى السعودى محمد بن إبراهيم السعيدى، مهاجمًا للأشعرية والتصوف واتهمهم بالانحدار العلمى والوصول بالمجتمع الإسلامى للإيمان بالخرافات، والبعد عن صحيح الدين، مؤكدًا أن الدعوة السلفية هى التى أوقدت أعظم شعلات النور والتجديد وأعتقت العباد من خرافات أهل البدع، وطالب السعيدى جامعة الأزهر بإصدار بيان تنفى فيه رفض الرسالة العلمية للطالب السلفى الذى تقدم بها لكونه ينتهج العقيدة السلفية، وأن الرفض جاء لأسباب علمية. صرح قيادى بالدعوة السلفية، لل «الصباح » أن طلاب السلفيين عادة ما يواجهون العديد من المشكلات خلال دراستهم خاصة الدراسات العليا، لوجود تعقيدات تخص منهجهم السلفى، الذى يعتبره البعض منهجًا متشددًا، فى حين أنه يدافع عن صحيح الدين، ويرفض إباحة ما حرمه الله لأى اعتبار، مضيفًا أن أغلب شباب وشيوخ الدعوة السلفية خريجو الأزهر الشريف ويعتزون بانتمائهم لهذا الكيان الكبير، ولكن الاختلاف فى بعض الأمور والقضايا لا يعنى أنه يغرد بعيدًا، بل جزء من الاجتهاد الذى أومرنا به، مشيرًا إلى أن الفكر السلفى يواجه أكبر موجة من الانتقاد والهجوم فى تاريخه، وهذا سببه ما فعله أبناء التيارات الأخرى، الذين شوهوا صورة الإسلام وبات هناك تخوف من الحديث فى الدين خشية الاتهام بالإرهاب أو التطرف، ماجعل المنهج السلفى مسجونًا فى حيز ضيق ولا يسمح له بالخروج. وأكد أن المنهج السلفى ليس دخيلً على الإسلام، بل هو اتباع الكتاب والسُنة وخُطى الصحابة رضى الله عنهم، ولكن تهمة التطرف والإرهاب باتت حاضرة لكل ما هو سلفى، دون النظر إلى العلم الذى يتمتع به شيوخ وعلماء السلفيين والأعوام التى يقضونها فى الدراسة وتتبع كبار علماء المسلمين والأئمة للحفاظ على صحيح الدين. وعن اختلاف المنهج السلفى عن الأزهر فى العديد من القضايا، قال المصدر السلفى إن هذا الأمر كما أشرت وارد ولا شىء فيه، وهذا الاختلاف لم يصل إلى الخلاف بل هو اختلاف مشروع للوصول إلى الرأى الصواب وليس الرأى الذى يرضى الأغلبية. وحول اتهام الدعوة السلفية بمحاولة نشر فكرها داخل الأزهر، أكد المصدر أن هذا الحديث عار من الصحة، ولا توجد محاولات لنشر عقدية السلف التى يحترمها الآخر قبل أى كيان آخر، فلا خلاف على اتباع السلفى الصالح فأى فكر الذى نرغب فى نشره وهل الأزهر يختلف عن احتراف السلف وتقديره والسير على دربه حتى نختلف نحن معه، ولكنها محاولات للقضاء على الدعوة السلفية التى تعد الكيان الوحيد المنظم الموجود حاليًا. مضيفًا أن الدعوة السلفية تكن الاحترام والتقدير لمؤسسة الأزهر التى ستظل نورًا نهتدى به، ولكننا نحتاج إلى الموضوعية فى التعامل مع طلاب السلفيين والطلاب الآخرين، والمحاكاة بناءً على الحجة، وليس المنهج الذى تبيعه كل شخص، منوهًا إلى أن طلاب المنهج السلفى يحصلون على علمهم من جامعة الأزهر وستظل منبرهم ووجهتهم.