يشعر المواطنون بمخاوف عدة تجاه مياه الشرب، فزلزال صنصفط لازال يحدث توابعه في قلوب وعقول الجميع..أظهر ذلك العديد من الاعتصامات التي بدأت في الآيام الماضية، والتى كان آخرها أمس بمحافظة سوهاج، احتجاجا على تغير لون المياه، الأمر الذى جعلهم يذهبون إلى أن الكلور هو المسبب لهذا التغير، وسط مخاوف من أنه يسبب الفشل الكلوى والسرطان . قال الدكتور نور أحمد، الخبير الاستراتيجى فى شئون المياه بالشرق الأوسط، أن الكلور المضاف إلى المياه التى يتم معالجتها إذا تم وضعه بنسبة متوزانة من جانب المتخصصين فى ذلك لا يسبب أمراضا للإنسان، فهو مثل العناصر الأخرى من الماغنسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم يحتاج جسم الإنسان لها، ولكن بنسب محددة، ففى ذات الوقت فإن عدم وجودها يضر بصحة الإنسان، مشيرا إلى أنه عندما تزداد نسبة الكلور فى المياه تتضح ذلك من رائحتها ولونها، والتى يمكن للمواطن العادى اكتشافها بسهولة، وتظهر أيضا عند غسيل شبكات المياه. وتحذر إحدى الدراسات الحديثة من أن شرب المياه المحتوى على كلور قد يرفع من معدلات الإصابة بمرض السرطان، كما سبق لدراسة كندية أن تعرضت لجدوى استخدام الراشحات فى التخلص من المواد المنتجة عن استخدام الكلورفى تعقيم المياه ، لكنها ذكرت أن ضرورة ذلك تكون فى حال ارتفاع نسبة المواد الضارة فقط. كما لاحظ الباحثون أن الذين يشربون مياه مضاف إليها الكلور، ترتفع نسبة الإصابة بسرطان المثانة بينهم بمقدار 35 %، محذرة من أن الاستحمام فى المياه المضاف إليها الكلور لمدة طويلة يعرض للإصابة بالسرطان بشكل أكبر . وعلل الباحثون ذلك بأن خطر دخول الكلور إلى الجسم عبر الإستنشاق فى المسابح وعبرالجلد هو أعلى من خطر شرب الماء لأن ما يمتصه الجسم من الأمعاء يمر بالكبد قبل وصوله إلى بقية أجزاء الجسم، بخلاف الذى يدخل عبر الرئة أو الجلد فهو لن يمر فى البداية بالكبد الذى يعد إحدى أهم وظائفه تنقية الدم وحبس السموم التى فى داخل أنسجة الكبد كى يتم التخلص منها لاحقا . وكان د.عبد القوى خليفة وزير المرافق والبنية التحتية قد أوضح " للصباح" في وقت سابق أن الخطأ الذى حدث وأدى إلى حالات التسمم فى قرية صنصفط بمنوف وتخصيص العاملين فى إضافة الكلور على الرغم من أنها مهمة الكيمائى بالدرجة الأولى ولا يمكن أن يقوم بها غيره. وأكد وزير المرافق أن هذه المشكلة وإن حدثت لا يمكن أن تحدث مرة آخرى، وأنه تم معاقبة المسئولين عنها، حيث تمت مخاطبة شركات المياه بالمحافظات لإعداد بيان بالسير الذاتية للقائمين على العمل بمحطات المياه للتفادى الأخطاء التى يمكن أن تؤدى بحياة الأشخاص ،والاستعانة بالكيميائين بعد إخضاعهم للدورات تدريبية سوف تنظمها كل شركة . بينما أكد محمد عبد الرحمن رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى أن عملية إضافة الكلور للمياه تتم بشكل دقيق جدا، حيث يتم إسناد هذه المهمة للفنيين الذين على دراية بذلك العمل ، كما يكون بكل محافظة مندوب من وزارة الصحة يقوم يأخذ أكثر من عينة بشكل يومى ويختبر تلك العينة تمهيدا لكتابة التقرير وعرضه على المسئولين حتى يعطى تصريح للمحطة. ووجه عبد الرحمن اللوم للوسائل الإعلام قائلا أنها تعمل على افتعال الأزمة وتضخيم الأمور، متسائلا هل معنى حدوث أزمة مياه فى محافظة معينة أن تلك الأزمة موجودة فى كل المحافظات. ويقول مهندس محمد الألفى المدير التفيذى للجهاز تنظيم مياه الشرب والصرف الصحى أن تعقيم المياه هو الخطوة الأخيرة والمهمة فى تنقية مياه الشرب لكى تكون صالحة للاستخدام ومصدر للصحة لا المرض ،ووتتطلب هذه العملية القضاء على العشرات من الميكروبات من فيروسات وبكتريا وفطريات مثل كولاى وكامبيلو بكتريا وغيارديا وكريبتوسبوريديا وغيرها ،مشيرا إلى أن تواجد وسائل تعقيم عديدة لعل من أكثرها شيوعا الكلور، أو مشتقات أخرى مثل كلورامين وثانى أكسيد الكلورين . وأوضح الألفى أنه إذا تم استخدام الكلور، وهو الشائع ، بالنسب المخصصة حيث أنه مادة مؤكسدة قوية تقتل الميكروبات ويتم استخدام الأملاح القابلة منها للذوبان بسرعة فى المياه ،مؤكدا أنه زيادة نسبتها فى المياه للمعالجتها تؤدى إلى تفاعل المركبات العضوية الموجودة فى المياه مع هذه الكمية العالية من الكلور فتنتج مادة اتش إيه إيه التى تسبب مرض السرطان .