حالة من الشقاق والخلاف ظهرت مؤخرا بين أنصار الشيخ حازم أبو اسماعيل المرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية والدكتور ياسر برهامي النائب الأول لرئيس مجلس ادارة الدعوة السلفية ، وقد بدأت الأزمة تتضخم بعد التصريح الصادم الذي صدر من أحد دعاة السلفيين علي فضائية اسلامية وصف الفنانة الهام شاهين بألفاظ لاتليق ، ليدافع الشيخ ياسر برهامي عن الداعية ويبرئ الهام شاهين من الزنا الكامل طالما لايوجد أربعة شهود عدول . من جانبه شن خالد حربي مدير المرصد الاسلامي هجوما شرسا علي الشيخ ياسر برهامي ، اتهمه بالعمالة لجهاز أمن الدولة "المنحل" ، وأنه كان وراء ابعاد أبو اسماعيل عن السباق الرئاسي من خلال اتفاق برهامي مع العسكر. فيما استنكر دكتور خالد غريب عضو حركة "حازمون" الجدل والتصريحات المتبادلة ما بين المهندس خالد حربى مدير المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير والشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية متهما تنظيم الدعوة السلفية أنه تصدر المشهد السياسي وطرحت الدعوة السلفية نفسها على الساحة السياسية كممثلة للتيار السلفى الإسلامى وصور صورة سيئة عن تيار الاسلام السياسي . وأكد "غريب" على أنه من الممكن أن يكون هناك انقسام فى التيار الاسلامى لكن الحقيقة ان سنة الكون ان يختلف البشر . وأضاف "غريب" أن إختلاف الرؤى ما بين خالد حربى وحزب النور دفعت الثانى لترك النور والإنضمام إلى الأمة الذى وجد فيه تشابها كبيرا لرؤيته عن الفكر الثورى الإسلامى الشامل ، واصفا أن العلاقة بين جماعه الدعوة السلفية بمحافظة الاسكندرية وحزب النور كالعلاقة بين حزب الحرية والعدالة وجماعه الاخوان. وأوضح "غريب" أن المهندس خالد حربى حينما يتحدث عن تصحيح المسار فإنه يتحدث عن ادبيات وانماط الدعوة السلفية فى الاشتباك مع الواقع السياسي ، لذلك هناك نوع من اختلاف الرؤى ما بين الدعوة السلفية وما بين حركة الشباب السلفى والذين إلتفوا فيما بعد حول الشيخ حازم فى حزب الامة ، فهم أرادوا الخروج من عباءة النمطية للدعوة السلفية والتى تمنى "غريب" أن يحاولوا الخروج منها والتعديل من رؤاهم . وبرر د.جمال صابر منسق حملة "لازم حازم" هذا الأمر بأن الشباب السلفى ومنهم المهندس خالد حربى لم يجدوا فى حزب النور ما كانوا متوقعينه منه من رؤيته فى تطبيق الشريعة ومنهج الإسلام و الرؤية النهضوية الشاملة ورؤا منه أقل مما كانوا يتوقعونه منه، الأمر الذى دفع خالد حربى و سبقه الكثير من أعضاء حزب النور لترك الحزب وتقديم إستقالاتهم و الإنضمام إلى الشيخ حازم لما رؤه من إتفاق منهجه مع رؤاهم و فكرهم فى تطبيق شرع الله. وأوضح "صابر" أنه بعد أن توقفت الشخصيات الكبيرة عن تأييد الشيخ حازم وحاولوا مسك العصاية من المنتصف لعدم وضوح الرؤية للمستقبل فى مصر هل هى للإخوان أم للمجلس العسكرى ، رفض الشباب هذا الأمر وتركوا حزب النور وإتجهوا للشيخ حازم . وتوقع "صابر" أنه فى الأيام المقبلة ستنتقل دفة القيادة للتيار الإسلامى و بخاصة السلفى من حزب النور إلى حزب الشيخ حازم والذى يسعى لضم العديد من الأحزاب الدينية و التيارات السياسية مختلفة ليبرالية و يسارية و حتى أقباط ليمثل كافة فصائل وشرائح المجتمع. وأكد "صابر" أنه يربأ بالمهندس خالد حربى أن يتقول مثل هذه الأقاويل على الشيخ ياسر برهامى أو أحد من حزب النور ، فهم علماء أجلاء لهم مكانتهم و جميعهم يسعون للإسلام لكن الرؤى مختلفة والطرق كذلك ، أما الأمر هنا فلا علاقة له بالرؤية الإسلامية وإنما بالفكرة السياسية وهو مالم يوفق فيه حزب النور. جدير بالذكر أن هذه ليست السابقة الأولى من نوعها فى حدوث خلافات ونزاعات بين أعضاء التيار الإسلامى وبعضهم البعض حيث سبقها بالأمس القريب الإنقسام بين قوى التيار الإسلامى فى خوض إنتخابات رئاسة الجمهورية مما أدى إلى وجود أكثر من مرشح يحملون الخلفية الإسلامية ، كذلك إستقالة العديد من أعضاء حزب النور لخلافات مع الشيخ ياسر برهامى و إنضمامهم إلى حزب الأمة الذى يرأسة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل. من جانبه قال الدكتور محمد الكردي رئيس مجلس ادارة الدعوة السلفية بالجيزة إن بعض الشباب يتعصبون الي مشايخهم ،مؤكدا ضرورة احترام الشيخ لكن ليس لدرجة تقديسه ، فالحي لاتؤمن فتنته ، حسب قوله، مؤكدا أن انقسام أبناء التيار الواحد يضيع الفرصة علي توحيد الأمة وتوحيد التيار الواحد والمستفيد من هذه الخلافات التيارات الأخري. وأضاف الكردي في تصريحات خاصة ل أن هناك بعض التصريحات تنسب الي بعض المشايخ لم تصدر عنهم ، مؤكدا أن أزمة الاستقالات التي يتقدم بها حزب النور لاتمثل أي مشكلة ولن ينتج عنها خلاف بين "أبو اسماعيل " والسلفيين. من ناحية أخري ، أعلن خالد حربي رئيس منظمة المرصد الاسلامي ورئيس التيار الاسلامي العام أن هناك 22 ائتلافا اسلاميا رفضت خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ، ومن هذه اللئتلافات "الدعوة السلفية بالعبور، والجبهة السلفية، وحزب الفضيلة، والائتلاف الإسلامى الحر، وحركة طلاب الشريعة، وحزب التوحيد العربى، ودعوة أهل السنة والجماعة، وجبهة نصرة الشريعة، وحزب السلامة والتنمية، وحركة حازمون، وائتلاف دعم المسلمين الجدد".