أثارت قصة وفاة الشقيقتين السعوديتين جدلاً كبيراً بسبب الغموض الذي أحاط بهم، فروتانا فارع التي تبلغ من العمر 22 سنة، وتالا فارع 16 سنة، كان لديهما تاريخ حافل من الاختفاء، قبل أن يطلبوا اللجوء إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. عام 2015 انتقلت تالا وروتانا مع والدتهما، للدراسة إلى ولاية فرجينيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك وفق ما قالة مسؤولين أمريكيين، بينما وأوضحت القنصلية السعودية في الولاياتالمتحدة أن الفتاتين كانتا طالبتين "بصحبة شقيق لهما في واشنطن".
كانت روتانا فارع تعيش في شقة بالطابق الخامس في مجمع فاخر بالقرب من مركز تجاري في “فيرفاكس كورنر” بولاية فرجينيا، بينما كانت شقيقتها تالا تعيش مع والدتها في مكان أخر، وفي أواخر أغسطس تلقت السلطات بلاغ بفقدان "تالا"، ووزعت الشرطة منشوراً على الإنترنت يفيد بفقدان الفتاة.
وبعد تداول المنشور، أبلغ شخصاُ ما عن وجود الشقيقتين المفقودتين في فرجينيا معاً، ثم تلقت الأم مكالمة من سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن لإبلاغها بأن ابنتيها تقدمتا بطلب لجوء إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وبعد يوما واحدا من طلب اللجوء عثرت الشرطة في نيويورك على جثتيهما، على ضفاف نهر هدسون في مانهاتن مربوطتين معا بشريط لاصق حول الخصر والكاحل، وأوضحت الشرطة إن الجثتين لم تظلا في الماء فترة طويلة، وكانتا مرتديتين سروالي جينز أسود متماثلين وسترتين سوداوين مع فراء، فيما لم يكن جسداهما يحملان علامات واضحة لتعرضهما لصدمة نتيجة الارتطام.
الغريب في القصة أنه لم يتم التعرف حتى الأن على أية معلومة توضح تفاصيل حياة الفتاتين، فقط اتضح أنهم حاولوا الهروب منذ عام، دون معرفة التفاصيل، ولم يتحدد سبب الوفاة إن كانت نتيجة قتل أو انتحار.
بعد أن تم رسم صور لتفاصيل وجه الفتاتين، نظراً لانه لم يكن تم التعرف على شخصيتهم، كشف المحققين في نيويورك عن صورة جديدة أمس الأربعاء، تظهر فيها الفتاة "تالا" بشعر أسود مكشوف، بينما تبدو أختها روتانا بحجاب خفيف بلون بني.
رجّحت الشرطة أن الفتاتين انتحرتا، وقفزتا من جسر جورج واشنطن، إذ إن الأشخاص الذين يقفزون من الجسر غالبًا ما ينتهي بهم المطاف في ريفرسايد بارك، لكن المحققين قالوا إن جثتي الفتاتين كانتا ستعانيان من علامات الصدمة بعد سقوطهما من هذا الارتفاع، بالإضافة إلى أنه كان عليهما القفز خلال النهار، وفي هذه الحالة كان أي قائد سيارة سيشاهدهما.
لم تعلق القنصلية السعودية في نيويورك على تقرير الصحيفة، التي قالت أن الفتاتين توجهوا بطلب اللجوء قبل يوم من العثور على جثتهم، واكتفت ببيان أوضحت فيه إنها عينت محاميا لمتابعة القضية "لتجنب التقارير غير الدقيقة"، وقال البيان إن السفارة السعودية في واشنطن تقدم أيضا "دعمها ومساعدتها" لأسرة الفتاتين "في هذه الفترة الصعبة".
وأضاف البيان أن "الطالبتين كانتا برفقة أخيهما في مدينة واشنطن"، فيما ختم البيان بالقول: "ستقوم القنصلية بإيضاح أهم المستجدات فور ورودها".