شهد رمضان هذا العام استعانة بعض القنوات الفضائية المصرية بعدد من الإعلاميين اللبنانين، في سابقة هي الأولى من نوعها، بعد أن اعتدنا أن نتابع برامج وأعمال هؤلاء المذيعين على شاشات القنوات العربية لسنوات طويلة، لنفاجأ بأنهم غزوا القنوات المصرية في رمضان هذا العام، والذي شهد إذاعة أكثر من برنامج لمذيعين لبنانيين كان من بينها برنامج "أنا والعسل " على قناة الحياة، وهو من تقديم الإعلامي اللبناني "نيشان"، ويذاع على الهواء مباشرة يومياً، وكذلك برنامج "المليونير"، الذى يقدمه الإعلامى جورج قرداحي، وبرنامج "زمن الإخوان" على قناة "القاهرة والناس"، والذى يقدمه الإعلامي طوني خليفة، وتقدم نيكول سابا برنامج "التفاحة" على قناة "دريم". الدكتور محمد خضر، مدير قنوات "دريم"، قال إن القناة استعانة بالفنانة نيكول سابا لتقديم برنامج "التفاحة" لإن قناة دريم تخاطب المشاهد المصري والعربي عموماً خاصة في شهر رمضان، حيث يغلب على خريطة القناة برامج ذات طابع ترفيهي، ويغلب عليها أيضاً طابع التنوع بين المصري والعربي الذى يتميز بالقبول لدى المشاهدين، وعن إمكانية استعانة القناة بمقدمين عرب أخرين فيما بعد، قال إن ذلك بحسب توجه القناة فإذا كانت تريد مخاطبة الجماهير العربية، فلابد من وجود مقدمين ممثلين للدول العربية. وعن استعانة قناة "القاهرة والناس"، والتى تبث إرسالها كل رمضان بالإعلامي "طونى خليفة"، قال طارق نور، رئيس القناة، إن القناة تظهر دائماً المواهب، وتزيد من شهرة أي إعلامي يعمل بها، كالإعلامي طوني خليفة، الذى زادات شهرته أكثر بأطلالته على شاشة قناة "القاهرة والناس"، وأنا شخصياً أعتبره من أكفأ الإعلامين الذين صادفتهم في حياتي ، ونحن نختار اللبنانيين على حساب المصريين لإنهم أكثر خبرة وكفائة. من جانبه، قال الدكتور سامى الشريف، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن استعانت القنوات الفضائية الحكومية والخاصة باللبنانيين ليس فى صالح هذه الفضائيات لأن المذيع المصرى هو الأجدر، وهناك كفاءات كبيرة من الإعلاميين المصريين تستحق أن يستعان بهم، واتهم الشريف قناة "القاهرة والناس" ببداية حملة الغزو اللبناني على القنوات المصرية، ثم قناة الحياة، معتبراً ذلك خصماً لهذه القنوات لأن البرامج التى تقدم على هذه الفضائيات عادية وليس بها إبداع مثل برنامج "المليونير" الذى يقدمه جورج قرداحى يعتبر برنامج أستهلك وقدم قبل ذلك وكذلك برنامج أنا والعسل الذى يقدمه نيشان عبارة عن برنامج حوارى مكرر فكان يجب على هذه القنوات أن تقدمهم من خلال برنامج جذاب وكان يجب عليهم أن يشجعوا المذيعين المصريين المبدعين وممكن أن يستعينوا بلبنانين اذا كانوا سيضيفيوا جديد وليس تكرار. وقال الدكتور محمد شومان، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: "لا أحبذ فكرة الاستعانة بالمذيعات اللبنانيات لأنه ليس لدينا نقص فى الكفاءات وتقديم الاعلاميين الغير مصريين يعتبر نوع من أنواع الموضة وتقليد بدون دراسة أو تفكير عقلانى وتقديم أعلامى لبنانى مستخدم اللكنة اللبنانية فى حواره يجعل بينه وبين المشاهد فجوة فلذلك يعتبر قرار تقديمهم قرار خاطىء والحل لهذه الظاهرة أن يؤسس نقابة للمذيعين وبدورها تعترض على هذه الظاهرة وتلزم أصحاب هذه القنوات بمنح أولوياته فى التعيين للمصريين لكن للأسف ليس لدينا نقابات ولا ميثاق شرف اعلامى للعاملين بلتلفزيون". وشدد الإعلامى القدير، طارق حبيب، على إن الاستعانة بالمذيعين اللبنانيين يعتبر ظاهرة مرفوضة وغير مفهومة، لاسيما أنه يوجد فى مصر طاقات متعددة وشباب من خريجي الإعلام يطلبون العمل ولا يجدوه، كما أن القنوات المصرية لا تفكر فى هذا الموضوع باعتبار أن الإعلامى اللبنانى يجذب المشاهد وهذا غير صحيح فضلاً عن دخول أهل الصحافة والفن وكرة القدم فى مجال تقديم التلفزيونى فهذا يؤكد أن الساحة متاحة لكل من هب ودب كما أن القنوات لاتبحث عن أى جديد وحل هذه الظاهرة هى أقتناع منتجى البرامج وأصحاب القنوات الفضائية بأن مصر ولادة ومليئة بالطاقات.