ليس هناك أسوأ من أن يدفعك حظك العاثر إلى أن تجلس أمام شاشة التلفزيون لتشاهد برنامجاً رياضياً .. لتصدم بجريمة ذبح لغتنا الجميلة على لسان مقدم البرنامج وضيوفه . في حلقة أخيرة من حلقات برنامج رياضي وفي حوار بين المذيع وضيفه المدرب العام لفريقنا القومي الذي حصد )صفراً( عظيم الشأن في المونديال.. وخرج مهاناً بالغ الإهانة.. مهزوماً هزائم نكراء أمام «أوروجواي وروسيا و السعودية ..» دعك من التعالي الأجوف الذي مارسه «الكابتن »في طريقه حديثه المتهافت .. وأسلوبه البائس في الإجابة عن الأسئلة التي تحمل اتهاماً بالتقصير وعقم الخيال في وضع الخطط المناسبة .. والإخفاق الواضح في اختيار اللاعبين المناسبين للمباريات..ودعك من الأحداث المخزية المتصلة بفوضى التنظيم وعدم انضباط المناخ العام المصاحب لوجود الفريق في معسكره وتعاضي الكابتن.. ورئيسه «الكارثة « » كوبر » .. وغض البصر عن التجاوزات التي من شأنها أن تشوش على قدرة اللاعبين على العطاء في المباريات .. بل الدفاع عن أخطاء اتحاد الكره الفادحة في التنظيم والإدارة والقيام بمهامه بشكل – لانتجاسر ونقول «مثالي » – ولكن على الأقل مرضي.. هذا بالإضافة لتبريره أسباب الهزائم تبريراً فاضحاً .. يشي بفقر خططي وثقافة رياضية ضحلة لم أرى لها مثيلاً .. وبجهل فني ينبغي محاسبة إتحاد الكره عن أسباب اختياره لهذا الموقع الخطير .. وهو يتحدث عن فضيحة «الخروج المهين » الذي أبكى ملايين المصريين باستهانة مسفتزه وأعصاب بارده .. ولا مبالاه تعكس استهتاراً عجيباً وكأن ما حدث عارض مر .. أو موقف تافه لا ينبغي التوقف أمامه .. لا يعدو أن يكون كسر إشاره مرور بسيارته في شارع خال من الماره .. الرجل أعتبر أنها هزيمة تفوت ولا حد يموت .. والحمد لله أنه لم يقل ذهبنا إلى روسيا للتمثيل المشرف فالأمر ليس مشرفاً على الإطلاق .. بل هو خروج مهين لأن التمثيل المشرف يعني الخروج بلقب .. وليس بثلاث هزائم كاسحة من الدور الأول .. خروج خالي الوفاض .. صفر اليدين .. ينبغي أن يخضع للحساب العسير .. والتحقيق الدقيق والشامل.. فلا يمكفي اقالة مدرب فاشل .. أو جهاز فني خائب ..وإذا كان البكاء على اللبن المسكوب أمر غير مجدي .. فإن المحاسبة العسيرة والتحقيق الشامل ينبغي أن يكون هدفهما الإصلاح الجذري .. بل لا نبالغ إذا قلنا .. الثورة الرياضية الشاملة والتصحيح الكامل .. المنهجي والعلمي والجريئ والعصري لعورات تلك المنظومه المهترئه .. واعادة بناء أركانها المتداعيه .. أعود للقول .. وفقاً لبداية المقال أن حوار«الإعلامي » .. و «الكابتن » يمثل نموذجاً كريهاً لإهانة اللغة العربية التي درج العامة على التنكيل بها واستبدالها بلغة أخرى يستخدمها الشارع المصري ويتداولها منذ سنوات .. شاعت فيها مفرداتها شيوعاً مزرياً .. يحتاج هو الآخر إلى ثورة تصحيح مجتمعي وتعليمي ..كمثال .. فإن «الإعلامي » حينما يريد أن يقول أن الفريق «الفلاني » أنهى مبارياته بدور الثمانية.. يلخص الأمر بكلمة «فنشها » وهي مأخوذة من كلمة Finish« ” أما إذا أراد الكابتن أن يقول .. أنه حيكت ضده مؤامرة ما من شخص ما .. فهو يعبر عن ذلك بقوله“فان” اشتغلني” من “إشتغاله” والحقيقة أنا لا أعرف وغيري كثيرين.. ما أصول تلك الكلمة اللوذعية من أي مصدر من اللغة تم استخدامها .. ناهيك عن رده أو تعليقه على هذه “الإشتغالة” تعليقاً لا ينتمي إلى الرياضة أو الخلق سواء الرياضي أو غير الرياضي .. بالتوعد برد الصاع صاعين.. أي “الإشتغالة” “بالإشتغالة” إن لم يكن تماثلها فهي ستكون أمر منها وأقسى .. وعلى الباغي تدور الدوائر .. والأمثلة لا حصر لها .. إذا كان الحوار الدائر بين “الإعلامي” و“الكابتن” على هذا المنوال فلا غرو إذاً أن تكون “الهزيمة” جديرة بنا .. ونحن جديرون بها .. بالمناسبة .. قرأت مقالاً للأستاذ “سمير الشحات” بالأهرام بعنوان “مو صلاح يلعب ويقرأ” يعلق فيه على حالة الإنبهار التي انتابت الكثيرين حينما شاهدوا صورة “لمحمد صلاح” على مواقع التواصل يقرأ كتاباً.. والكاتب يعلق على سر ذلك الإنبهار الذي لا يتصل بالكرة أو فنونها .. بل لأن “صلاح” “ضبط” وهو يقرأ .. وبالتالي فإن الأمر أعمق من مجرد الإنبهار العادي المعتاد .. ويرجع السبب إلى أننا لم نتعود من لاعبي الكرة أن يقرأوا الكتب .. وعليه فإن “صلاح” إلى جانب عبقريته الكروية هو مثقف أيضاً .. شوفوا إزاااااااي ...