«القشة التى قصمت ظهر البعير»، حكمة قديمة ترمز إلى الحدث البسيط الذى ينهى وجود كيان كبير ملىء بالأخطاء والعيوب، هذه الحكمة الأكثر وصفًا لحال من يطلقون على أنفسهم «الدعاة الجدد»، الذين ظهروا منذ عدة سنوات مرتدين الأزياء الفاخرة ويتحدثون بلغة الشباب حتى أصبحوا من المشاهير وسحبوا البساط من كبار الشيوخ والعلماء. ولكن بعد فترة بدأت تظهر على هؤلاء مظاهر لا تتناسب مع خطابهم الدينى، وبدأت الهالة حولهم تتلاشى، بعد أن تعددت أخطاؤهم وظهر التناقض بين خطابهم وأفعالهم، وتحولوا إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعى بين الشباب الذين كانوا يومًا ما من اتباعهم ومعجبيهم. معز مسعود «الشهوانى» صائد الجميلات على مدار الأيام الماضية كان الداعية معز مسعود حديث السوشيال ميديا، وذلك بعد إعلان خبر زواجه من الفنانة شيرى عادل، والذى تعرض لحملة من السخرية بسبب تعدد زيجاته، حيث إن شيرى عادل هى الزوجة رقم ثلاثة للداعية الشاب، فيما كان قد انفصل منذ ما يقل عن ثلاثة أشهر عن المرشدة السياحية بسنت نور الدين التى اشتهرت قبل زواجها منه بسبب فيديوهات الترويج للمعالم السياحية المصرية التى كانت تقوم بنشرها على صفحتها الخاصة. وكان طلاق معز من بسنت حديث الساعة وقتها، ليس فقط كونها شابة جميلة ومثقفة ومحبوبة من رواد الفيس بوك، ولكن لأن سبب الطلاق هو ادعاء معز طلاقه من زوجته الأولى سارة ملكة جمال الجامعة الأمريكية، لتنفصل عنه زوجته الجديدة بعد أيام معدودة من الزواج. وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعى العديد من الألقاب على معز منها الشهوانى نظرًا لكثرة زيجاته فى مدة قصيرة، وصائد الجميلات لاختياره الجميلات فقط، والمختل نظرًا لتصرفاته التى صدمت العديد من الشباب فيه، خاصة وهو صاحب مقولة إن المرأة كالحلوى التى يجب تغطيتها فى إسقاط منه على ارتداء الحجاب، فى حين أن زوجته الأخيرة غير محجبة، بخلاف عشقه للشهرة خاصة بعد اتجاهه للتمثيل وهو الأمر غير المعتاد للدعاة. الشيف عمرو خالد «داعية الفراخ» الداعية عمرو خالد كان أيضًا نجم السخرية على مواقع التواصل الاجتماعى الفترة الماضية، وذلك بعد مشاركته فى إعلان للترويج لأحد منتجات الدجاج، وظهر مع إحدى الشيفات وهو يؤكد أن هذا الدجاج يأخذك للجنة، ويجعل الارتقاء لله فى الليل أحلى، ما آثار سخط المتابعين له، ممن اتهموه باستغلال الدين لتحقيق الربح المادى، ولم يشفع اعتذاره عن الواقعة فى إرضاء الرأى العام. ولم يكن هذا الإعلان الأول لخالد الذى سبق وقام بالترويج لأحد العطور، وقال إنها مصنعة بما يتناسب والشريعة، ليسقط رصيد الداعية المجدد الذى يمثل أول بداية لظهور الداعية العصرى، البعيد عن الشكل التقليدى للدعاة، والذى يرتدى أحدث الأزياء والماركات العالمية وكان له أيضًا نصيب من الألقاب التى أطلقت على الدعاة الجدد، منها المستغل، وداعية الإعلانات، وداعية الدجاج، والشيف خالد، فيما أعرب كثير من الشباب عن استيائهم بعد تصديقه على مدار السنوات الماضية. مصطفى حسنى «الشاب الروش» من الدعاة الجدد الذين تعرضوا للهجوم وسقطت أقنعتهم أمام مريديهم ومتابعيهم مصطفى حسنى، على الرغم من محاولته مسايرة الشباب خاصة فى ارتداء الملابس «الكاجوال» والساعات الفاخرة، ولكن الثراء الفاحش الذى ظهر عليه الشاب حسنى كان السبب فى تعرضه للهجوم، خاصة وهو الذى ينادى الشباب بالقناعة دائمًا، وذلك بعد أن ظهر مرتديًا «تيشيرت» يصل سعره إلى 20 ألف جنيه، ما أثار استياء رواد وسائل التواصل ولقبوه بالنجم الثرى، وطالبه عدد من الشباب بشكل ساخر أن يمنحهم التيشيرت لبدء مشروعات أو شراء شبكة. وهكذا كما ارتفع نجم هؤلاء الشباب عاد ينطفئ بعد أن صدموا المجتمع بمواقف تتعارض وخطابهم الدينى الذى يدعو بالرضا وعدم التفاخر، فيما أصبحوا هم أنفسهم أحد مظاهر التفاخر والتباهى.