أصحاب البالطو الأبيض يدفعون ثمن تقاعس «الصحة» فى توفير المستلزمات الطبية بالمستشفيات عضو مجلس نقابة الأطباء: لن نتخلى عن زملائنا.. ونطالب البرلمان بتغليظ العقوبة طبيب يرفع دعوى قضائية ضد الشركات المحتكرة ويطالب بتغريمهم 50 مليار جنيه أصبح مسلسل الاعتداء على الأطباء بالمستشفيات الحكومية؛ بسبب نقص المستلزمات الطبية والأدوية وأسرة الرعاية المركزة، بمثابة كابوس يهدد المنظومة الصحية، وتحديدًا شباب الأطباء الذين يعملون فى المستشفيات؛ ما أدى إلى وجود حالة من الاحتقان بين نقابة الأطباء الممثل الشرعى لآلاف الأطباء فى مصر، وبين المرضى وتحديدًا المرافقين للمرضى، حيث إن وقائع الاعتداء تحدث نتيجة غياب الوعى لدى المرافقين للمرضى بالمستشفيات. «الصباح» ترصد فى السطور القادمة عددًا من وقائع الاعتداء على الأطباء خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث اعتدى أحد المرافقين لمريض يوم السبت 19 مايو على طبيب بمستشفى ناصر العام بشبرا الخيمة، وأسفر الاعتداء عن إصابة الطبيب محمد عبدالفتاح بجرح قطعى فى فروة الرأس كما تسبب الاعتداء على المستشفى فى وجود تلفيات بالمستشفى، وتقدمت نقابة الأطباء ببلاغ بقسم أول شبرا الخيمة بعد التواصل مع إدارة المستشفى. وفى واقعة أخرى من مسلسل الاعتداء على الأطباء، دخلت مريضة مصابة بجرح فى الوجه بصحبتها ابنتها إلى أحد المستشفيات التى تعمل بها ممرضة بذات المستشفى تطلب من الطبيب خياطة جرح والدتها عن طريق جراحة تجميلية فالطبيب اعتذر عن إجرائها؛ بسبب عدم إجراء مثل تلك الجراحة بالمستشفى بالإضافة إلى عدم توافر الخيوط الطبية اللازمة لجراحة التجميل فقترحت الممرضة أن تشترى الخيوط من خارج المستشفى فأخبرها الطبيب أن هذا الإجراء يعرضه للمساءلة القانونية فقامت الممرضة بقذف هاتفها المحمول فى عينه. وفى واقعة غريبة وصل طفل عمره سنة ونصف إلى استقبال مستشفى طنطا الجامعى، وحالته صعبة جدًا، حيث سقط الطفل على سيخ حديد فاستقر فى رأسه مخترقًا الجمجمة ودخل فى غيبوبة تامة، وتم التعامل معه بواسطة أطباء جراحة المخ والأعصاب بمستشفى طنطا الجامعى ونجحت العملية، واستقرت حالته، بعد مجهود جبار من طاقم الأطباء فى قسم جراحة المخ والأعصاب، ورغم ذلك اعتدى أحد المرافقين للطفل على اثنين من الأطباء وممرض لعدم وجود سرير رعاية مركزة، وأصيب أحد الأطباء وتم حجزه بالرعاية المركزة. أيضًا تم الاعتداء على الدكتور محمد عوض يوسف، طبيب عصبية ونفسية بمستشفى الساحل التعليمى بعد صلاة ظهر الجمعة الماضى، بسبب نقص المستلزمات الطبية، وتسبب الاعتداء عليه من مرافقى مريض فى كسر فى الحاجز الأنفى، وتم عمل عملية تثبيت، وعمل محضر وتم حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق. من جانبه أكد الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء ل«الصباح»، أن الاعتداء على الأطباء بالمستشفيات السبب الرئيسى فيه هو غياب دور وزارة الصحة فى توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، مشيرًا إلى أن ثقافة المرضى والمرافقين توحى لهم أن الطبيب مسئول عن كل شىء فى المستشفى، بداية من توافر الخيط والشاش إلى غرف الرعاية المركزة وهذا غير حقيقى، لافتًا إلى أن وقائع الاعتداء على الأطباء زادت بشكل كبير، ونحن فى النقابة لا نتخلى عن زملائنا، وتقدمنا ببلاغات للقضاء ضد من يعتدى على الأطباء وآخرهم الطبيب الذى تم الاعتداء عليه بمستشفى الساحل، كما نطالب البرلمان بمشروع قانون يغلظ عقوبة الاعتداء على الأطباء والمستشفيات. أما الدكتور هانى سامح الذى أقام دعاوى قضائية ضد أباطرة شركات الأدوية وموردى المستلزمات الطبية، فأوضح ل«الصباح»، أن احتكار بعض الشركات الموردة للمستلزمات الطبية والأدوية إلى المستشفيات الحكومية والجامعية أدت إلى نقص هذه المستلزمات بالمستشفيات، مشيرًا إلى أن هناك 10 متهمين فى قضايا الاحتكار والإضرار بالمريض المصرى، وقد طالبنا بأن يتم تغريمهم 50 مليار جنيه، خاصة أن بعض المستشفيات تأثرت جراء سياسات التلاعب فى المناقصات والتوريدات بهدف الاحتكار منها معهد ناصر ومعهد القلب القومى وغيرها من المستشفيات التعليمية.