ربما لا يعرف الكثير من المصريين أثر الكلمات التى قلبت قلوب المصريين رأسًا على عقب، ويشير الكثيرين إلى أن كلمات نشيد «قالوا إيه.. علينا دولا وقالوا إيه؟» النابعة من أفواه أبنائنا فى كتيبة الصاعقة 103 ممن يحاربون الإرهاب فى سيناء، ويتلقون هناك الرصاص بدلًا منا، تحولت إلى أيقونة شعبية انتشرت بسرعة البرق فى الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعى، وذلك على الرغم من أنها لم تتكلف أى شىء سوى حب الوطن بجسارة وكلمات تساوى وزنها رجال رحلوا لكنهم باقون فى قلوب المصريين. النشيد لخص قصص الشجعان الذين أقسموا ألا يتركوا شبرا من أرض وطنهم وأبنائه للإرهابيين، فى هذا التقرير نحاول الكشف عن الهوية الحقيقية للشهداء فى سيناء ممن ذكرت أسماؤهم وألقابهم فى نشيد الصاعقة «قالوا إيه» كيف استشهدوا؟ وإلى أى محافظات مصر ينتمون؟ وماذا قدموا لتخلد أسماءهم فى دفتر تاريخ الوطن، من هو المنسى الذى تحول لأسطورة، ومن هو المغربى دبابة؟، والعسكرى على الذى خلد اسمه وسط رفاقه؟ ومن هم الفرسان «شبراوى» و«حسنين». العسكرى على البداية من «العسكرى على» الذى وصفه النشيد بأنه من «الشجعان»، فهو الشهيد على على السيد، من أبطال معركة قرية «البرث» ضد الدواعش، وحينها أسقط كثيرًا من التكفيريين وعلى الرغم من أنه كان مصابًا فى قدمه كان يعمل على إخلاء الشهداء والمصابين من زملائه. والذى لا يعرفه الكثيرون عن العسكرى «علي» أنه ظل يقاتل حتى أصابته أكثر من 30 طلقة فى جسده، وظل متعلقًا بأحد الإرهابيين الذى حاول المرور من مكانه حتى آخر نفس لفظ به. الرائد شبراوى «لو ربنا أراد وعشت هاكون موجود معاك»؛ بهذه الكلمات رد الرائد الشهيد أحمد الشبراوى على أحد أهالى قريته، الذى دعاه لحفل زفافه خلال آخر زيارة له بقريته الشبروين التابعة لمحافظة الشرقية. الضابط الشهيد أحمد الشبراوى متزوج ولديه طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، وهو ضمن 26 فردًا آخرين من القوات المسلحة سقطوا ما بين قتيل ومصاب فى هجوم إرهابى استهدف نقاط تمركز جنوب رفح، وفق ما أعلنه العقيد أركان حرب تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة. وكان يعد أحد المقربين للشهيد أحمد المنسى قائد الكتيبة 103عندما وقع الهجوم الغادر على كمين البرث بالعريش، ورغم حصوله على أعلى الدرجات فى الثانوية العامة من مدرسة أحمد عرابى الثانوية، إلا أنه أصر على الالتحاق بالكلية الحربية، وتخرج عام 2007، الدفعة 101. نُقل للعمل برفح، حتى عام 2010، وبعدها التحق بالفرقة 777 بالصاعقة المصرية، فحصل على فرقة مكافحة الإرهاب من إيطاليا، وانتقل مرة ثانية للعمل فى رفح حتى استشهاده يوم 7 يوليو 2017. خالد مغربى أطلق علية الإرهابيون فى سيناء لقب دبابة، لأنه كان يتحرك وكأنه كاسحة ألغام، طلقات سلاحه لا تضل الطريق إلى رءوس وقلوب الإرهابيين، فهو دبابة لا ترحم أعداءه، فباعتراف المقبوض عليهم، أكدوا أن خالد دبابة كان موضوعًا على رأسه 3 ملايين جنيه من أمراء وقيادات الجماعات الإرهابيه لمن يقتله. خالد مغربى الشهير بدبابة أحد رجال الكتيبة 103 صاعقة مع البطل الشهيد المنسى، وحسب أصدقائه بالجيش، فإنهم سمعوا الإرهابيين على شبكات الاتصال وهم يحذرون بعضهم عند أى عملية للجيش بقولهم «خدوا بالكوا خالد دبابة جى»، فالبطل خالد أستُشهد وهو يحمى أفراد الكتيبة من هجوم إرهابى غادر يوم 7 يوليو 2017 بعد 6 سنوات من تخرجه فى الكلية الحربية فى أكتوبر 2011 ضمن قوة الدفعة 108 حربية الذين تخرجوا فى يوليو 2014. زوجة الشهيد خالد المغربى، قالت إن زوجها كان تحت التهديد الدائم من التكفيريين، الذين كانوا يرتعبون بمجرد ذكر اسمه ويعتبرونه بمثابة «بعبع» يتمنون عدم مواجهته، كما أنه استحق لقب «الدبابة» لشجاعته فى حربه ضد التكفيريين. زوجة الشهيد أضافت، أن بعد زواجهم مباشرة تلقت رسالة من أحد التكفيريين، تفيد بأنهم يعلمون مكان إقامتهم، فى إشارة لاستهداف «المغربى» الدائم حتى استشهاده، كما قالت إنها يكفيها فخرًا كونها زوجته، مؤكدة أنه الآن فى مكان أفضل. العقيد حسنين ولد العقيد رامى حسنين، بمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، يبلغ من العمر 40 عامًا، متزوج ولديه طفلتان، وله 3 أشقاء، تخرج فىالكلية الحربية سلاح الصاعقة دفعة 90، وكان ترتيبه الأول على دفعته، حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وتدرج فى المناصب العسكرية حتى شغل منصب قائد الكتيبة 103 صاعقة. وهو مدرب الشهيد المنسى وأستاذه ومعلمه، سبق المنسى فى قيادة الكتيبة 103 صاعقة، وسبقه أيضًا فى الشهادة، العقيد رامى حسنين قائد الكتيبة 103 صاعقة بالقوات المسلحة، كان أحد أهم قادة القوات المسلحة التى تقوم بعمليات تطهير موسعة فى شمال سيناء ضد الإرهاب، ولهذا استهدفه الإرهابيون ومعه 4 مجندين، فى 29 أكتوبر 2016، حال مرور المدرعة بين حاجزى السدة والوحشى، جنوب الشيخ زويد، الواقعة بين مدينتى العريش ورفح على الحدود مع قطاع غزة الفلسطينى مما أدى إلى استشهاده ومجند وإصابة الآخرين. العقيد المنسى الشهيد أحمد المنسى، من مواليد عام 1978 من محافظة الشرقية، والتحق بالصاعقة المصرية فى أواخر التسعينيات، بعد تخرجه فى الكلية الحربية، وكان من الضباط المميزين فى سلاح الصاعقة، وتولى قيادة كتيبة 103 صاعقة منذ عام تقريبًا. فى 7 يوليه 2017 استشهد العقيد أحمد صابر المنسى، قائد الكتيبة 103 صاعقة، بشمال سيناء، وذلك إثر هجوم إرهابى على الكتيبة فى مدينة رفح، أدى لاستشهاده وعشرة جنود آخرين. يتم الآن العكوف على إعداد مسلسل باسم البطل المنسى نظرًا للمحبة الذى كان يتمتع بها وسط كل المحيطين به، ولأنه علق بقوة فى قلوب المصريين.