كواليس ليلة رفض موسى وسرى الدين والعرابى دخول السباق الرئاسى حالة من الغليان والانقسام يشهدها حزب الوفد، برئاسة د. السيد البدوى، بعد اعتزام الحزب المشاركة فى السباق الرئاسى، بتقديم مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث تحولت أروقة الحزب إلى ساحة لتبادل الاتهامات، بعد أن أعلن«البدوى » خلال اجتماع عقده الخميس الماضى فى مقر شركته بمدينة 6 أكتوبر، أن الحزب سيقدم مرشحًا لانتخابات الرئاسية. الاجتماع حضره عدد من أعضاء الهيئة العليا والهيئة البرلمانية للوفد برئاسة النائب بهاء أبوشقة رئيس اللجنة التشريعية والدستورية بالبرلمان، والذين قرروا أن يأخذ الوفد موقف المنافس للرئيس فى الانتخابات الرئاسية، رغم إعلان رئيس الحزب وهيئته البرلمانية مسبقًا تأييدهم الكامل للرئيس عبدالفتاح السيسى لولاية رئاسية ثانية، ومباركة نواب الوفد للرئيس عن طريق تزكيته بتوكيلات داخل المجلس. شباب الوفد اتهموا «البدوى » على مواقع التواصل الاجتماعى، بأنه يمارس دور «المحلل » فى الانتخابات، وأنه أضاع هيبة الحزب فى عهده، بعدما أغرقت أخطاءه الحزب على مدار ولايتيه الأولى والثانية، مشددين على أنه خالف اللائحة الوفدية التى تحدد شروط لاختيار حزب الوفد لمرشح رئاسى، وقرر أن يجتمع منفردًا بعيدًا عن اللائحة التى تقر بأن تجتمع الجمعية العمومية للوفد وتعلن مشاركتها فى الانتخابات، ويتم طرح أسماء وفدية على الهيئة للاختيار من بينها. قرار «البدوى » جاء بعد مداولات عديدة شهدها البرلمان للدفع بمرشح منافس للرئيس السيسى، الذى يعد الأوفر حظًا فى الماراثون الانتخابى، حيث استقرت المداولات عند حزب «الوفد »أحد أقدم الأحزاب السياسية فى مصر، نظرًا لأنه يعد الحزب الأوحد الذى لم يعلن عن مرشحه فى الانتخابات الرئاسية، حتى الساعات الأخيرة من إغلاق باب الترشح. وبعد أن استقر بعض رموز البرلمان على حزب «الوفد » للدفع بمرشح فى الانتخابات الرئاسية، حتى لا يسيطر على المشهد مرشح واحد فقط، مما يعكس صورة غير إيجابية للعالم عن مشهد الانتخابات المصرية، تدخل أعضاء الهيئة البرلمانية فى الحزب لإقناع الهيئة العليا بضرورة خوض مرشح عن الحزب للانتخابات، وتم طرح أكثر من اسم للترشح باسم الوفد مع المطالبة بإجراء اتصالات بهم لخوض السباق الرئاسى، وأبرزهم د. هانى سرى الدين عضو الهيئة العليا، وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، والسفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، لكنهم رفضوا بشكل قاطع خوض الانتخابات حتى لا يواجهوا بانتقادات لاذعة، بسبب إعلان ترشحهم بعد انسحاب المنافسين للسيسى، ويواجهوا اتهامات «المرشح الاستبن » أو «المرشح الكومبارس .» وبعد مداولات عديدة فى مكتب شركة الأدوية الخاصة ب «البدوى »، ورفض أغلب أعضاء الهيئة خوض الانتخابات، تدخل د. بهاء أبوشقة ومحمد فؤاد المتحدث الرسمى باسم الحزب وحسام الخولى، وحاولوا إقناع الهيئة بضرورة ترشح«البدوى »، واعترض بعض أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب وبعض أعضاء الهيئة العليا، إلا أن رئيس الحزب قرر فى نهاية الاجتماع خوض الانتخابات، وعلى الفور أجرى اتصالات بسليمان وهدان وكيل مجلس النواب، وعضو الحزب لاختيار 20 نائبًا برلمانيًا لتأييد مرشح الحزب، نظرًا لضيق الوقت وعدم استطاعته جمع 25 ألف توكيل من15 محافظة خلال 48 ساعة فقط. وكشف أحد الحاضرين للاجتماع الذى استمر 4 ساعات، العديد من الكواليس والمفاجآت، مؤكدًا أن الهيئتين البرلمانية والعليا للحزب قررا أن يرشحا اسمين من قيادات الحزب، هما «البدوى » و »سرى الدين »، إلا أن البعض تحفظ على القرار لأنه سيؤدى لاشتعال حرب الاتهامات فى الحزب. وأشار إلى أن «البدوى » اتصل ب «سرى الدين » ليطلعه على ما يدور من مناقشات فى الاجتماع، بعدما رفض الأخير حضوره، وأكد لرئيس الحزب أن ما يحدث على شبكات التواصل الاجتماعى بسبب مايقوم به من أعمال غريبة يهدد استقرار الحزب، بل أعلن «سرى الدين » عن رفضه لوضع اسمه بين المرشحين الوفدين لخوض الانتخابات. بينما أكد ياسر حسان مساعد رئيس حزب الوفد، أن الوفد قرر المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أن الحزب سوف يعقد اجتماعًا لهيئتيه العليا والبرلمانية لحسم أمر ترشح «البدوى » من عدمه، وحتى مثول الجريدة للطبع لم يعلن الوفد عن اسم مرشحه بشكل نهائى. وعن اتهام للوفد بتجميل صورة العملية الانتخابية بعد انسحاب المرشحين، أكد «حسان » أن كل هذه الاتهامات عارية تمامًا من الصحة، وأن الوفد بتاريخه ونضاله السياسى معلوم للجميع، فهو الحزب الوحيد الذى يقدم مرشحين للرئاسة على مدار ال 50 عامًا. فيما أعلن عدد من قيادات حزب الوفد التمرد على «البدوى » وهيئته البرلمانية، بسبب ما يقومون به من أفعال تضر بسمعة الحزب على حسب وصفهم، متهمين رئيس الحزب بأنه السبب فى انهياره، فى حين انتشرت على صفحات حزب الوفد بمواقع التواصل الاجتماعى، انتقادات من الشباب والقيادات الذين وصفوا «البدوى » بأنه يقوم بدور«المحلل «للعملية الانتخابية، ومنهم النائب السابق والقيادى الوفدى محمد عبدالعليم داود، والنائب السابق طارق سباق، والنائب الحالى فؤاد بدراوى سكرتير عام حزب الوفد سابقًا، والذى تم فصله بقرار من«البدوى .» وفى تعليقه على قرار الحزب بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، قال «بدراوى » ل «الصباح « :» الوفد يشهد حالة من الانكسار بسبب سياسات رئيس الحزب ومنتفعيه، منه لله .
