السكة الحديد تحتاج 200 مليار جنيه لتحديث الخطوط الرئيسية تصريحات بعدم وجود نية لدى وزارة النقل لرفع الأسعار، لكن الجميع صُدم بقرار الهيئة القومية لسكك حديد مصر الأسبوع الماضى، بإعلانها رفع أسعار تذاكر القطارات خلال الأيام المقبلة، وذلك للحد من الخسائر التى تتعرض لها الهيئة، فضلاً عن إنها تسعى لتقديم خدمات مميزة لجمهور الركاب المسافرين على الوجهين القبلى والبحرى. الهيئة كشفت فى تقريرها، أنها ستنتهى من دراسة تحريك أسعار تذاكر القطارات، ومراجعتها واعتمادها من مجلس إدارة الهيئة، بعدما اشتكى وزير النقل د. هشام عرفات، من تكبد الهيئة خسائر بلغت 200 مليون جنيه منذ يونيو الماضى، بعد ارتفاع أسعار السولار، موضحة أن زيادة أسعار التذاكر ضرورة لاستمرار تقديم الخدمة. القائمون على هيئة السكة الحديد أوضحوا ل«الصباح»، أن هناك أسبابًا قوية جدًا دفعت الهيئة لاتخاذ مثل هذا القرار، من ضمنها تحديث أسطول قطارات السكة الحديد، فضلاً عن تحديث نظام الإشارات والمزلقانات الإلكترونية التى تدخلها الهيئة على المنظومة الخاصة بها، مضيفين أن كل تلك الأمور كبدت الهيئة مبالغ إضافية كبيرة لا تستطيع تحملها وحدها، بالإضافة لقيام الهيئة بتحديث وتطوير قطاع النقل عبر السكك الحديدية ونقل البضائع، ما يستدعى ضخ استثمارات لخطوط الهيئة، وهذا لن يحدث إلا إذا تم تقديم الخدمة لركاب القطارات بثمنها الفعلى. مصادر بالسكة الحديد أكدت، أن وزير النقل هشام عرفات، حينما تولى حقيبة الوزارة، كان أول ملف اهتم به هو ملف السكة الحديد، وبعد ذلك ملف المترو، حيث قام بتكثيف زياراته للهيئة، وإلى ورش صيانة القطارات، وطالب بالاهتمام بها مرة أخرى، وتحديثها والاستفادة من كل الموارد البشرية بالهيئة، فضلاً عن اجتماعه بعدد كبير من رؤساء الشركات التى تعمل على تقديم خدمة للسكة الحديد مثل شركات النظافة وعربات النوم، وطالبهم بالاهتمام بالمرفق، وتقديم خدمة جيدة حتى يتم رفع الأسعار. من جانبه أكد د. حسام فودة، مستشار وزير النقل الأسبق لشئون السكة الحديد والمترو ل«الصباح»، أن السبب الرئيسى وراء القرار، هو عربات السكة الحديد المكيفية، خاصة أن هناك 220 عربة سكة حديد مكيفة، تم استخدام منها نحو 50 عربة، وسميت بعربات رجال الأعمال مثل قطار الإسكندرية الذى تبلغ تذكرته نحو ال100 جنيه للدرجة الأولى، والثانية ب75 جنيهًا، مضيفًا أن الأزمة تكمن فى أن وزارة النقل ممثلة فى السكك الحديد حينما أرادت إدخال باقى العربات فى الخدمة وقعت فى مأزق، فإذا أنزلتها بالسعر الجديد سيتحمل المواطن فارق الأسعار، فانتظرت حتى أخذت موافقة بضرورة رفع الأسعار. وأضاف أن وزير النقل السابق د. جلال السعيد أدخل 50 عربة للخدمة بسعر معين، فوضع الوزير الحالى فى مأزق، ما جعل «عرفات» يضطر لإدخال العربات الجديدة الخدمة بأسعار جديدة، فهذه العربات تم التعاقد عليها منذ عهد وزير النقل الأسبق د. علاء فهمى، مشددًا على ضرورة رفع أسعار التذاكر، خصوصًا أن هناك تحديثًا للقطارات، بالإضافة لارتفاع أسعار قطع الغيار، فهذه القطارات تخدم ملايين المواطنين يوميًا، والهيئة تحتاج لأكثر من 200 مليار جنيه لتحديث البنية الأساسية وشراء عربات جديدة، وتحديث خطوط السكة الحديد. يذكر أن الأسعار التى تنوى الهيئة تطبيقها بناء على تقرير قطاع الموازنات والتشغيل بالوزارة، يتضمن رفع أسعار تذاكر القطارات العادية والمميزة بنسبة 150فى المائة، وكذلك القطارات المكيفة الدرجة الأولى والثانية بنسبة 20 فى المائة، وتعريفة السفر للقطارات المميزة من القاهرة إلى بنها 7.5 بدلًا من 3 جنيهات، وتذاكر الدرجة الأولى المكيفة 27.60 جنيه بدلًا من 23 جنيهًا، والدرجة الثانية مكيفة 18 جنيهًا بدلًا من 15 جنيهًا، ومن القاهرة إلى قويسنا 10 جنيهات بدلًا من 4 جنيهات للقطارات المميزة، و31.20 جنيه بدلًا من 26 للدرجة الأولى المكيفة و20.40 جنيه بدلًا من 17 جنيهًا للدرجة الثانية المكيفة، ومن القاهرة إلى بركة السبع 10 جنيهات بدلًا من 4 جنيهات للمميزة، و35 جنيهًا بدلًا من 29 جنيهًا، أما من القاهرة إلى الإسكندرية، فتصل 25 جنيهًا بدلًا من 10 جنيهات للمميزة، و62 جنيهًا بدلًا من 51 جنيهًا للدرجة الأولى، و36 جنيهًا بدلًا من 30 جنيهًا للدرجة الثانية المكيفة.