الدقهلية والشرقية ضمن المرحلة الأولى من المشروع.. والأهالى: سنرابط داخل المساجد ولن نسمح بإزالتها النقل: اتفقنا مع الأوقاف على بناء مساجد بديلة فى أماكن بعيدة عن «المزلقانات» حالة من الغضب سيطرت على المواطنين بعدد من محافظات مصر، بسبب قرار وزير النقل الأخير بالتنسيق مع وزير الأوقاف، لإزالة «المساجد والزوايا» الواقعة فى حرم هيئة السكة الحديد، وتعويض ذلك إما ببناء المسجد بمكان آخر، أو بتطوير أقرب مسجد بكل الإمكانات اللازمة. ويبدو أن القرار قد دخل بالفعل حيز التنفيذ، حيث تمت إزالة 6 من الزوايا والمساجد، بينهم مسجد «المدينةالمنورة» بمدينة طلخا، ومساجد أخرى بأماكن مختلفة للقيام بعمليات التوسيع ضمن مشروع تطوير «المزلقانات». البداية كانت مع الإدارة الهندسية بوزارة الأوقاف، والتى خاطبت المديريات على مستوى الجمهورية لمعاينة بعض المساجد التى حددتها وزارة النقل وهيئة السكة الحديد الواقعة ضمن حرم خطوط القطارات، والتأكد من منعها للرؤية من عدمه، وعليه تم رصد 64 مسجدًا مقسمين بين عدد من المحافظات، وكان للدقهلية نصيب الأسد فى عدد المساجد الصادر لها قرار إزالة بواقع 12 مسجدًا. فيما أكد مصدر مطلع بوزارة النقل، أنه تم الانتهاء من إزالة 4 زوايا ومسجدين وتعويض وزارة الأوقاف، بتسديد 12 مليون جنيه لأوقاف الدقهلية، لبناء مساجد أخرى وشراء قطعة الأرض المخصصة لذلك، فى إطار خطة الوزارة لتقليل حوادث القطارات. وأشار المصدر إلى أن الإحصاء المبدئى تضمن 180 مسجدًا وزاوية، وتم تقليص العدد إلى 64، بعد مراجعة الإدارة الهندسية، وهو العدد النهائى للمساجد التى تمنع الرؤية عن السائقين، وتسببت فى حوادث أزهقت فيها أرواح المصلين أثناء عبورهم شريط القطار. من جانبهم، أعلن عدد كبير من المواطنين عن استيائهم من مشروع تطوير المزلقانات على حساب المساجد، مؤكدين أن هذا الأمر سيفتح بابًا للفتنة، حيث قال محمد عادل من سكان مدينة طلخابالدقهلية: «لن نوافق على عمل توسعات على حساب بيوت الله، لأنه إجراء سيفتح علينا الباب لإزالة المساجد لتوسيع الطرق وأخرى لبناء الكبارى، ولن ننتهى من هذا المسلسل، وعليه قررنا المرابطة داخل المساجد المقرر إزالتها لمنع التنفيذ». وأكد الشيخ «سالم أحمد» من سكان نبروة بالدقهلية، أن الحل الأمثل للخروج من تلك الأزمة، يتمثل فى بناء مساجد جديدة، بدلًا من الصادر لها قرار إزالة، وبعد ذلك تتم عملية الإزالة وليس العكس، لتجنب غضب الأهالى. أما الشيخ زكريا الخطيب وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، فأشار إلى أن بعض المساجد والزوايا تم بناؤها بشكل عشوائى منذ فترة داخل حرم السكة الحديد، وبناء عليه تم حصرها بمعرفة الهيئة الهندسية التى تولت التنسيق مع وزارة النقل، ولكن حتى الآن لم يتم تنفيذ قرارات الإزالة. من جهته، أكد الشيخ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف فى الدقهلية، أن بعض المساجد والمقرر هدمها لم يرد إلى المديرية ما يفيد تنفيذ القرار حتى الآن. من جانبه، أكد الشيخ محمود عبدالرحمن القيادى بمديرية أوقاف الشرقية، أن الوزارة تشهد أزمة حاليًا مع وزارة النقل، بسبب وجود عدد كبير من المساجد فى حرم هيئة السكة الحديد، وأن هناك نزاعًا شديدًا بين الأوقاف والنقل على ضم المساجد للسكة الحديد، ومنها مسجد «المحطة» بمنطقة الزلنكون فى الشرقية، حيث ما زال نقطة خلاف بين الوزارتين، ولم يتم تعيين عمال به حتى الآن، وكذلك الأمر فى مسجد «الرحمة» المعروف باسم مسجد المحطة بالقناطر الخيرية، ومسجد «خطاب الشواربى» فى قليوب، ومسجد «المحطة» فى كفر شبين بشبين القناطر. وكشف مصدر مسئول بوزارة الأوقاف، أنه سيتم خلال الأسابيع القليلة القادمة هدم كل المساجد التى تقع فى حرم السكة الحديد، وأيضا الواقعة بجوار المزلقانات، والتى يبلغ عددها 250 مسجدًا، وذلك بعد حصول وزير النقل على فتوى من الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورى، تفيد بعدم حرمانية المساجد المبنية فى حرم السكة الحديد دون بناء مسجد آخر بديل، من منطلق أنها تحجب الرؤية وتتسبب فى العديد من الحوادث التى تزهق أرواح الكثيرين. بينما اعترض نواب من محافظة الدقهلية على عملية إزالة المساجد، حيث أكد النائب فؤاد بدراوى، أن حديث وزير النقل بشأن إزالة المساجد خطير للغاية، ولكن يجب التفرقة بين المسجد والزاوية، مضيفًا: «أنا لا أتصور أن النقل قد تخاطر بهذا القرار وسوف التقى بأهالى الدائرة لرصد تلك المشكلة على أرض الواقع والوقوف إلى جوارهم». محمد الشورى، النائب عن دائرة طلخا ونبروه بالدقهلية، هدد بتقديم طلب إحاطة فى الجلسة العامة لمجلس النواب، لرفض قرار هدم المساجد المجاورة لمزلقانات السكة الحديد بمركزى طلخا ونبروه، مؤكدًا أن هذا الأمر سيبيح بيع المساجد تحت مسمى التطوير فى المستقبل. على الجانب الآخر، أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة النقل محمد عز، الوزارة حددت وسيلتين للتعويض، الأولى إزالة الزاوية أو المسجد وبناؤه من جديد بنفس المساحة، ولكن فى مكان بعيد عن المزلقان، والطريقة الثانية هو تجديد أقرب مسجد من المزلقان وتزويده بكل ما ينقصه من إمكانات، وهناك إحصاء رسمى بالسكة الحديد حول الأماكن التى تمت إزالتها بالفعل وأخرى قيد الإزالة، ويأتى هذا ضمن مشروع تطوير مزلقانات السكة الحديد.