لا زالت أزمة وجود فيلم مصرى يمثل مصر تلقى بظلالها على أروقة جمعية كتاب ونقاد السينما المنظمة لمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول حوض البحر الأبيض المتوسط وأحد أهم المهرجانات السينمائية فى مصر والمنطقة العربية، والسبب الأساسى هو هروب المنتجين عن المشاركة بأفلامهم فى المهرجان متعللين بعدم أهمية المهرجان، إلا أن الناقد وليد سيف رئيس المهرجان كان لديه الحل بعد أن وجد أن الأزمه تتكرر سنوياً فى ظل أن الافلام المصرية محدودة، ولا تنطبق شروط المهرجان على أغلبها وهو ما دفعه هذا العام لتغيير لائحة المهرجان لتسمح بعرض أفلام الديجيتال داخل المسابقة الرسمية، وهو ما يمثل دفعة للسينما المستقلة التى يفوق انتاجها السينما التجارية بمراحل وتعتبر بديلاً ملائماً لأزمة غياب الفيلم المصرى، إلا أن ذلك لا يعنى إلغاء مسابقة الديجيتال، حيث أكد وليد سيف أن مسابقة الديجيتال باقية ويرأسها هذا العام الدكتور رفيق الصبان، ولجنة تحكيم المسابقة يرأسها مدير التصوير السينمائى سعيد شيمى بعضوية الناقد مجدى الطيب ويسرا اللوزى، ويضاف إلى فعالياتها إقامة بانوراما للأفلام المتوسطية القصيرة التى تعرض أهم تجارب الفيلم القصير التى أنتجت خلال العامين الماضيين، وحصلت على جوائز من مهرجانات دولية، وتأتى هذه الخطوة كنوع من التمهيد المطلوب ليشاهد صناع السينما المستقلة نماذج متميزة قبل تحويل مسابقة الديجيتال الى مسابقة دولية بداية من الدورة التالية. حيث تقام دورة المهرجان هذا العام والتى تحمل الرقم 28 من عمره فى الفتره من 12 حتى 19 سبتمبر المقبل تحت شعار الكرامة الانسانية، وتتضمن برنامجاً جديداً بعنوان "سينما حقوق الإنسان"، والذى يقدم عدداً من الأفلام المعنية بقضايا التمييز ضد المرأة، وحقوق اللاجئين والمهاجرين، بالإضافة لحقوق معتقلى قضايا الرأى، كما تضم الدورة مسابقة القلم الذهبى فى النقد السينمائي والتى أعد لائحتها النقاد مجدى الطيب والأمير أباظة وياقوت الديب. فى حين لا زالت لجنة المشاهدة تقوم بعملها حتى الأن بعد وصول عدداً كبيراً من الأفلام الجيدة التى تلقاها المهرجان مؤخراً، ومن بين الترشيحات المبدئية للمسابقة الرسمية فيلم "العدو" لديجان سيزيفيتش، الفيلم الأسبانى "الأمواج" لألبيرتو موراليس، الفيلم الفرنسى "الوزير" لبيير شولر، الفيلم الكرواتى "دادى" لألكا توزوفيتش، ومن الأفلام المرشحة لنيل شرف افتتاح هذه الدورة الفيلم التركى "لا تنسينى يا اسطنبول" . وتعد الدورة الثامنة والعشرون للمهرجان، هى الدورة الوحيدة التى حدث خلالها اتصال مباشر ولقاءات مع سفارات الدول التسعة عشر المشاركة فى حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو ما قد ينعكس بالايجاب على المهرجان من حيث التمثيل السينمائى لهذه الدول، خاصة اليونان التى سنرى مشاركة مميزة لأفلامها بحضور النجمة اليونانية أريانا لابد بفيلم "ألبس" الحائز على جائزة السيناريو فى الدورة الأخيرة لمهرجان فينيسيا، والفيلم إخراج يورجوس لانفيموس ضمن برنامج "روائع متوسطية حديثة"، وفى القسم نفسه يشارك من اليونان فيلم "جيس" لمينلاوس كراما جيوليس، وهو أحد أهم الأفلام المشاركة فى الدورة الأخيرة لمهرجان سالونيك، كما تم الاتفاق مع المستشار الثقافي الإيطالي علي دعوة النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي لتكريمها وعرض فيلمها "الأرملة الجميلة"، ويعرض المهرجان في قسم أفلام حقوق الإنسان الفيلم الإيطالي "قيصر يجب أن يموت" الحاصل علي جائزة الأسد الذهبي لمهرجان برلين، بحضور المخرجين الأخوين تافياني ومشاركتهما في المائدة المستديرة التي تدور حول سينما الكرامة الإنسانية. يذكر أن مهرجان الأسكندرية سيحتفى هذا بالثورة السورية بعرض مجموعة من الأفلام التسجيلية السورية التي تحكي يوميات الثورة السورية، وتعبر عن وجهة نظر فنانين اتسموا بالشجاعة وأعلنوا عن تضامنهم مع الثورة ورفضهم لممارسات النظام الحاكم، كما يستضيف المهرجان مجموعة من الفنانين السوريين بينهم أسامة محمد، نبيل المالح، واحة الراهب، هيثم حقي، المطربة أصالة، ويارا صبري، زينة حلاق، لويز عبد الكريم، أحمد ومحمد ملص، عبد الحكيم قطيفان، عابد فهد، وكاتب السيناريو حكم البابا. وضمن قائمة الأفلام السورية المقرر عرضُها: فيلم "23 دقيقة تم تهريبها من حلب"، و"سوريا في جحيم القمع"، وأفلام عن مذابح جرت في مدن حمص وحماة وإدلب ودير الزور ودرعا، ويعرض المهرجان في إطار برنامج "سينما الغضب" الأفلام الروائية الطويلة "الليل الطويل" لحاتم علي، "نجوم النهار" لأسامة محمد، و"أحلام مدينة" لمحمد ملص. ويعرض المهرجان لأول مرة في مصر فيلم "التجلي الأخير لغيلان الدمشقي" تأليف وإخراج هيثم حقي وبطولة كندة علوش وفارس حلو وباسم ياخور. ويصدر المهرجان دراسة بعنوان "سينما الغضب في سوريا" تعبر عن ملامح السينما السورية المعارضة في العام الماضي والصعوبات التي تواجه السينما والسينمائيين المؤيديين للثورة.