مرضى الروماتيزم يروون ل«الصباح» ما فعله البنسلين بهم السوق السوداء تثقل جيوب المرضى.. والأصناف البديلة لا توقف الوجع الآلام تأكل عظام ما يقرب من مليون مريض بالروماتيزم فى مصر، لكن عقار البنسلين الذى يستخدم كمضاد حيوى لعدم تكرار الحمى الروماتيزمية اختفى فجاءة من السوق، ليجد المرضى أنفسهم مضرون لاستخدام بدائل محلية الصنع أو حتى شراء عبوات بأسعار باهظة مقارنة بالسعر الحقيقى للعقار. أغلب المرضى يعتبرون البنسلين بمثابة صاحب لهم طول العمر، لأن الأمراض الروماتيزمية مزمنة وتصيب كبار السن من الرجال والسيدات، وبالأخص من يعانين السمنة، فضلاً عن إصابة الأطفال الذين تعرضوا للحمى فى أعوامهم الأولى به، وبالتالى يمثل عقار البنسلين لهم رفيقًا دائمًا حتى يتم القضاء على الروماتيزم». مها محمد، 28 سنة، مقيمة بشارع مصطفى باشا محافظة الفيوم، أصيبت بالتهاب اللوز المتكرر، منذ أن كان عمرها خمس سنوت، ثم أصيبت بالحمى الروماتيزمية فى سن العشرين، لتبدأ رحلتها مع الألم والإرهاق، وبعد فترة قليلة تعرضت لنوبة شديدة من الألم وبعرضها على الطبيب المتخصص أجرى بعض الفحوصات الطبية والتشخيص من خلال الموجات فوق الصوتية ليبلغها أنها مصابة بصمامات فى القلب، وتحديدًا الصمام الميترالى. تروى مها مأساتها ل«الصباح» قائلة إنها تعانى من التهابات وقىء، ولم يجد الطبيب سوى عقار البنسلين لوقف هذه المعاناة، مؤكدة أنه يعمل على حماية باقى الصمامات من التلف إلا أن اختفاء العقار من الصيدليات سبب كارثة. رحلة طويلة من البحث عن العقار المختفى خاضتها مها وأسرتها بالصيدليات المحيطة بها حتى أنها لم تجده بصيدليات المحافظة، وبعد الفشل فى الوصول إليه اضطرت لشراء نوع آخر يسمى ديبوسلين، وهو نوع مستورد ثمنه 95 جنيهًا بينما كان سعر البنسلين المختفى من السوق 8 جنيهات. أما نسمة سلامة، 21 سنة، مقيمة بمركز الواسطى محافظة بنى سويف، فقالت ل«الصباح»، إنها تعانى من مشكلة بالقلب والبنسلين طويل المفعول ضمن روشتها العلاجية، ونصحنها الطبيب المعالج بالمداومة على العقار كل 21 يومًا حتى تحديد ميعاد لإجراء عملية القلب المفتوح، إلا أنها فوجئت قبل أيام أثناء ذهابها لتناول الحقنة بمستشفى سانت تريز بمدينة بنى سويف بأنها غير موجودة. يتسبب الروماتيزم بعمل التهابات وآلام بالمفاصل، أو ربما يتسرب التأثير ليمتد إلى صمامات القلب. وقال محمد حسنى المقيم بفيصل الجيزة ل«الصباح»، إن ابنه يبلغ من العمر10 سنوات، ويعانى من الميكروب السبحى فى اللوذ الذى يجعله فى حالة حمى متكررة، مشيرًا إلى أنه ذهب إلى الطبيب لإجراء العملية لكنه رفض لأسباب أخرى، ونصحنى بأن يحقن الطفل بالبنسلين شهريًا لمدة 10 شهور. لكن الأب المكلوم زادت صدمته عندما وصل إلى الصيدلية لم يجد العقار ومنذ شهر خمسة الماضى وهو يبحث عن العقار الذى سحب فجأة من السوق، حتى فى الصيدليات الكبرى بالقاهرة والجيزة، وبعد بحث مميت حصل الأب على امبول من السوق السوداء. الدكتور كريم كرم، عضو المركز المصرى للحق فى الدواء، كشف ل«الصباح» أن عقار البنسلين ناقص فى الصيدليات، وهذا ما أدى إلى ورود شكاوى كثيرة من المرضى الذين يتناولونه، لافتًا إلى أنه من الأدوية الضرورية التى يستخدمه آلاف المرضى شهريًا، موضحًا أن السبب الحقيقى وراء نقص هذا العقار هو أن شركتى النيل للأدوية التابعة للقطاع العام، تنتجه بكميات قليلة، وهذا ما حدث أيضًا مع شركة المهن الطبية، كما أن العقار المستورد من نفس الصنف تستورده شركة أكديما، ولم يتم استيراده حتى الآن. وطالب كرم، وزارة الصحة والسكان بأن تطالب شركة النيل بإنتاج الصنف فورا لتغطية احتياجات السوق، والحل الثانى أن تقوم صيدليات الشركة المصرية لتجارة الأدوية ببيعه من منافذها حتى يتم تغطية العجز. من جانبها كشفت الدكتورة رشا زيادة رئيس الإدارة المركزية للصيادلة، أنه جار توزيع 160 ألف فيال من شركة النيل للأدوية، وجار إنهاء إجراءات الإفراج الجمركى عن كمية 2 مليون و722 ألف عبوة لطرحها فى السوق. مشيرة إلى أن هذا العقار كان به نقص فى الأسواق خلال الفترة الماضية بسبب إجراءات الشحن والتخليص الجمركى، حيث تم الانتهاء من هذه المعوقات.