السنة فى إثيوبيا 13 شهرًا.. وأديس أبابا متأخرة 7 سنوات عن العالم على الرغم من التطور الذى يشهده العالم وتوحيد التقويم الميلادى فى كل الدول، إلا أن دولة إثيوبيا لها طابع خاص فهى مازالت متمسكة بالتقويم الإثيوبى القديم أو ما يسمى بالتقويم القبطى هناك. وقبل أسبوع من الآن احتفلت أديس أبابا ببداية عام 2010 حيث يأتى هذا الاختلاف بسبب عدد الشهور والأيام بين السنة الميلادية والقبطية، حيث إنه البلد الإفريقى الوحيد الذى لا يزال يحترم التقويم القبطى ويقيم له احتفالًا، والذى يتأخر عن التقويم الميلادى بسبع سنوات نتيجة زيادة الأشهر القبطية ل13 شهرًا. ويحتفل الإثيوبيون بتقوس ومظاهر خاصة بالعام الجديد، حيث يسعى الشعب لارتداء الزى الشعبى الأبيض مثل التنورات الشهيرة للسيدات، وكذلك الرجال بالبدل البيضاء التقليدية المعروفة فى كل أرجاء إثيوبيا و يتزين الشارع والطرقات وكذلك الكنائس احتفالًا بالعام الجديد ببعض الزهور والورود الإثيوبية المميزة. وأدى قدوم العام القبطى الجديد لانتعاش حركة السوق فى الدولة بأكملها حيث زادت حركة البيع والشراء فى الأسواق والمعارض المختلفة استقبالًا للعام الجديد من ملابس وإكسسوارات وزينة وغيرها من مستلزمات الاحتفال المختلفة. وتعد إثيوبيا الدولة الوحيدة فى العالم التى لها تقويم خاص بها يختلف عن التقويم الميلادى فى عدد الشهور والأيام وخاصة شهر باغمى كما يسمونه باللغة المحلية الأمهرية حيث يعد شهر العجائب، وفيه لا يذهب الإثيوبيون للعمل ولا يدفع فيه أجور الموظفين حيث إنه شهر مقدس بالنسبة لمسيحيى إثيوبيا، يستحمى فيه الشعب فى الأنهار لمدة ستة أيام، وهى معتقدات لا تزال تستخدم حتى الآن. وعلى الرغم من تقدم دولة إثيوبيا بشكل كبير ومُلفت خلال السنوات القليلة الماضية إلا أنها لا تزال تستخدم التقويم الإثيوبى كتقويم رسمى للدولة بكل المكاتبات الرسمية. ويبدأ أول الشهور للتقويم الإثيوبى بشهر سكرم الذى يحتفل به الشعب بكل قبائله وأطيافه بالعام الجديد، كذلك تنتشر عبارة أقوطاطاش، وهى بالأمهرية ومعناها عام سعيد. وتمثل بعض مظاهر الاحتفال بالعام الجديد بدولة أريتريا أيضًا حيث إنها كانت دولة واحدة مع إثيوبيا حتى انفصلت قبل ربع قرن. وللتقويم الإثيوبى أسماء شهور خاصة به لا تتطابق مع التقويم الميلادى، وهى بالترتيب (مسكرم- طقمت- هدار- تاهساس- طر- يكاتيت- مغابيت- ميازيا- غنبوت- سنى- هملى- نهاسى- باغمى) وكل منها ثلاثين يومًا تساويًا ويختلف عنهم الشهر الثالث عشر فقط. وقد عدلت الكنيسة الرومانية ذلك التقويم فى عام 500 حتى استقر على أنه يتراوح بين سبع إلى ثمانى سنوات عن التقويم الميلادى ويرتبط ذلك أيضًا بموعد الفيضان السنوى لأنهار الهضبة حسب المعتقدات للقبائل الإثيوبية المختلفة. وليست الشهور فقط التى تختلف أسماؤها وعددها بل أيضًا السنوات فقد يسمونها الإثيوبيون كل سنة عن الأخرى فأحيانًا هى سنة يوحنا وأخرى متى وأخرى لوقا ومرقص وهى نسبة للأناجيل الأربعة للكنيسة الأرثوذكسية التى تتبعها دولة إثيوبيا وبقوة. وتتميز احتفالات رأس السنة الإثيوبية بكونها تأتى نهاية موسم الأمطار حيث تزين الجبال والوديان العالية بالزهور الصفراء الزاهية وتنتشر الزهور فى كل أرجاء البلاد حيث يحتفل الصغير والكبير والغنى والفقير بارتداء الملابس التقليدية الشعبية وتسريحات الشعر المختلفة والمتميزة بجدلات الضفائر متنوعة الشكل والباروكات المختلفة. ويتناول الإثيوبيون الأطعمة والمشروبات الوطنية مثل الأنجرة وهى الطبق الرسمى لدولة إثيوبيا وتنتشر الرقصات بالشوارع المختلفة حيث يشتهر الشعب الإثيوبى باللياقة العالية والجسم الممشوق الذى يتيح له التحرك بسهولة حيث تتميز دولة إثيوبيا بجوها المعتدل طوال العام حيث لا تزيد درجة الحرارة على 26 درجة كذلك ارتفاع أرضها ميزها بأمطار غزيرة أغلب شهور السنة. حيث تتميز بوجود أعلى مطار فى العالم عن سطح البحر، هو مطار أديس أبابا الدولى، الذى يكتظ بالمسافرين حيث يعد نقطة التقاء للعديد من الرحلات الدولية المختلفة لذا فهى تحظى أيضًا بعدد لا بأس به من السياح لزيارة الأماكن الأثرية المختلفة حيث تتمتع إثيوبيا بالعديد من المزارات الأثرية خاصة الكنائس التى يرجع تاريخها للعصور الميلادية الأولى كذلك الأماكن المختلفة من أشجار وحيوانات نادرة خاصة بمدينة أمهرة وبحر دار حيث منبع بحيرة تانا التى تتميز بجوها الرائع والمنظر الخلاب هناك حيث يهتم بزيارتها خلال فترة الاحتفالات العديد من الجنسيات أهمها الأوروبيون والأفارقة من مدن الجوار والفرنسيون والإيطاليون الذى حاولوا احتلالها منذ زمن البعيد ولكنهم فشلوا فشلًا ذريعًا. ومن أهم مظاهر الاحتفال الأكثر غرابة هى أكل اللحوم النيئة كتقليد متوارث لأجيال متلاحقة خاصة فى احتفالات الزواج ورأس السنة فى كل المناطق الإثيوبية خاصة لحوم البقر حيث تقدم مفرومة أو قطع صغيرة دون أن تطهى وليست فقط إثيوبيا التى تختلف بتقويمها عن باقى دول العالم من التقويم الميلادى فهناك أيضًا عدد من التقاويم التى تميز مناطق أخرى كالتقويم الأمازيغى والتقويم السريانى وغيرها مما نراه من دول العالم الأخرى. ويستغل العديد من أثرياء سكان دول الجوار هذه الاحتفالات للسفر إلى العاصمة أديس أبابا لقضاء العطلات والاستمتاع بمظاهر الاحتفال هناك خاصة الدول الحدودية كجنوب السودان والسودان وكينيا وأوغندا وإريتريا وغيرها حيث تعتبر إثيوبيا رخيصة بعض الشىء مقارنة بأسعار بلدانهم المختلفة حيث يسعى العديد من السياح لزيارة عدد من الأماكن المختلفة والمتميزة بالعاصمة أديس أبابا. وعلاوة على ذلك يوجد بالعاصمة أيضًا عدد من الأماكن المهمة مثل مقر الاتحاد الإفريقى ومقر البرلمان وسوق مركاتو بالإضافة لوجود عدد من المتنزهات والحدائق بالجبال الخضراء الخلابة. وتعد إثيوبيا ثانى بلد إفريقى من حيث عدد السكان والبلد العاشر فى ترتيب الدول الإفريقية من حيث المساحة حيث إنها دولة حبيسة لا يوجد بها مسطحات مائية حيث تقع فى الجزء الشرقى من قارة إفريقيا والقرن الإفريقى وتعد أشهر المدن الإثيوبية بعد العاصمة أديس أبابا مدينة بحر دار التى تقع على بحيرة تانا أعلى بحيرات القارة السمراء والتى كانت الحضارات القديمة تعيش على ضفافها كذلك مدينة أواسا حيث إنها تتميز بارتفاعها عن سطح البحر ومدينة جيجيا التى تشتهر بإنتاج البخور. ومن أهم ما تشتهر به الصناعة الإثيوبية هو البن الإثيوبى أو القهوة التى تتميز بطعم وطريقة عمل تميزها عن غيرها كذلك صناعة الفضة والشاى واللحوم والفواكه الاستوائية المتنوعة مثل الأفوكادو وأناناس وموز وغيرها.