تسيطر على العاملين بوزارة الأوقاف، وخصوصا كبار المسئولين والأئمة، حالة من القلق والترقب لدى عدد كبير بينما على العكس تسود بين عدد قليل منهم حالة من الفرحة. وذلك على خلفية نجاح البعض وفشل الآخرين فى الالتزام بخطة الوزارة فى بيع «صكوك الأضحية» للقادرين بهدف توفير لحوم الأضاحى لغير القادرين. ففى الإسكندرية، كان الوضع مشجعًا بحيث دفع نجاح التجربة الدكتور محمد مختار وزير الأوقاف، إلى صرف مكافأة شهر لمدير أوقاف الإسكندرية محمد العجمى، ووكيل المديرية الدكتور عبدالرحمن نصار، ومدير الدعوة، حسن عبدالبصير لنجاحهم فى تسويق الصكوك للقادرين. فيما كان الوضع على النقيض فى الشرقية، وبعض إدارات بمحافظات أخرى، لتخوفهم من تعليمات مسئولى الوزارة التى تعتبر عدم نجاحهم فى تسويق الأضحية تقصيرًا يستوجب الخصم. وهو ما شكا منه عدد من الأئمة دون ذكر أسمائهم خشية العقاب على تصريحهم بذلك، خصوصا أن تصريحات للدكتور زكريا الخطيب وكيل أوقاف الشرقيه السابق، حول الصكوك، دفعت الوزير إلى إصدار قرار بوقفه عن العمل. وكان الخطيب، قد أكد فى تصريحات له، أثارت غضب الوزير أن أحد البنوك يتلاعب بأموال المتبرعين لصكوك الأضاحى، دون أن يقدم دليلًا على ذلك. وهو ما دفع وزير الأوقاف إلى إصدار قرار بوقف «الخطيب» عن العمل وإحالته إلى التحقيق، على خلفية التصريح السابق. وردًا على تصريحات الخطيب، طالب وزير الأوقاف، فى بيان رسمى المتبرعين بالتأكد بأنفسهم أن الصكوك تذهب لمستحقيها من الفقراء والمساكين موضحًا أن الوزارة تشارك فى خطة توزيع لهذه الأضاحى بالتعاون مع وزارة التموين. من جهته، أكد الدكتور جابر طايع رئيس القطاع الدينى بالوزارة، أكد أن حصيلة بروتوكول صكوك الأضاحى الموقع بين وزارتى الأوقاف والتموين، وصلت أكثر من 12 مليون جنيه، فيما تبلغ قيمة الصك الواحد 1200 جنيه، حيث تم تجميع الصكوك بمعرفة أمام المسجد أو مدير الإدارة التابع لها وتم توريد قيمة الصك لكل من البنك الأهلى وبنك مصر. وأوضح طايع، أنه وفقًا للبروتوكول سيتم توزيع لحوم الأضاحى على بطاقات التموين، فالمشروع يستهدف إرسال اللحوم لمليون أسرة فقيرة بحيث تكون بمقدار كيلو لحوم للأسرة المكونة من 3 أفراد، أما البطاقة الأكثر من 3 أفراد فستحصل على 2 كيلو.لافتًا إلى أن الوزارة تسعى لتجميع 30 مليون جنيه، وذلك لأن قبول التبرع مستمر حتى ثالث أيام النحر. مشيرًا إلى أن هناك فريق عمل يعد قوائم المستحقين فى المناطق الأكثر فقرًا خاصة فى قرى ونجوع صعيد مصر. كما أن الوزارة ستعلن فى حينه عن مناطق التوزيع وكميات اللحوم الموزع وإعداد من يتم التوزيع عليهم بكل محافظة، فضلًا عن استيراد 200 ألف رأس ماشية لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين. لتحقيق الهدف الرئيسى من الأضحية ومواجهة محاولات البعض استخدام الأضاحى لتحقيق أهداف سياسية أو أى أهداف أخرى من الممكن أن تؤثر على فكر الشباب وتنفيذ أجندات تضر بمصالح الدولة.