بيطريون: الكلاب ليست السبب الوحيد لانتقال الفيروس تقارير الصحة العالمية: السودان من الدول الموبوءة بالسعار وكورونا والسل والدرن فى بداية العام الجارى، سجلت محافظة الوادى الجديد ظهور حالة مصابة بمرض سعار البقر بقرية الموشية بمركز الداخلة، وهو المرض الذى ينتقل من الذئاب والثعالب والكلاب للماشية، وقد ينتقل إلى الإنسان، وقبل أيام كشفت نتائج التحاليل التى أجراها معهد بحوث صحة الحيوان عن إيجابية إحدى العينات التى تم سحبها من أحد الأبقار المشتبه إصابتها بالمرض فى البحيرة. تصريحات لمسئولين يقابلها تشكيك من قبل نشطاء حقوق الحيوان وخبراء الطب البيطرى، عن تسبب الكلاب المسعورة فى إصابة الأبقار بمرض السعار الذى يظهر فى صورة أعراض غريبة شبه عدوانية على الماشية، وينتج عن تعرض الماشية للعقر من كلاب أو ثعالب أو ذئب مصاب بالمرض. وتكشف «الصباح»، عن حقيقة وجود علاقة بين الكلاب المسعورة، وإصابة الماشية بمرض السعار، خاصة فى ظل تأكيد تقارير رسمية لوزارتى الصحة والزراعة عن ارتفاع نسبة سعار الكلاب بصورة كبيرة فى مصر، واستخدام وسائل غير قانونية «وفقا لحقوقيين» فى قتل الكلاب المشتبه فى أنها مسعورة. البداية بتقرير نشرته وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى ممثلة فى معهد بحوث صحة الحيوان، والذى أكد إيجابية إحدى العينات التى تم سحبها من أحد الأبقار المشتبه إصابتها بالمرض، نتيجة تعرضها لعقر من الكلاب الضالة فى إحدى حظائر الماشية بالبحيرة، ما أدى إلى وفاة البقرة بعد انتقال الفيروس إليها. وأكد التقرير، إبلاغ الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، المنظمة العالمية للصحة الحيوانية OIE رسميًا بوجود مرض السعار لدى الحيوانات فى مصر، تمهيدًا لبدء إجراءات احترازية لاحتواء المرض خاصة بين الكلاب الضالة، بعد تقرير رسمى أصدرته وزارة الصحة عن وفاة 30 شخصًا بسبب المرض الناتج عن عقر أحد الكلاب الضالة، ويصل إجمالى عدد الوفيات بسبب مرض السعار 200 حالة وفاة خلال 4 أعوام فقط، فضلًا عن تعدد البلاغات اليومية من عدد من الجهات الحكومية. خبراء بيطريون وحقوقيون كشفوا عن أن السبب فى ظهور حالات من مرض سعار البقر، ليس عقر الكلاب للمواشى، ولكن استيراد شحنات من المواشى من دول موبوءة بالعديد من أمراض الحيوانات، منها مرض سعار البقر، بالإضافة إلى تهريب كميات كبيرة برعاية كبار التجار والمستوردين فى الدولة. دينا ذوالفقار الناشطة الحقوقية فى مجال حقوق الإنسان، قالت إن هناك عمليات تهريب على الحدود من السودان إلى مصر، يتم فيها تهريب ماشية مصابة بأمراض خطيرة، مؤكدة أن الحدود مفتوحة، ويمكن للمهربين إدخال أى حيوانات مصابة من السودان؛ لتحقيق ربح عالٍ مقارنة بالطريقة القانونية. وأضافت أن تقارير منظمة الصحة العالمية للحيوان، ووزارة الثروة الحيوانية بالسودان وغيرها، أعلنت رسميًا أنها دولة موبوءة بسعار الماشية عموما وليس البقر فقط، مؤكدة أن وضع سعار البقر فى السودان كارثى، ولابد من وقف عمليات تهريب الماشية لمصر، بإحكام القبضة الرقابية للجهات المسئولة. وأكدت «ذوالفقار»، أن ما رددته هيئة الخدمات البيطرية، عن أن سبب ظهور سعار البقر فى مصر هو الكلاب، غير صحيح تمامًا، خاصة أن الهيئة لا تتبع النظام الأمثل فى الحجر البيطرى، موضحة أن فترة الحجر البيطرى للحيوانات المستوردة أسبوع أو أسبوعان فى المحاجر السودانية بأكبر تقدير، و48 ساعة فى محجر أبوسمبل بمصر، وهى فترة قليلة جدًا لظهور الأمراض على الحيوانات المستوردة أو اكتشافها. الدكتور لطفى شاور، مدير مجازر السويس الأسبق، قال إن مرض السعار تم اكتشافه منذ ألفى عام، وأن هيئة الخدمات البيطرى أعلنت وجود السعار فى مصر منذ يومين، لكنها فى نفس الوقت تستخدم سم سلفات الاستركنين لقتل الحيوانات الضالة بحجة أنها مسعورة، مؤكدًا أن هناك تناقضًا كبيرًا فى تصريحات مسئولى الحكومة. وأشار «شاور»، إلى أن مرض السعار مرض فيروسى خطير ذو منشأ حيوانى يصيب الحيوانات ذات الدم الحار مثل الإنسان والفصيلة الكلبية «الكلاب والثعالب والذئاب»، وأيضًا يصيب الماشية والخفافيش، موضحًا أن الحيوانات ذات الدم الحار دائرتها متسعة، مشيرًا إلى أن الكلب كائن من ضمن العديد من الكائنات التى تنقل وتصاب بهذا المرض، ومنها الثعالب والماشية والذئاب والنمس والقطط. وأوضح أن داء أو سعار الكلب 55 ألف شخص على مستوى العالم سنويا، منهم 95فى المائة فى آسيا وإفريقيا، موضحًا أن ذلك دليل يؤكد ضرورة القضاء على المرض والسيطرة عليه، مشيرًا إلى أن الإصابة بالسعار بالنسبة للمواشى أو الإنسان لا تكون شرطًا بسبب عضة كلب، لكن تكون نتيجة أى خدش أو جرح بالجسم، ويتم تلوثه بفيروس بلعاب أى حيوان محمل الفيروس، الذى يعنى فى اللغة الأجنبية «الجنون». واستكمل «شاور» حديثه بأن مقاومة السعار يجب أن تشمل جميع الحيوانات ووقايتها لأنها جميعها مهددة بالإصابة به، ومن النادر أن ينتقل المرض من إنسان إلى إنسان، إلا فى حالات نقل الأعضاء، موضحًا أن مرض السعار ليس له علاج، لكن يتم أخذ جرعات وقائية للوقاية من المرض. وقال أحد أعراب الوادى الجديد، ويدعى عمر عيد، ل«الصباح»، أن الحكومة تشن هجمة شرسة على الكلاب لقتلها، رغم أنها خط الدفاع الأول للحماية من الثعالب الحمراء الحاضنة للسعار التى بدأت تغزو واحات الوادى الجديد والمناطق الصحراوية، موضحًا أن الكلاب أيضا تحميهم من الفئران الجبلية وغيرها. وأكد «عيد» أن الطب البيطرى يطلب مليار جنيه لمكافحة سعار الكلاب نادر الوجود، لكنها أهملت باقى الحيوانات الناقلة لمرض السعار، وتاركة أعمال التهريب للحيوانات من الدول الموبوءة بصورة كبيرة. الحقوقية دينا ذوالفقار، أكدت أيضًا أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية مستمرة فى المنهج غير العلمى لاستيراد سم الاستركنين الثابت، موضحة أن الهيئة تستورد سنويًا حوالى 300 كيلو سم الاستركنين، والذى يتراوح سعر الكيلو منه ب20 ألف جنيه، ويتم استيراده بالدولار، عن طريق الممارسات، أما مديريات الطب البيطرى تستورد أيضا نفس الرقم وأكثر عن طريق المناقصات، موضحة أن هذا السم ثابت ضرره على البيئة وصحة المواطن». وأشارت إلى أن الهيئة تضرب عرض الحائط بالتوصيات العلمية، وتضرب عرض الحائط بتوصيات لجنة البيئة والطاقة بمجلس النواب، وكذلك تتجاهل تقارير مراكز السموم المعتمدة فى العالم، وتصر على منهج غير علمى، مطالبة جميع الموردين - الامتناع عن المشاركة فى ممارسات أو مناقصات الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومديريات الطب البيطرى لتوريد سم سلفات الاستركنين». وكانت لجنة الاستماع بمقر لجنة البيئة والطاقة بمجلس النواب فى جلستها يوم الإثنين الموافق 12 ديسمبر 2016، قد أقرت وقف استخدام سم سلفات الاستركنين من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وطلب تقرير مفصل عن الكمية المستوردة «السعر - الاستخدام» خلال الخمس سنوات الماضية، وتشكيل لجنة مشتركة من مجلس النواب لجنة البيئة والطاقة ولجنة الزراعة لتطبيق التوصيات العلمية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة الحيوانية والتحالف العالمى للقضاء على السعار بحيث يكون عام 2030 إفريقيا خالية تمامًا من السعار». وكشفت «ذوالفقار»، عن أن وزارة الصحة ممثلة فى الشركة للقابضة «فاكسيرا» تستورد ب 52 مليون دولار سنويًا مضاد لعض الكلاب المسعورة، بدون تحاليل معملية، موضحة أن هناك من يتعاطى هذا الدواء خوفًا من العقر والسعار، وعددهم 360 ألف حالة، ما يعنى أن هذا العدد تم عقره من الكلاب بالنسبة للخدمات البيطرية، رغم أن هناك حيوانات أخرى تعقر، مضيفة أن الهيئة بمجرد أن يأتى لها شكوى تعتقد أن هذا سعار وتنزل لتقتل الكلاب. ووفقًا لشهاب عبدالحميد، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للرفق بالحيوان، فإن عدد الكلاب الضالة فى شوارع مصر يتجاوز ال15 مليون كلب، مشيرًا إلى أنه طبقًا للتقارير الرسمية حالات عقر من الكلاب الضالة تجاوزت 300 ألف حالة سنويا». بينما تقدر الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة عدد الكلاب المرخصة ب35 ألف كلب على مستوى الجمهورية، وتتولى مديرية الطب البيطرى فى كل محافظة منح رخصة الكلاب، من خلال حلقة معدنية صغيرة تعلق فى رقبة الكلب، وتكمن أهميتها فى إعفاء صاحب الكلب من المساءلة القانونية التى يمكن التعرض لها فى حالة اعتداء الكلب على آخرين، بالإضافة إلى المطالبة بتعويض فى حالة قتل الكلب من قبل أى شخص بما فى ذلك الدوريات الشرطية. وكشف تقرير رسمى أصدرته وزارة الصحة عن تزايد أعداد الأشخاص المصابين بعقر الكلاب، مشيرًا إلى أنه تم رصد أكثر من مليون و360 ألف حالة عقر خلال 4 أعوام، بمتوسط سنوى يصل إلى 370 ألف حالة «عقر»، حيث احتلت محافظة البحيرة المركز الأول بإجمالى 39 ألف حالة عقر كلاب، و27 ألف حالة عقر بمحافظة الجيزة، و26 ألف حالة بالشرقية، وتتساوى محافظة القاهرة والمنوفية فى عدد حالات الإصابة بعقر الكلاب بإجمالى 23 ألف حالة عقر العام الماضى، بينما بلغ عدد حالات العقر بمحافظة الدقهلية 21 ألف حالة، ثم الإسكندرية بإجمالى 21 ألف حالة. إلى ذلك، واصلت الهيئة العامة للخدمات البيطرية تنفيذ خطتها لمكافحة مرض السعار من خلال إنشاء منظومة متكاملة لمكافحة المرض بدأت قبل عامين، معتمدة على التحصين الدورى للكلاب المسجلة، البالغة 25 ألف كلب وقطة، فضلًا عن تحصين الحيوانات المخالطة للكلاب فى التربية الريفية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة، ويتم تحصين الكلاب المملوكة للأفراد والمؤسسات وتحصين الكلاب المخالطة للحيوانات «المعقورة»، والتواصل مع مندوب مكتب المنظمة العالمية للصحة الحيوانية «OIE» لتوفير تحصينات يمكن استخدامها للحيوانات البرية.