مالى تجهز المساجد ل«التراويح».. وشوارع بوركينا فاسو تتجمل موائد للفقراء بكوت ديفوار.. والنيجر تشاهد المسلسلات السودان تشرب «الحلو مر».. والصومال تترجم القرآن قبائل القارة تستطلع هلال رمضان فى الآبار وفوق الجبال أجواء روحانية تتميز بها القارة الإفريقية خلال شهر رمضان الكريم، ورغم اختلاف العادات والتقاليد بين دول القارة، إلا أنها تتشابه خلال الشهر الفضيل، خاصة فى الدول الإسلامية أو التى يقطنها أغلبية مسلمة، مثل الصومال ومالى وموريتانيا ومدغشقر وغيرها من الدول. مالى 90 فى المائة من سكان مالى يدينون بالإسلام، ويعنى شهر رمضان الكثير للشعب المالى فى مختلف المدن والقرى، خصوصًا من الناحية الدينية، فالشهر الفضيل له طابع روحانى خاص، حيث يتكاتف الجميع لتجديد المساجد، وإعدادها للصلوات مثل تنظيف السجاد، والحصير، والمراحيض، والساحات، والتجهيز لعدد كبير من الأنشطة الاجتماعية والدينية، التى يشارك بها أغلب سكان المدن والقرى على حد سواء، أما عن الأكلات وأشهرها فى رمضان فنجد موائد الرحمن المتعارف عليها فى بلادنا تنتشر هناك أيضًا، لكن مع اختلاف أصناف ونوعية الأطعمة المقدمة، فنجد العصيدة و«كينكيليبيا» والتمور والأرز باللحم وغيرها من الأطباق الشهية. بوركينا فاسو يدين 65٪ من سكان بوركينا فاسو بالإسلام، ويبدأ المواطنون التحضير لشهر رمضان قبله بفترة كبيرة، حيث تتزين الشوارع، وتنتشر الأناشيد وحلقات الذكر بالمساجد المختلفة، علاوة على ابتعاد أغلب المسلمين عن مشاهدة التليفزيون، عكس ما يحدث فى مصر أو الدول العربية، بالإضافة إلى انخفاض معدل استهلاك السلع والمنتجات، إلا للضرورة، على غير عادة شعوب الدول العربية، حيث تعد الولائم بصورة فيها إفراط فى استهلاك الأطعمة والمنتجات. كوت ديفوار لا تتجاوز نسبة المسلمين فى كوت ديفوار ال 38٪، لكن مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم تغلب على كثير من المدن والقرى، إذ تنتشر الزينات بألوانها المبهجة داخل المساجد والشوارع، علاوة على وجود موائد للمحتاجين، كما تنطلق فى رمضان والقوافل الطبية الخيرية، فى إطار الاهتمام بصحة الصائمين خصوصًا النساء الحوامل والأطفال وكبار السن. النيجر فى النيجر الوضع مختلف تمامًا عن باقى الدول فى القارة السمراء حيث تتعدى نسبة المسلمين بها ال 80٪، ويعشق سكانها الأعمال الدرامية والبرامج التليفزيونية التى تجتاح إعلاناتها الشوارع وواجهات المبانى هناك. مدغشقر وفى مدغشقر لا تتجاوز نسبة المسلمين ال 2٪، إلا أن المساجد تمتلئ بحلقات الذكر والدروس، ورغم اختلاف الأعراق والألوان والأشكال إلا أن «الصيام» يوحد مواطنى مدغشقر. السودان مثل كثير من الدول الإسلامية يترقب الشعب السودانى حلول شهر رمضان، ويدخرون له ما طاب من المحاصيل الزراعية والبقوليات والتمر منذ وقت مبكّر، وقبيل حلول الشهر العظيم يقوم السودانيون بشراء التوابل وقمر الدين، ويعدون شراب «الحلو مر» والذى يصنع من عدة مواد أهمها الذرة والتوابل وغيرهما، وتحتوى المائدة السودانية على بعض الأكلات المقلية والحلويات والعصيدة، وأنواع عديدة من المشروبات المحلاة والعصائر وسلطة الروب، وتتميز السودان بإفطار الناس فى المساجد والساحات التى تتوسط المنازل والأحياء والطرقات تحسبًا لوجود مارة أو عابرى سبيل. الصومال يستقبل الصوماليون الشهر الكريم بالطلقات النارية، ويعتكفون بالمسجد خلال الليالى العشر الأواخر فى المساجد، بالإضافة لحلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم وتفسير الأحاديث، ويقوم الوعاظ بترجمة فورية للقرآن من اللغة العربية إلى الصومالية، ويشكل اللبن والفاكهة جزءًا أساسيًا من المائدة الصومالية، خاصة فى المناطق الجنوبية، ويعتمد السكان فى السحور على الحليب والشعرية والمكرونة، والفواكه الاستوائية كالأفوكادو والباباى. جزر القمر وفى جزر القمر، يسهر الناس على السواحل حتى الصباح بدءًا من شهر شعبان استعدادًا لشهر رمضان، وفى الليلة الأولى من الصيام، يخرج الناس حاملين المشاعل ويتجهون إلى السواحل حيث ينعكس نور المشاعل على صفحة المياه ليصنع حالة روحانية صوفية ويضربون الطبول إعلانًا عن قدوم رمضان، وابتهاجًا به ويظل السهر ممتدًا حتى موعد السحور، ومن أشهر الأطعمة الرئيسية هى «الثريد»، إضافة إلى اللحم والمانجو والحمضيات ومشروب الأناناس. جنوب إفريقيا رغم اختلاف الأجناس والأعراق بجنوب إفريقيا من هنود، وماليزيين، وإندونيسيين، وأفارقة، إلا أن شهر رمضان يتميز بتنوع المظاهر الروحية، من حيث اختلاف الأطعمة حيث يكثر الهنود الحمر المسلمون من استعمال التوابل الحارة فى إعداد الوجبات والمشروبات الهندية مثل «الجانجوى» و«الحريرة» كنوع من العودة إلى الجذور والحنين إلى الماضى نيجيريا وتختلف مظاهر الاحتفال برمضان فى نيجيريا التى يدين أكثر من سكانها80٪ بالإسلام، إذ تقيم القبائل الكبرى «الجوريا» و«الأمالا» و«الأيباما» الذين يتبعون المذهب المالكى، احتفالات جماعية، أما عن شخصية «المسحراتى» فى نيجيريا فليس فردًا وحيدًا هو من يتولى عملية إيقاظ الناس، لكن هناك مجموعات تسمى «فرق الإيقاظ» يتجولون بين المنازل لإشعارهم بدخول وقت السحور، ومن الأكلات المشهورة فى السحور «التو»، وهى عبارة عن صلصة الأرز والخضار، و«العصيدة» ثم اللبن والشاى. تنزانيا فى تنزانيا يستعد المسلمون لاستقبال الشهر الفضيل منذ حلول نصف شهر شعبان من خلال تزيين الشوارع والمحال التجارية والمساجد وبالأضواء، وتزداد الزيارات العائلية، ويهتم المسلمون التنزانيون بالصوم من خلال تعويد الأطفال على الصيام من سن 12 عامًا، ويعتبرون الجهر بالإفطار فى نهار رمضان من أكبر الذنوب، وتغلق المطاعم أبوابها فى نهار رمضان ولا تفتح إلا مع صلاه المغرب. الكاميرون وفى الكاميرون يحرص المسلمون على عادات أصيلة، وهى عدم غلق أبواب المنازل طوال شهر رمضان استعدادًا لاستقبال أى صائم، ويعد التمر طبقًا رئيسيًا على المائدة الرمضانية هناك، وإن كانوا يكثرون من تناول اللحوم والأسماك فى هذا الشهر الكريم. تشاد وفى تشاد تنتشر العديد من الأكلات منها «المديدة» التى تعتبر الأشهر شعبيًا، ومشروبات أبرى التى تصنع من الدقيق بعد خلطها ببعض التوابل الحارة.
إريتريا وفى إريتريا يتسابق الناس لإحضار الأطعمة للمساجد فى أيام الجمعة والإثنين، رحمة على أمواتهم، ابتداء من الخامس عشر من رمضان، وتكتظ المساجد دائمًا بالمصلين رجال ونساء، وأول ما يقدم للصائم فى وجبة الإفطار هى «المديدة» الساخنة المخلوطة باللحم، والكسرة والعصيدة. جيبوتى وفى جيبوتى يستقبل المسلمون شهر رمضان بعادات وتقاليد مميزة بحكم موقعها الجغرافى والتاريخى وتراثها الحضارى، تتمثل فى ذبح الذبائح وتوزيع لحومها على الفقراء فبمجرد رؤية هلال شهر رمضان تظهر أضواء الألعاب النارية، وتضاء منارات المساجد، وتبث الإذاعة برامج مختلفة ترحيبًا بالشهر الكريم. كينيا وتعتبر كينيا التى يشكل المسلمون يمثل المسلمين نسبة 35 فى المائة من إجمالى السكان، أشد الدول تمسكًا بتقاليد الشهر الكريم، إذ يحرص مسلمو كينيا على التقاليد، وتتبادل الأسر الإفطار الجماعى، وتصلى التراويح، وتشهد المساجد ازدحامًا شديدًا لختم القرآن، ويتناول السكان الأطعمة ذات المحتوى السكرى فى رمضان، ويقومون بشواء البطاطا الكبيرة المليئة بالنشويات.