مباحث التموين: 26 مليون قطعة غيار مغشوشة.. و 29 مليونا مجهولة المصدر حصيلة عام واحد أسرار أوكار البيع فى وكالة البلح وعزبة شلبى وسكة المحلة عماد نجيب، 32 سنة، محاسب، اشترى موتور سيارة نوع1600 سى سى بالفتيس، لسيارته التويوتا كورولا موديل2007 من أحد تجار قطع غيار السيارات فى سوق وكالة البلح، وفوجئ بعد ذلك أنه مسروق، حين اكتشف صديقه لما رأى الموتور أنه موتور سيارته الذى سرق منذ 4 أشهر،وقتها تيقن عماد أنه وقع ضحية لعملية نصب. تجارة قطع غيار السيارات المسروقة أصبحت رائجة فى مصر، فأصبح لها أسواقها وتجارها وزبائنها، ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات وعزوف المستهلك عن شرائها جعل من تجارة القطع المسروقة بديلً أمام المستهلك. قصة أخرى، كان بطلها أحمد شكرى، موظف، وقع ضحية لتجار قطع غيار السيارات المسروقة، حين اشترى فلاتر وخراطيم لسيارته من سوق سكة المحلة بمدينة طنطا، واكتشف فيما بعد أنها مسروقة من سيارة أحد زملائه فى العمل، كانت سيارته سرقت من مدة وتم تفكيكها وبيعها قطع غيار لتجار بالسوق. شادى أنس، مدرس، اشتكى من انتشار قطع الغيار المغشوشة والمسروقة فى السوق، وحكى«اشتريت قبل كده خرطومًا للعربية من تاجر وبعد كده عرفت أنه مسروق »، موضحًا أن أسعار قطع غيار السيارات شهدت ارتفاعًا كبيرًا خلال الفترة الماضية بسبب ارتفاع الدولار وفرق العملة، قائلآ«نضطر لشراء قطع الغيار الرديئة لرخص ثمنها مقارنة بالقطع الأصلية .» سكة المحلة عدة أسواق سيارات فى مصر يوجد بها عدد من تجار قطع غيار السيارات المسروقة منها سوق سكة المحلة بمدينة طنطا، هذا السوق الذى ينتشر به محلات بيع قطع غيار السيارات بشكل ملحوظ، وهو معروف على مستوى المحافظة بالكامل، إنه أحد أكبر أماكن لبيع قطع غيار السيارات. وقال سعيد شتا، أحد تجار قطع غيار السيارات بالسوق إنه لا يعمل بقطع غيار السيارات المسروقة أو المضروبة لكن هناك بعض تجار السوق يعملون بالقطع المسروقة، حيث يتم سرقتها من سيارات داخل المحافظة أو خارجها ويتم بيعها لبعض تجار السوق الذى بدوره يبيعها للمستهلك العادى، وذلك لتحقيق مكاسب، دون أن يوضع فى الاهتمام مصلحة المستهلك. عيد شناوى، تاجر قطع غيار، قال «هناك بعض التجار وأصحاب المحال بالسوق يتعاملون مع لصوص سيارات، حيث يتم سرقة السيارة وتفكيكها وبيعها كقطع غيار منفصلة لتجار السوق، الذين يعرضونها بمحلاتهم ويشتريها منهم المستهلك والذى يتفاجأ بعد ذلك أنه مسروقة، وأكثر من واقعة حدثت بهذا الشكل .» وأوضح عيد أن كل شىء فى السيارة يمكن سرقته وبيعه أيضًا بما فيها الموتور والشاسيه، لكن يمكن اكتشاف أنها مسروقة بعد ذلك لوجود رقم على الموتور والشاسيه، وأيضًا يمكن سرقة مساعدى السيارة وطلمبة البنزين والبوجيهات والفلاتر والكاوتش والخراطيم والبطاريات التى تكثر حالات سرقتها. وأشار عيد إلى أن «معظم قطع الغيار الموجودة فى السوق صينية، والقطع مضمونة المصدر توجد داخل مراكز الصيانة المعتمدة وتوكيلات السيارات »، مؤكدًا أن ارتفاع أسعار قطع الغيار المستوردة بسبب الدولار دفع الجمهور إلى اللجوء لشراء قطع الغيار المضروبة رخيصة الثمن والمسروقة أيضًا، وأن قطع الغيار الصينى هى البديل الذى يلجأ إليه معظم المواطنين. وكالة البلح من سوق سكة المحلة بمدينة طنطا، إلى سوق وكالة البلح بمنطقة بولاق أبوالعلا بمحافظة القاهرة، والمعروف أيضًا بأنه أحد أسواق قطع غيار السيارات المسروقة، قابلت «الصباح »عز أبوع اء، أحد تجار قطع الغيار، أكد أن السوق يعتبر هدفًا لعدد كبير من تجار القطع المغشوشة والمسروقة نظرًا لشهرته فى مجال بيع قطع الغيار بشكل عام، وأن هناك عددًا من تجار السوق يتعاملون مع عصابات ومجموعات متخصصة فى سرقة السيارات أو أجزاء منها، حيث يتم تفكيكها قبل أن تصل الوكالة داخل أحد المخازن ويتم تقطيعها وفصلها، ليصبح كل جزء منفصلً عن غيره، ويتم عرضها بشكل ىطبيعى بمحلات هؤلاء التجار بالسوق ويتم خداع زوار السوق والمستهلكين، خاصة القادمين من المحافظات الأخرى، بأن هذه القطع أصلية وبالفعل يتم بيعها لهم. واستطرد عز «قطع الغيار الصينية تغزو السوق لارتفاع سعر القطع المستوردة ذات الماركات المعروفة، وبشكل عام هناك ركود فى حركة البيع والشراء بأسواق قطع الغيار لارتفاع أسعارها خاصة خلال الفترة الأخيرة .» عزبة شلبى سوق عزبة شلبى بمنطقة مسطرد بمحافظة القاهرة، أحد أشهر أسواق بيع قطع غيار السيارات، وهذا السوق تم إقامته منذ بداية تسعينيات القرن الماضى.. السوق يعمل به عدد كبير من العمال والشيالين والصنايعية، ويعتبر سوقًا لكل ما يخص السيارات من قطع غيار وكماليات وإكسسوارات، وهناك التقينا مع شحتة زينهم أحد تجار قطع الغيار بالسوق، الذى قال «معظم التجار هنا يعملون فى تجارة قطع السيارات المستعملة والخردة وأيضًا أجزاء السيارات القديمة »، مضيفًا أن عددًا من التجار بالسوق يعملون فى قطع السيارات المسروقة، والتى يتم سرقتها من السيارات على يد المجرمين لتباع فى السوق على أنها استعمال خارجى. وأوضح شحتة أن سيارات بأكملها يتم سرقتها ويتم أخذها إلى أحد المخازن وهناك يتم تقطيعها وتفكيك أجزائها، فيكون الهيكل منفردًا والموتور والكماليات كل شىء منفصلً ويتم بيعها فى أحد المحال بالسوق لمستهلكين يأتون من خارج القاهرة ومن داخلها أيضًا. منطقة الحرفيين بالقاهرة أيضًا أحد أسواق بيع قطع غيار السيارات المسروقة، وتعد منطقة الحرفيين أحد أكبر المناطق التى يتم فيها تصليح وصيانة السيارات على مستوى الجمهورية. وقائع المحضر رقم 52 المحرر بقسم أول سوهاج يوضح وجود أشخاص تخصصوا فى بيع قطع غيار السيارات المسروقة، حيث تم ضبط عمرو أحمد، سائق، أثناء بيعه 9 رادياتيرات سيارة لأحد تجار قطع الغيار، واعترف أنه قام بسرقتها، وتبين أنها كان قد تم التبليغ عنها بالمحضر رقم 14657جنح مركز سوهاج. وفى 24 فبراير الماضى، ضبطت قوات أمن الجيزة مخزنًا لتجميع السيارات المسروقة بالمنطقة الجبلية بمركز الصف بمحافظة الجيزة، وقبضت على متهمين بحوزتهم 30 سيارة مسروقة، وكانوا يجهزون لتفكيكها وبيعها كقطع غيار لبعض تجار قطع غيار السيارات، وتبين أن المتهمين يسرقون السيارات من عدة أماكن متفرقة ويجمعونها فى مدينة الصف. المحضر رقم 2004 المحرر بقسم شرطة النزهة بالقاهرة، والمحضر رقم 13572 جنح قسم شرطة بولاق الدكرور، والمحضر رقم 8436جنح مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، تكشف جميعها عن وقائع سرقة سيارات من قبل بعض الأشخاص وكان يتم التجهيز لتفكيكها وبيعها لتجار قطع غيار السيارات. إحصائية وكشفت مباحث التموين عن تقرير تضمن أنه خلال عام 2015 كان هناك 25 مليونًا و 959 ألفًا و 967 قطعة غيار مغشوشة لسيارات، وتم تحرير492 قضية بشأنهم خلال العام نفسه. وأشارت مباحث التموين فى تقريرها إلى أن عدد قطع غيار السيارات مجهولة المصدر وصل إلى 29 مليونًا و 835 ألفًا و 747 قطعة، وأن عدد القضايا الذى حرر بشأنهم 494 قضية. من جانبه قال دسوقى سيد، رئيس شعبة قطع غيار السيارات بالغرفة التجارية بالقاهرة «لفتح محل لتجارة قطع غيار السيارات يستلزم أن يتم استخراج رخصة تجارية وسجل ضريبى، ويتم أيضًا التسجيل بشعبة قطع غيار السيارات بالغرفة التجارية، لتيسير الرقابة على المحال، ومتابعة نشاطها »، موضحًا أن معظم قطع الغيار الموجودة فى السوق يتم استيرادها من الصين لانخفاض أسعار منتجاتها بالمقارنة مع القطع الأصلية. تؤدى إلى النمو السريع للمحاصيل خريطة تجارة قطع غيار السيارات المسروقة.