مسئول بالأزهر: المستشار الدينى للرئيس يدعم آراء السلفيين ويسير على خطى الألبانى كبير ائمة الشرقية: الأزهرى انتقد الشيخ بشكل فيه تجريح فى إطار المعركة الخفية بين أسامة الأزهرى، المستشار الدينى لرئيس الجمهورية وبين الأزهريين الذين يتهمونه بالتطلع لمنصب شيخ الأزهر، خلفًا ل«أحمد الطيب»، اتهم مصدر مسئول بجامعة الأزهر، الأزهرى باعتناق الفكر السلفى، رابطًا بين هجوم الأخير على الداعية الراحل عبدالحميد كشك، وبين اعتناقه للسلفية. وأضاف: «الأزهرى هاجم الشيخ كشك ووصفه بأنه أصبح الخطيب الأول فى العالم العربى والإسلامى لاعتماده فى خطابه على الصياح والهياج، بالإضافة لتعليقاته السطحية والمبتذلة، كما أنه لا يملك مدرسة فكرية أو علمية تسعفه عند الحاجة»، مؤكدًا أن الأزهرى يردد نفس كلام المتحدث السلفى الشهير ناصر الدين الألبانى. وقال المصدر «الألبانى هاجم كشك فى أواخر عام 2010، فى شريط كاسيت ضمن سلسلة (الهدى والنور) فى الشريط رقم 34 و304، حيث قال نصًا: كشك حَوَّاش وقَصَّاص ليس بعالم، فهو قصاص، طبيعته جمع الناس حوله لينبسطوا من كلامه، لكن مهما حضر الواحد منهم جلسات هؤلاء القصاصين، اسألوا بعد سنين ما هى معلوماتك التى استفدتها فيما يتعلق بمعرفة الحلال والحرام، والمكروه والمستحب، وإلى آخر ما هنالك من أحكام شرعية لن يجاوبك لأنه لا يخرج من هذه الدروس بشىء». وأشار المصدر إلى أن المستشار الدينى لرئيس الجمهورية، يردد كلام السلفيين على الرغم من ظهوره أمام الناس على أنه عالم أزهرى وسطى معتدل، متسائلًا: «لماذا يسىء الأزهرى لشخص يعلم تمامًا أنه لن يستطيع الرد عليه». وفى ذات السياق، أعرب عدد من الأزهريين وعلماء الأوقاف، عن استيائهم من هجوم الأزهرى على الشيخ كشك، واتهامه بأنه رجل سطحى ومبتذل، إذ قال الدكتور حسن الجناينى من كبار الباحثين بالأزهر، وصديق الشيخ كشك الذى لازمه قبل وفاته «هجوم المستشار الدينى لرئيس الجمهورية على العلامة الراحل فيه ظلم شديد للشيخ كشك، فتصريحات الأزهرى لا يصح أن تخرج من رجل مثله، فهل من باب الأدب أن نطعن فى العلماء بعد مماتهم؟، فكل شخص يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا النبى صلى الله عليه وسلم». وأضاف أن الشيخ كشك قامة علمية وفكرية لا يستهان بها، وقد هدى الله على يديه الكثير من الناس والكثير من العلماء تتلمذوا على يديه، واستطرد: «أنا كنت أحضر الدروس الدينية التى كان يلقيها فى مسجد عين الحياة بحدائق القبة تحت عنوان (هنا مدرسة محمد)، وظل يخطب فى هذا المسجد لأكثر من 20 سنةً، ومن شدة حب الناس له كان الناس يجلسون فى الشوارع للاستماع إليه، وكان رجال المرور ينظمون الطرق قبل الجمعة بساعات من كثرة أعداد المصلين الذين يأتون من مختلف المحافظات مصر، لذلك لقب ب«خطيب الغلابة»، كما أطلق عليه أيضًا «أسد المنابر» لأنه كان يفسر القرآن بشكل بسيط يفهمه عوام الناس، وقد ألقى أكثر من 2000 خطبة، وكان يختم القرآن الكريم كل 10 أيام، ويكفيه أنه قبض وهو ساجد لله عز وجل». ومن جانبه أكد الدكتور حامد أبوطالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الشيخ كشك علامة كبير، وعمل لأكثر من 40 سنة فى مجال الخطابة، وله آلاف الخطب المسجلة، ويحبه الكثيرون، مضيفًا أنه كان متمكنًا فى اللغة العربية فلم يخطئ مرة واحدة فى اللغة، لذلك لقب ب«فارس المنابر»، بالإضافة إلى أنه عالم أزهرى كبير تخرج فى كلية أصول الدين، وعين معيدًا بها، لذلك لا يليق لشخص مهما كان أن يطعن على سيرته الطيبة. وأشار الشيخ عطية على، كبير أئمة الشرقية، إلى أن «الأزهرى انتقد كشك بشكل لاذع فيه تجريح، مضيفًا أنه كان من الأولى أن يذكر إيجابيات الشيخ -رحمه الله- وما قدمه للدعوة الإسلامية من خدمات، ومن أسلوب عظيم استحق من خلاله أن يلقب بأسد المنابر، فهو لم ينافق فى يوم من الأيام الحكام ولم يأكل على جميع الموائد كما يفعل البعض». ومن جهته قال الشيخ محمد مندور من علماء الأزهر «الأزهريون لا يعترفون بأغلب آراء الشيخ الألبانى لأنه سلفى متشدد، وسبق أن أفتى بأن الأشاعرة والماتريدية يريدون إخراج الناس من الملة.. فلماذا يردد الأزهرى كلام الألبانى الذى يعد المرجع الأول للسلفية»، مضيفًا أنه «ليس من الدين الهجوم على شخص لا يستطيع الدفاع عن نفسه». وأضاف الدكتور محمد مأمون ليلة، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، «الشيخ كشك -رحمه الله- عالم جليل يخطئ ويصيب، وله إسهاماته الواسعة فى الصحوة الإسلامية، وأثر عظيم على جمهور عريض من المسلمين بأسلوبه الذى لم يأت أحد بعده بمثله»، مضيفًا أنه «كان من الأئمة القلائل الذين عاصروا الواقع وتكلموا عنه، وأما أسلوبه الذى يراه البعض يعتمد التهييج والإثارة والتكلم على أناس بأسمائهم، فهذا له فقد لا يُوافق الرجل على بعض ما قاله، لكن هذا له أسبابه الفكرية والمنهجية التى أثرت عليه».