15ألف مسجد تمتلكها الدعوة السلفية ..مفتوحة24ساعة وتقدم دروساً يومياً برهامى المرجع الأول للسلفيين على الإنترنت ..وعبدالعظيم والشحات أشهر شيوخ الفتاوى الشاذة فى ظل «فوضى الفتاوى»، واستغلال بعض المتشددين للكثير من الفتاوى الشاذة لتبرير عمليات القتل واستهداف المدنيين ومؤسسات الدولة، تسعى الدولة لمحاربة تلك الفتاوى الشاذة، عبر تجديد الخطاب الدينى لمواجهة التيارات المتطرفة، خاصة بعد تصدر غير المختصين للمشهد الدينى. فيما يعد التيار السلفى، أحد أخطر التيارات المتطرفة، والتى فشلت الطرق التقليدية فى مواجهة تمدده داخل المجتمع ، بعدما استطاع التوغل داخل هذا المجتمع، الذى يعانى من الفقر والجهل، وهى الأدوات التى تسهل من مهمة التطرف وتمكنه من السيطرة بصورة أكبر. ورغم إطلاق الرئاسة مبادرة تجديد الخطاب الدينى لمواجهة التطرف بكل أشكاله، وإقرار الخطاب الوسطى المعتدل الذى يعبر عن الإسلام، إلا أن تلك المبادرة لم تجد من ينفذها على أرض الواقع. وفى السطور المقبلة، نستعرض فى أرقام، أحد أهم أعمدة التيار السلفى فى مصر، وهى الدعوة السلفية بالإسكندرية نثبت من خلالها مدى سيطرتها على الخطاب الدينى بصورة كاملة فى ظل غياب مؤسسات الدولة الدينية، ممثلة فى الأزهر والأوقاف. فتاوى شيوخ الدعوة السلفية يتربع شيوخ الدعوة السلفية على عرش الفتاوى، فهم دائمًا تحت الأضواء، رغم إصدار دار الإفتاء ملايين الفتاوى سنويًا ، وشهد عام 2016 صدور أكثر من مليون فتوى عن الدار، بينما شهد 2015 صدور 3 ملايين فتوى متشعبة فى العديد من المجالات، إلا أن الدعوة السلفية التى تصدر سنويًا ما يصل إلى 200 ألف فتوى تستطيع الترويج لفتواها لتصل لأكبر عدد من الأشخاص. وتصدر فتاوى شيوخ الدعوة السلفية عبر العديد من القنوات والموقع، وأشهرها موقع « أنا السلفى» الذى يشهد مرور آلاف الزائرين إليه يوميًا، وموقع «صوت السلف» الذى يشرف عليه نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامى، هذا بخلاف العديد من الحسابات على موقع «أسك» الذى يضم ما يزيد على 500 شيخ تابعين للدعوة السلفية، سواء من الشباب الذين يمثلون غالبية مشايخ الدعوة، أو الشيوخ الكبار، ومنهم برهامى وسعيد عبدالعظيم المطرود خارج جنة الدعوة، بجانب الصفحات المخصصة لاستقبال الأسئلة والمنتديات التى تشرف عليها لجنة الطلائع، تحت قيادة أحمد الشحات أحد شباب الدعوة وقادتها. وتعد المساجد إحدى قنوات الدعوة لتقديم فتواها، ففى الوقت الذى يستوجب على المواطنين التوجه لدار الإفتاء حتى يحصلوا على إجابات لاستفساراتهم، نجد الدعوة خصصت فى معظم مساجدها مجموعات من الشباب دورها تلقى أسئلة رواد مساجد الدعوة والحصول على إجابتها من الشيوخ الكبار ثم توصيل الإجابات لأصحاب الأسئلة. ويعد برهامى هو المتصدر للفتاوى بالدعوة، ويبحث الجميع عن فتاويه المنتشرة عبر وسائل الإعلام التى يخصص بعضها مساحة يومية لفتاوى برهامى، وأصدر برهامى نحو 31 ألف فتوى تم وضعها على موقع «أنا السلفى» حصلت على مشاهدة بلغت 266ألف مشاهد، وهو رقم ضخم مقارنة بعدد المشاهدات التى تحظى بها الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء، وهذا الرقم «الرسمى» على موقع «أنا السلفى» هذا بخلاف موقع «صوت السلف» الذى يشرف عليه برهامى، والذى يطرح فيه فتواه أيضًا. ويصدر برهامى سنويًا ما يزيد على 4 آلاف فتوى فى مجالات مختلفة، يليه الدكتور سعيد حماد وأحمد حطيبة ومحمد إسماعيل المقدم، وهم من أشهر شيوخ الدعوة. فيما تصل مجمل الفتاوى التى تصدر عن الدعوة كل عام، إلى نحو 200 ألف دعوة من الشيوخ المعروفين والمشهورين، أما المغمروون منهم فلا تتخطى نسبة فتواهم 500 فتوى طوال العام. ورغم تشديد مؤسسات الدولة على ضرورة الحصول على الفتاوى من أئمة الأزهر والأوقاف، إلا أن الواقع يقول إن المنتشر على الساحة هى فتاوى الدعوة السلفية وشيوخ التيار السلفى. الخُطب فى خطوة كانت غريبة بعض الشىء قررت وزارة الأوقاف، توحيد خطبتها، ليصبح الإمام كالمسجل الذى يعيد ما يحفظه ، على أذهان المصلين الذين تجد أغلبهم فى حالة «نوم» عميق داخل مساجد الأوقاف حتى نهاية الخطبة التى لا تتخطى الربع ساعة، الأمر الذى جعل شيوخ الأوقاف مسار سخرية أبرزتها مواقع التواصل الاجتماعى، على لسان المصلين ، فمنهم من أكد أن أحد الأئمة جلس فى الميكروباص ليحفظ الخطبة قبل الوصول للمسجد، وآخرون يضحكون على الأخطاء التى يقع فيها الإمام الشاب «فى الكام كلمة اللى حافظهم»، وآخرون يروون كيف كان الإمام يتعجل فى الكلام حتى ينهى الخطبة «قبل انتهاء الحصة ورن الجرس»، هذا بخلاف أن الأوقاف تطرح طوال العام ثمانية موضوعات بثمانى خطب. وعلى النقيض تمامًا نجدد إشادات رواد مساجد الدعوة السلفية بالخطب التى يتم إلقاؤها «والتى تمرر فيها الأفكار المتشددة» حيث إن الموضوعات متنوعة ولا نجد مسجدًا يتناول نفس موضوع المسجد الآخر، كما أن الخطبة تتخطى النصف ساعة، مع استخدام الآيات والأحاديث التى يستند عليها الشيخ لتأكيد خطبته حتى، وإن كانت متشددة وبعيدة عن وسطية الإسلام، كما يتم توزيع مطبوعات صغيرة على المصلين، تشمل بعض الأحكام الشرعية المفسرة وفقًا لشيوخ الدعوة عن حكم الزى الإسلامى وسماع الموسيقى والتودد للأقباط وغيرها من الأمور، مما يجعل الفكر السلفى منتشرًا فى كل منزل. وتقدم الدعوة السلفية كل أسبوع 20 ألف خطبة فى 15 ألف مسجد تابع لها فى المحافظات. المساجد تمتلك الدعوة السلفية 15 ألف مسجد على مستوى الجمهورية، أغلبها فى محافظاتالإسكندرية وكفر الشيخ والبحيرة والمنيا، يعمل بتلك المساجد عدد كبير من أبناء الدعوة. وما يميز مساجد الدعوة السلفية أنها متاحة طوال الأربع والعشرين ساعة، بينما تغلق ملايين المساجد التابعة للأوقاف أبوابها فور انتهاء كل صلاة، لكن تظل مساجد الدعوة مفتوحة على مصراعيها. كما تحرص على تقديم درس يومى عقب صلاتى العصر والعشاء فى جميع المساجد، بمعنى أنها تقدم ما يصل إلى 30 ألف درس يوميًا بالمساجد، هذا بخلاف الدروس التى يقدمها كبار شيوخ الدعوة مثل المقدم وأبو حطيبة وفريد وأبو إدريس وسعيد حماد، وتجد اهتمامًا خاصًا من الشباب حيث يتم الإعلان عنها مسبقًا، بينما يختفى أئمة مساجد الأوقاف خاصة المشاهير منهم الذين انشغلوا بالفضائيات وابتعدوا عن التواصل مباشرة مع المواطنين. الفضائيات لا يفضل شيوخ الدعوة السلفية الظهور كثيرًا على القنوات الفضائية حتى لا يتم «حرقهم»، ولكن تبقى قناة الرحمة والحكمة والندى أهم المنابر السلفية على الفضائيات، هذا بخلاف قناة آل البيت التى يشرف عليها إئتلاف الصحابة وآل البيت. ندوات التنمية والاستشارات وهى أحدث ما وصلت إليه الدعوة السلفية، حيث باتت مراكز الاستشارات الأسرية من أهم وسائل التواصل المباشر مع الناس، فيما تعتمد الدعوة على أحد روادها الجدد فى الإشراف على تلك المراكز، والذى سبق وكشفنا على صفحات «الصباح» ارتكابه حوادث تحرش أثناء عمله، ولأن هذه الفكرة حديثة العهد بالدعوة لم يتم إعداد مراكز خاصة بها، لكن يكفى أن نؤكد أن أربع محاضرات شهريًا تضم مئات المواطنين خاصة السيدات يتم تنظيمها بإشراف من الدعوة تحت عنوان الاستشارات الأسرية، والتى يتم تمرير المنهج السلفى من خلالها أيضًا، وهو المجال الذى لم تصل إليه الدولة بعد ولم تخترقه.