«مدبولى» تهلل وجهه عندما ناداه أحدهم: «حضرة رئيس الوزراء» بعد أقاويل عديدة ترددت، تؤكد قرب حدوث تعديلات وزارية، خاصة لعجز الحكومة الحالية أمام العديد من الأزمات وترك ملفات على مكاتبها دون حل، أهمها ملف غلاء الأسعار الفاحش ونقص الدواء وارتفاع الدولار أمام الجنيه واختفاء بعض السلع الأساسية كالزيت والسكر، وخلق ذلك مجالات للتنافس بين بعض الوزارء الحاليين الطامعين فى الوصول إلى منصب رئيس الوزراء. «الصباح» ترصد أبرز الوزراء الذين تتحدث بعض المصادر داخل وزاراتهم عن طموحهم لاعتلاء رئاسة الوزراء. الإسكان مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، معروف عنه علاقته القوية بالمهندس إبراهيم محلب، حيث كان يعمل معه لما يقرب من 11 عامًا بشركة المقاولين العرب وعقب ارتقاء محلب لمنصب وزير الإسكان جاء على الفور بالمهندس مصطفى مدبولى كمستشار فنى لمحلب آنذاك، وبعد أن أصبح محلب رئيسًا للوزراء، على الفور جعل مدبولى وزيرًا للإسكان، وجعل هانى يونس المتحدث الإعلامى لوزارة الإسكان المتحدث الإعلامى لرئاسة الوزراء، وعقب تعيين محلب مستشارًا للرئيس عبد الفتاح السيسى، عاد هانى يونس متحدثًا إعلاميًا لوزارة الإسكان. المواقف التى تعبر على طموح وزير الإسكان، أولها تسليم شقة بالإسكندرية لفتاة البضائع التى أوصى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، والاهتمام بالانتهاء من بناء الوحدات البديلة لسكان العشوائيات، فحى الأسمرات لم يستغرق بناؤه العام، وحى غيط العنب بمحافظة الإسكندرية لم يستغرق بناؤه أكثر من عام، ثم إن يأتى وزير الإسكان يتحدث دومًا عن أن وزارة الإسكان، الوحيدة التى لم تحصل على دعم من الموازنة العامة، بجانب أنه دومًا يعرض على رئاسة الوزراء تفاصيل أضخم مشروع إسكان اجتماعى فى مصر، وهو الذى يتم البناء فيه الآن داخل مدينة 6 أكتوبر. بجانب أن معظم العاملين داخل وزارة الإسكان باتوا يؤكدون أن مدبولى سوف يصبح رئيس الوزراء قريبًا، وأنه من أول المرشحين لرئاسة الحكومة بجانب أنه يحصل على العديد الامتيازات -كما يدعى- بمعنى أنه عندما قام بتغير رؤساء الأجهزة، وفى اليوم التالى على الفور طلب النائب العام 5 رؤساء أجهزة جدد متهمين بقضية رشوة وبمخالفة الواجب الوظيفى والتسبب فى إهدار المال العام، وعلى الرغم من ذلك لم يضع مدبولى هذا فى الاعتبار وعلى الفور جلس مع محلب وعقب ساعات من الجلسة قام على الفور بتغير رؤساء الأجهزة الجدد، فجميع القرارات الذى يصدرها مدبولى تصدر عقب جلوسه مع محلب، بالإضافة إلى أن أصحاب الشكاوى ضد مدبولى يذكرون دائمًا أن علاقته بمحلب تحميه. وحين قرر زيادة أسعار وحدات الإسكان الاجتماعى، تحدث حينها فى مؤتمر يحضره الإعلام، بأن قرار رفع أسعار الوحدات قرار من الحكومة، وحين وجه أحد الصحفيين سؤالًا، قال «حضرة رئيس الوزراء»، حينها ضحك مدبولى بينما غمرت علامات السعادة وجهه. قال مصدر مسئول بوزارة الإسكان -رفض ذكر اسمه- «الوزير مصطفى مدبولى يطلق عليه الفتى المدلل لدى الحكومة، وهناك أكذوبة يروجها مدبولى بأنه ينفذ المشروعات التى تطلبها الرئاسة ويهمل المشروعات الأخرى، فهو يهمل مشروعات المحافظات، وهناك العديد من النساء والرجال حالتهم مثل حال فتاة البضائع ولكن لا ينظر لهم، بالإضافة إلى شكاوى المعاقين والأرمل التى يتحدث عنها الإعلام دومًا ولكن مدبولى يجهلهم دومًا».
التضامن وأكد مصدر مسئول داخل وزارة التضامن الاجتماعى، أن غادة والى، وزيرة التضامن، تسعى إلى منصب رئاسة الوزراء، خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أعلن أن هذا العام هو عام المرأة. وأضاف المصدر أن غادة تنوب فى معظم المؤتمرات وافتتاحات المشروعات عن رئيس الوزراء، بالإضافة إلى إسناد مهام إليها فى معظم البرامج الاجتماعية الهامة، كما أنها أبرز الوزراء النساء فى مصر، وتسعى جاهدة للحصول على منصب رئيسة وزراء لتصبح أول رئيس وزراء امرأة.
التخطيط فى وزارة التخطيط يقوم عدد من رجال الوزير فى مكتبه والمقربين منه بالترويج له من خلال المشروعات التى يقوم بها، وخاصة إشراف الوزارة على عدد من المشروعات منها العاصمة الإدارية الجديدة، وأكد مصدر أن وزير التخطيط يستجيب لطلبات أعضاء مجلس النواب التى تقدم له بشأن رصف طرق أو أى مشروعات خاصة بالمحافظات، وكان منها الطلب المقدم من يسرى المغازى عضو مجلس النواب عن دائرة بلقاس وجمصة، ووكيل لجنة الإسكان بالمجلس، بشأن رصف عدة طرق بالمحافظ وعدد آخر من النواب، وأن رجال الوزير يبذلون جهدهم لطرح اسم أشرف العربى رئيسًا للوزراء معتمدين على الترويج لبعض المشروعات التى وصوفوها بالإنجازات، كما يعتمد الوزير على التحرك الكثير والظهور الميدانى للفت الأنظار له. وأكدت المصادر أن أنصار العربى يروجون له طبقًا لأرقام ومعادلات اقتصادية منها أن إجمالى الاستثمارات الكلية المستهدفة فى خطة العام المالى 2016/2017، تبلغ حوالى 570 مليار جنيه، 48.9 فى المائة منها استثمارات عامة، بما يعادل حوالى 278.6 مليار جنيه، و51.1فى المائة استثمارات خاصة، بما يعادل 291.4 مليار جنيه، وأن الوزير يمكن أن يساهم بشكل كبير فى المعادلة الاقتصادية الراهنة.
التنمية المحلية لم تكن مناداته فى واحد من اجتماعات المحافظين بديوان عام وزاة التنمية المحلية ب «معالى دولة رئيس الوزراء» من فراغ، بعد أن تبنى المحيطون بالدكتور أحمد زكى بدر حملة للترويج بأنه الأقرب لخلافة المهندس شريف إسماعيل، إلا أن علاقته المتوترة بالصحفيين المسئولين عن تغطية أخبار الوزارة لم تساعده على نشر تلك المعلومة التى يروجها مقربون، لتظل داخل الوزارة ولا تخرج عنها بمسافة متر واحد، فهو أمر مخالف للمنطق، بعد أن وضع اسم «زكى بدر» ضمن الوزراء المقرر رحيلهم عن الوزارة – وفقًا لمصادر مطلعة. فى هذا الإطار، أكد مصدر مطلع ل«الصباح»، أن هناك حالة من التودد من قبل بعض المحافظين للدكتور أحمد زكى بدر، من منطلق أنه الأقرب لرئاسة الحكومة على أمل أن يأتى بواحد منهم فى منصب وزارى، وربما تكون تلك الحالة التى تسيطر عليهم من واقع الشائعات الدائرة الآن داخل ديوان عام الوزارة، فالحديث الآن داخل المكاتب هو أن الدكتور أحمد زكى بدر قد عرض عليه منصب رئيس الحكومة ولايزال يفكر فى الأمر، معللاً ذلك التفكير بأنه لايزال لديه ملفات عالقة يود إنهاءها قبل الرحيل للمنصب الجديد كملف انتخابات المجالس المحلية. وتابع المصدر «من صور التودد، قيام أحد محافظى وسط الدلتا بمناداة وزير التنمية المحلية بمعالى دولة الرئيس، وهو الأمر الذى لاقى استحسان زكى بدر، ويعلل البعض سبب ترجيح اختيار بدر كرئيس وزراء هو الاستعانة به كوزير تنمية محلية من قبل النظام الحالى، رغم أنه يعتبر أحد رموز عصر مبارك حين كان وزيرًا للتربية والتعليم قبل الثورة، وأنه بسبب سياسته الحازمة سيتم اختياره كرئيس وزراء». وعن أسباب عدم انتشار هذه الشائعة خارج الوزارة وبقاؤها داخل ديوانها العام ودواوين المحافظات على مستوى الجمهورية، أكد المصدر، أن ذكر اسم بدر فى أكثر من مناسبة بأنه أبرز المرشحين لمغادرة الحكومة حال بينه وبين نشر الشائعة التى يروجها المقربون.
وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر المرقبى، وزير الكهرباء والطاقة، تولى مهام منصبه فى مارس 2014 وشغل قبلها عدة مناصب أهمها وكيل نقابة المهندسين. يعتبر شاكر من الأسماء المطروحة وبقوة لرئاسة الحكومة الجديدة خلفًا للمهندس شريف إسماعيل، وكشفت مصادر داخل وزارة الكهرباء ل«الصباح» أن شاكر من الطموحين لمنصب رئيس مجلس الوزراء، خاصة بعد طرح اسمه أكثر من مرة ويعتبر السبب الرئيسى فى ذلك هو نجاحه فى القضاء على أزمة انقطاع الكهرباء، التى ظهرت خلال فترة حكم الإخوان فى الفترة بين عامى 2012 و2013. والسبب الثانى هو إنجاز جزء كبير من المشروعات التى تتم فى مجال الطاقة، كمحطة إنتاج كهرباء أسيوط ومحطة كهرباء البرلس بمحافظة كفر الشيخ ومحطة كهرباء العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة، وأيضًا محطة كهرباء بنى سويف. وأشارت المصادر، أن وزير الكهرباء بذلك يرى أنه حقق إنجازًا كبيرًا، وظهر ذلك عندما تحدث أكثر من مرة فى عدة مناسبات عن النجاح الذى حققه قطاع الكهرباء منذ توليه الوزارة، وأيضا كان له أكثر من تصريح صحفى فى هذا الشأن، لذلك يرى شاكر نفسه مؤهلًا لرئاسة الحكومة المقبلة. وفى مايو الماضى، أثناء افتتاح محطة أسيوط لإنتاج الكهرباء بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، أشاد وقتها الرئيس بأداء الدكتور محمد شاكر منذ توليه الوزارة والنجاح الذى حققه قطاع الكهرباء فى تلك الفترة خاصة إنجاز مشروعات الطاقة، فأعطى ذلك شاكر دفعة كبيرة جعلته يفكر فى منصب أكبر وهو رئاسة الحكومة. من المعروف أن شاكر من الوزراء المقربين للرئيس عبد الفتاح السيسى، وعندما يلتقى به دائمًا ما يشيد بما حققه قطاع الكهرباء منذ توليه الوزارة، وهناك واقعة تثبت ذلك، ففى أغسطس الماضى أثناء حوار الرئيس السيسى مع رؤساء تحرير الصحف القومية، صرح بأن هناك فى الحكومة وزراء أكفاء واصفًا الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء ب«العالمى»، كل ذلك جعل شاكر من الأسماء المطروحة وبقوة لرئاسة الحكومة المقبلة، وهو أيضًا يرى فى نفسه ذلك.