علاء قال إن وضع البلد يزداد سوءًا..وجمال: مصر ستتحسن لو سددت ديونها زوجة مدير المطعم: «ولا يوم من أيامكم »..وأخرى فاجأتهما: «نهبتوا البلد..وسبتولنا التراب » بعد أيام، تحل الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، التى أنهت حكم «آل مبارك»، وألقت بهم فى السجون، ذكريات حافلة بالأحداث والمواقف، ولكن ها هى الأيام تمر، ويعود «علاء» و«جمال» نجلا الرئيس المخلوع للظهور على خريطة الأخبار، ما بين تقديم واجب عزاء وجلسة خاصة ووجبة فى أحد المطاعم، أو حتى «شوبنج» فى أحد المولات. ويرى كثيرون فى تكرار ظهور ابنى «مبارك» نوعًا من التحدى للمشاعر الشعبية، بينما يراه آخرون رغبة منهما فى استعادة شعبيتهما استعدادًا لما هو أكبر، وقد يكون هذا الكثير هو العودة للحياة السياسية من خلال الترشح لأعلى المناصب أو من باب خلفى كما اعتادا حينما كانا يحركان عددًا من الشخصيات كما يحرك الصانع عرائس «الماريونيت». وهناك من يرى أن «علاء» و«جمال»، حينما ذهبا ليشاهدا مباراة مصر وتونس الودية فى مدرجات «استاد القاهرة»، أنها كانت رغبة منهما ليعلنا للملأ أننا ها نحن هنا، بعد كل ما قيل عن فساد أو ثروات أو كسب غير مشروع، ها نحن هنا أمام الجميع وما زالت الأضواء والكاميرات تلاحقنا، ها نحن هنا لنعلن للجميع مشهد النهاية فى ثورات انطلقت منذ 7 سنوات فى مصر وقبلها تونس، وهناك من يراه مجرد مواطنين ذهبا ليستمتعا بمباراة لكرة القدم. دكتور عمار على حسن قال ل «الصباح»: «يبدو أن جمال وعلاء مبارك يريدان أن يعيشا كمواطنين، وأن يشعرا الشعب أنهما باتا من ضمن العامة، وهذا لا ينفى أنهما يريدان العودة إلى الحياة السياسية من جديد، ولكن من خلال المواطنين». هنا مطعم «ابن المخلوع» «الصباح» زارت الأماكن التى ذهبا إليها، والبداية كانت من مطعم «أسماك الدوران» فى شبرا الخيمة، ليطلعنا أحمد عبد العظيم مدير المطعم على التفاصيل فقال: «علاء مبارك يأتى إلى هنا منذ 2005، ويفضل المجىء إلى هنا وتناول طعامه بهذا الفرع بالذات دون غيره من فروع السلسلة». وأشار إلى أنه قبل ثورة يناير كان «علاء» يأتى فجأة دون أن يبلغ أحدًا، ويدخل بسيارته إلى الجراج، ثم يدخل صالة الطعام من بابها الخلفى المقابل للجراج، وكان يأتى ومعه حارسان شخصيان، وفى مرات عديدة كان يأتى ومعه آخرون ليتناولوا الطعام معه، ومنهم الفنان محمد فؤاد، والكابتن محمود الخطيب، والراحل محمود عبد العزيز، والراحل نور الشريف، والدكتور فتحى سرور، وصفوت الشريف، وحبيب العادلى، وأكثر من مرة كان يأتى معه أحمد عز. أما عن فاتورة طعام علاء مبارك فيؤكد مدير المطعم أنها كانت تتجاوز ال 5 آلاف جنيه فى المرة الواحدة. أما عن الزيارة الأخيرة للمطعم والتى اصطحب فيها شقيقه «جمال»، فيؤكد أحمد عبد العظيم أنها أول مرة يأتى «علاء» عقب الثورة وخروجه من السجن، كما أنها أول مرة يأتى فيها «جمال» إلى المطعم على الإطلاق، وهذه المرة قبل وصولهما بنصف ساعة تقريبًا اتصل بنا حارس شخصى لهما يدعى «مارك» يطلب منا تجهيز الصالة لاستقبالهما، وكما اعتاد «علاء»، فقد دخل هو وجمال من الباب الخلفى لصالة الطعام، ولكن هذه المرة من دون أى حارس شخصى، ليجلسا إلى الطاولة التى اعتاد الجلوس إليها، والتى قمنا بتجهيزها حين علمنا بقدومه. أما عن ردود الأفعال فأجاب عبد العظيم بأنه كان هناك العديد من الزبائن حينما أتيا، وبمجرد وصولهما أحاط بهما الجميع ليلتقطا معهما الصور، وتزاحم علينا المارة إلى أن قمنا بغلق الأبواب من شدة الزحام لينتهيا من طعامهما على الأقل، وحينما سألهما الناس عن الأوضاع واشتكيا من الأحوال قال علاء إن «الوضع فى البلاد يزداد سوءًا ولم نكن نعلم أن الأمور سوف تصل إلى هذا الحد»، متحدثًا عن غلاء الأسعار وارتفاع أسعار الدولار وانهيار حياة المواطنين اليومية، وتحدث «جمال» أن من المحتمل أن يتحسن الوضع إذا ما سددت مصر ديونها، فبادرته بقولها: «يا ريت ترجع أيامك تانى». مدير المحل الذى رفض أن يفصح عن فاتورة طعام علاء وجمال مبارك، اكتفى بأن فاتورة طعام «علاء» لم تختلف عن عادته قبل الثورة، ولم يختلف ذوقه فى الطعام، فما زال يفضل الجمبرى المشوى، وشوربة الجمبرى، أما «جمال» فقد تناول عددًا من أنواع الأسماك المختلفة، منهيًا حديثه مع «الصباح»: «علاء مبارك سيظل هو أهم زبون للمحل». كافيه «زايد» ثانى الأماكن التى ذهبت إليها «الصباح» هو كافيه «كارباتشيو» فى مول «أركان» بالشيخ زايد، ويروى مدير الكافيه أن المكان هو مطعم إيطالى وكافية فى آن واحد، ويتردد عليه العديد من نجوم المجتمع وعلى رأسهم جمال مبارك وعلاء مبارك وأسرتيهما، وقال: «كان علاء مبارك يأتى دائمًا إلى هنا قبل ثورة 25 يناير، وكان يتواجد معه زوجته هايدى، والفنان الراحل محمود عبد العزيز، وأحمد عز، ومعه طاقم كامل من الحراس الشخصيين يجلسون إلى طاولة بجواره». وعن جمال مبارك قال مدير الكافيه أنه نادرًا ما كان يأتى، وكان من الواضح أنه لا يميل إلى الاختلاط بالعامة، وعن فاتورة أى منهما، رفض مدير المكان أن يفصح عنها متمسكًا بالحفاظ على خصوصية زبائنه مكتفيًا بالقول إنها كانت غالبًا لا تتجاوز ال1000 جنيه، فهو لا يميل للطعام الإيطالى وكان يكتفى المشروبات فقط، وفى حال إذا ما طلب طعامًا فهى لا تتجاوز 2500 جنيه. مدير «كارباتشيو» قال إن «علاء» جاء إلى المكان مرة واحدة بعد خروجه من السجن وكان معه شقيقه «جمال» وزوجته، واثنان من الحراس الشخصيين، وكانت المرة الأولى التى يطلب فيها علاء أن يجلس فى المكان المفتوح، وقبل ذلك كان يفضل الجزء المغلق من الكافيه، وظلا طيلة الجلسة الأخيرة يتبادلان الضحكات، ورحبا بالتقاط الصور مع الجمهور، ورفض أن يتحدث فى السياسة. وعن عاداته فى المطعم قال إن فى المرة الأخيرة اكتفى «علاء» بالقهوة الإيطالية المفضلة لديه كعادته، بينما طلب جمال الشاى والكيك. نهبتوا البلد المكان الأخير الذى لاحقت فيه «الصباح» خطى جمال وعلاء مبارك كان مول «كايرو فيستيفال» بالتجمع الخامس، والذى ظهر به «علاء» وزوجته هايدى وابنتيهما، وظلا بالمول ما يقارب الثلاث ساعات، اندفع الناس فيها إليه ليلتقطوا الصور التذكارية، غير أن إحدى المواطنات، حسب رواية عدد من شهود العيان من رجال أمن المول، رفعت صوتها قائلة: «أنت السبب فى اللى أحنا فيه.. نهبتوا البلد وسبتوا لنا التراب»، فابتسم لها علاء مبارك.