تقييم الأمان الجوى لا يأخذ سبب الكوارث فى الاعتبار أكد المهندس محمد سعيد محروس رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، أن الأجهزة الموجودة حاليًا بالمطارات هى أحدث الأجهزة العالمية وأنها غير موجودة بمطارات كبرى فى العالم، مشيرًا إلى أن المطارات اجتازت كل الاختبارات بدرجة عالية، وأن الفترة المقبلة ستشهد عودة الطيران الروسى كما أن هناك عددًا من المطارات يتم توسعتها خلال العام الجارى.. إلى نص الحوار ** بداية ما الذى حققته الشركة القابضة والشركات التابعة لها فى عام 2016؟ - خلال العام الماضى حققنا العديد من الإنجازات، والتحدى الأكبر كان افتتاح المبنى رقم 2، الذى تعطل لفترة كبيرة، نظرًا للظروف التى كانت تمر بها البلاد خلال الفترة الماضية، وكان المخطط هو نقل 15 شركة من مبنى الركاب رقم واحد إلى المبنى الجديد رقم 2، وتمكنا بالفعل من نقل عدد من الشركات إلى المبنى فقد كان هناك بعض العقبات بسبب فرق الأسعار بالنسبة للتعاقدات بعد تحرير أسعار صرف الدولار، كما تم افتتاح مطار شرم الشيخ الجديد، ورفع مستوى كافة المطارات فى شرم الشيخوالغردقةوالقاهرة من الناحية الأمنية وكذلك فيما يتعلق بالأجهزة المطابقة لمواصفات منظمة الطيران العالمية «إيكاو». ** متى ستعود الرحلات الجوية الروسية إلى مصر؟ - لا يوجد موعد محدد إلا أن كل التجهيزات والإجراءات الأمنية وما يتعلق بالأجهزة قد تم تنفيذه خلال الفترة الماضية بدقة عالية، وكان هناك دعم كبير من الرئاسة والقوات المسلحة بشأن استيراد الأجهزة من الخارج وتيسير التعاقدات وتنفيذها فى وقت قصير وهى التى تكلفت نحو 300 مليون دولار، تم تسديد الدفعة الأولى من ثمن الصفقة ويجرى تسديد الدفعات المتبقية طبقًا لاستلام ما تبقى من أجهزة. ** هل هناك أى أزمات فى التسديد بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة؟ - لا يوجد فى الوقت الراهن ما يمكن وصفه على أنه أزمة، بالطبع التكلفة تضاعفت وأثرت على الأمور بشكل نسبى، لكن الأمر ما زال يسير بشكل جيد حتى الآن. ** وهل امتد ذلك التأثير إلى حركة الطيران من حيث الرحلات وعدد الركاب؟ - لم يحدث تغيير بالنسبة للقادمين إلى مصر لأنه يتعامل بالدولار، إلا أن الخدمات التى تقدم للراكب المسافر من مصر هى التى تأثرت طبقًا للحجز بالعملة المصرية، فيما تقوم الشركات بالتعامل بالدولار مع الشركات فى الخارج، وبالطبع هناك تأثير فى عدد الرحلات فى بعض الدول مثلًا منها روسيا، خاصة أن الرحلات التى كانت تصل من روسيا كانت تبلغ نحو 2400 رحلة فى العام، كما أن مطار شرم الشيخ كان يستقبل نحو 7 ملايين ونصف المليون مسافر سنويًا، إلا أنه انخفض فى الوقت الحالى إلى مليون و200 ألف، وهذا التأثير انعكس على الجميع. ** ماذا يعنى خروج طيران مصر من المراكز ال 12 الأولى لتصنيف الأمان هذا العام؟ - بالتأكيد سقوط أى طائرة خارجة من مطار الدولة يؤثر على ترتيب الدولة، وهذا الأمر حدث مع بلاد أخرى ولا يقتصر على مصر فقط، ومنها العديد من الدول الأوروبية والعالمية، خاصة أن هذا التقييم يطبق فى حالة حدوث أى أزمات أيًا يكن المتسبب فيها، كما حدث فى بلجيكا أيضًا وأثرت على ترتيبها. ** هل تأثرت حركة الطيران من وإلى دول الخليج فى ظل التوترات السياسية الحالية؟ - لم تتأثر الحركة وخاصة مطار القاهرة ولا يوجد أى تأثر بالوضع السياسى وكل الأمور تسير بشكل طبيعى. ** ما هو الوضع المالى للشركة القابضة والشركات التابعة لها؟ - لا توجد خسائر حتى الآن، وقد يكون الحديث حول نسبة مكاسب، وهو ما سنناقشه فى الجمعية العمومية القادمة، ونتطلع إلى زيادة المكاسب الفترة المقبلة. ** كيف تخطت وزارة الطيران أزمة الطائرة الروسية؟ - قمنا بخطوات سريعة عقب الأزمة بناء على رأى الخبراء والوفود التى جاءت ونفذنا كل الخطوات الأمنية التى طلبت كى تتوافق مع المعايير الدولية، وقد قمنا بوضع نظام للسيطرة على دخول وخروج العاملين فى المطارات، ووضعنا أجهزة حديثة جدًا فى شرم الشيخوالغردقة للتحكم فى مناطق العمل وعدم دخول أى عامل مكان غير مخصص له. ** ما حقيقة طرح أسهم بعض الشركات ومنهم مصر للطيران فى البورصة؟ - لا يوجد أى تحرك نحو هذا الاتجاه ولم يرد إلينا أى معلومات بهذا الشأن، ومصر للطيران هى شركة الدولة، وقد نفاه رئيس مصر للطيران وها أنا أيضًا أنفيه. ** ما الذى اتخذته الوزارة تجاه المراقب الجوى المتهم فى تفجير البطرسية ؟ - هو موظف بشركة الملاحة بدرجة مراقب جوى وجاء اسمه بالقضية، والنيابة والشرطة هى المسئولة عن الأمر، وهناك فلترة من قبل الأجهزة الرقابية تقوم بمراجعة بيانات وانتماءات العاملين، ويجب ألا نفتح الباب لاتهامات مطلقة ربما تخضع لأهواء شخصية ويقتصر الأمر حاليًا على عمل الجهات المنوطة بهذا الأمر. ** ما هى خطتكم للعمل فى 2017؟ - لدينا الكثير من التطلعات على رأسها عودة حركة الطيران لطبيعتها أو زيادتها طبقًا لما نقوم به من تأمينات وتوسعات وإنشاءات فى العديد من المطارات، وإضافة أجهزة حديثة على أعلى مستوى فى مطارات القاهرةوشرم الشيخ وبرج العرب وسوهاج، وأؤكد أننا لدينا أجهزة غير موجودة فى المطارات التابعة للجهات التى تشرف على العمليات التأمينية، وأصبح لدينا 5 مراحل للتفتيش، وهناك معدات يجرى تركيبها من شأنها الكشف عن السيارات، بحيث تمر السيارة من الكابينة ومع مرورها يتضح إن كان بها شىء مخالف أم لا. ** هل ستحقق هذه الأجهزة المعادلة الأمنية؟ - بالطبع وجود الأجهزة الحديثة عامل هام جدًا، إلا أنى أريد أن أشير إلى أن الفرد أساس المنظومة الأمنية، خاصة أن الأجهزة مهما كانت حديثة فإن اختصاصها الكشف والمراقبة والتصوير والذى يشرف عليها هو الفرد الذى يراقب عمل الأجهزة لمنع حدوث الأزمة، بحيث لا تكون فائدة الأجهزة فقط التسجيل فقط أو التخزين مثل ما فى الكاميرات، إن لم ينتبه الفنى للكاميرا يمكن أن تحدث أزمة ويكون دور الكاميرا فقط هو الرجوع لوقت الحادث بينما قد تكون الكارثة قد وقعت. ** وفيما يتعلق بالمطارات؟ - لدينا عدد من المطارات، منها مطار الغردقة تم افتتاحه، وكذلك توسعة المبنى الموجود فى شرم الشيخ وتم إسناده للمقاولين العرب، لرفع سعة المسافرين من 3٫5 مليون إلى نحو 5٫5 مليون مسافر، وهناك مبنى جديد قدرة استيعابه 4 ملايين مسافر ويتم تنفيذه من خلال قرض «الجايكا» اليابانى، وهناك توجيهات ليكون مطار برج العرب هو المطار الأساسى فى الإسكندرية، خاصة أن تصميمه كان من المفترض أن يسع مليون مسافر، إلا أن سعته أصبحت الآن نحو 2 مليون و600 ألف مسافر سنويًا، ومن الممكن أن نشيد مبنى آخر خلال الأعوام المقبلة، ويبلغ القرض نحو 170 مليون دولار. ** ما الدور الذى قام به وزير الطيران خلال الفترة الماضية؟ - فى الحقيقة وزير الطيران أخذ على عاتقه صعوبة المرحلة وانطلق من حتمية تجاوز الأزمة وعودة السياحة لمصر، وكان يقوم بجهد شخصى مضاعف من خلال الرحلات المختلفة للجلوس مع كافة الأطراف كما أنه يرافق الأفواج الأمنية والمراقبين لساعات ويمر معهم فى الممرات وعبر الصالات، وكان مهتمًا بشكل خاص بعودة السياحة إلى شرم الشيخوالغردقة ودفع الجميع إلى العمل بشكل غير عادى وجهد مضاعف لتجاوز الأزمة وعودة حركة الطيران، وكذلك العملية التأمينية.