قيام الجماعات الإرهابية المسلحة بذبح الشيخ سليمان أبو حراز، أحد كبار شيوخ قبيلة السواركة، والبالغ من العمر 98 عامًا، ثم إعلانهم التهديد بقتل كل من هو صوفى، أثار عددًا من شيوخ الصوفية فى مصر، ليس فقط لإدانة الجريمة النكراء وبشاعتها بل وطالب عدد منهم بإعادة إحياء منظمة سيناء العربية للوقوف ضد التنظيمات الإرهابية فى شبه الجزيرة المصرية، خاصة وأنها وسيلة أثبتت نجاعتها حين تم تأسيسها فى أعقاب هزيمة 67 مكونة من قرابة 1100 مدنى، أغلبهم من بدو سيناء، وتم تدريبهم على استخدام السلاح والألغام والمتفجرات والقيام بعمليات ضد العدو الإسرائيلى فى قلب سيناء، ومن كثرة ما كبدوا العدو الإسرائيلى من خسائر فى الجنود والعتاد أطلقوا عليهم «الأشباح». عبدالحليم الحسينى، المتحدث باسم الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، صرح ل«الصباح» أن وصف داعش للمتصوفين بأنهم ذراع الدولة «شرف وليس شيئًا نخشاه، فعندما أرادوا أن يذمونا مدحونا، وأى شىء يؤدى إلى مساعدة الدولة فى القضاء على الإرهاب نحن موافقون عليه» ومن ذلك «المطالبة بإعادة تفعيل منظمة سيناء العربية». طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية، قال إن المتصوفين جزء مهم من الشعب، ودائمًا مع الشعب والدولة أينما توجها، ونحن نمثل كيانًا كبيرًا وهو ما ظهر أثناء إشراق نجم منظمة سيناء العربية، مستفيضًا أن المشيخة العامة للطرق الصوفية لن تقف إلا بجانب القانون، مؤكدًا أن إحياء المنظمة ليست مبادرة فردية ولكن يجب أن يكون مثل هذا الأمر بالتنسيق مع المشيخة الصوفية ورئيسها عبد الهادى القصبى، كما يجب أن يكون الأمر فى النهاية فى إطار الدولة والقانون، مؤكدًا أن مواقفهم هى تأييد القوات المسلحة أينما توجهت. تأتى هذه التصريحات بعد أن أعلن عبد القادر مبارك، أحد شيوخ سيناء، لعدد من وسائل الإعلام فى أعقاب الجريمة التى راح فيها الشيخ أبو حراز، أنه يجب على الدولة أن تسمح بإعادة تكوين منظمة سيناء العربية، واصفًا ذلك المطلب بأنه مطابق للقانون والدستور، مؤكدًا أن منظمة سيناء لم تكن ميليشيا بالمعنى المعروف؛ حيث إنها قد شاركت مع القوات المسلحة فى حربى الاستنزاف، وأكتوبر. مبارك الذى وجه عتابًا للمجلس الأعلى للطرق الصوفية لأنه -حسب رأيه- التزم الصمت ردًا على إعلان داعش استهداف الصوفية، مؤكدًا أنهم لا يستهدفون المتصوفين فى سيناء فحسب ولكنهم يستهدفون كل المتصوفة فى أنحاء مصر، مشددًا على أنه فور الإعلان عن عودة منظمة سيناء العربية فسينضم إليها أبناء وأتباع الطرق الصوفية، مشيرًا إلى أنهم وقتها يسهل عليهم القضاء على داعش فى سيناء.