»CIA«يحقق: نتعامل معها ب«منتهى الجدية».. والأمن يتأهب لآلاف المتظاهرين ينتظر العالم أجمع والولاياتالمتحدةالأمريكية، 20 يناير المقبل، لتنصيب الرئيس الجديد «دونالد ترامب»، وتسليمه المنصب رسميًا، وسط تشديدات أمنية عالية المستوى، خوفًا من مجموعة «تهديدات» تستقبل «دونالد» على باب «البيت الأبيض»، والتى تتدرج فى شدتها وتأثيرها من «التظاهرات المناهضة» إلى حد «التهديد بالاغتيال». ونشرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية مجموعة من «التغريدات» على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» لبعض الغاضبين من فوز «ترامب»، واقترح أحدهم اغتياله قبل تتويجه بمنصب الرئيس فى 20 يناير المقبل، وتساءل ثانى: «من لديه نية قتل ترامب قبل حفل تنصيبه؟»، وكتب آخر: «لدى أمل فى نجاح من سيحاول قتل ترامب فى أول مرة». وأكد مصدر فى وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA للصحيفة، أن الوكالة تدرك تلك التهديدات جيدًا، والتى شهدت ارتفاعًا ملحوظًا منذ انتخاب «ترامب»، وأضاف: «كل تهديد يؤخذ على محمل الجد». وإلى جانب «التهديد بالقتل» يعتزم عدد كبير من المعارضين لفوز «ترامب»، تنظيم مظاهرات واسعة النطاق فى العاصمة «واشنطن» يوم التنصيب، وذكر موقع «فوكس نيوز» الإخبارى الأمريكى، فى إطار تغطيته لتلك الدعوات: «تتوقع الشرطة عشرات الآلاف من المتظاهرين أثناء أدائه اليمين فى (كابيتول هيل)، وقد تكون أكبر من ذلك بكثير». وأعلنت مجموعة «تحركوا الآن لإيقاف الحرب والعنصرية» تنظيمها لتظاهرات يوم التنصيب، وأظهر 11 ألفًا موافقتهم على الحضور، فيما أعرب 24 ألفًا آخرين عن اهتمامهم بالحدث، وهو ما دعا ضابط بإدارة شرطة «واشنطن» ليقول: «اطلعت بالفعل على المظاهرة المقترحة، ونستعد لما يقرب من 30 ألف متظاهر على الأقل». وكذلك أعلنت مجموعة مؤيدة لمنافسته فى الانتخابات «هيلارى كلينتون» تسمى «RooRR4» أنها تخطط لمسيرة نسائية تقدر بمليون امرأة فى أثناء تنصيبه، خاصة وأنه «قام بالاعتداء الجنسى على عدد من النساء، وتفاخر بذلك فى تسجيلات مسربة»، داعية النساء وأى شخص يدعم حقوق المرأة للتجمع فى نصب «لنكولن» التذكارى فى العاصمة، والسير بشكل مستقيم إلى البيت الأبيض، وفقًا لما جاء بصفحتهم على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، بالإضافة إلى دعوتهم لمن فى الولايات الأخرى للمشاركة فى المسيرة، بما فى ذلك نيويورك، إيلينوى، جورجيا، وغيرها. ووضعت المجموعة خط سير للمسيرة من نصب «لنكولن» إلى «البيت الأبيض»، موضحة أن المظاهرات ستكون كل يوم من الظهر حتى 11 مساءً، وأعرب 100 ألف شخص عن رغبتهم فى الانضمام للحركة، وتم مشاركة «استراتيجية المسيرة» من خلال الصفحة 240 ألف مشاركة. كما ذكر موقع «جلوبال سيرش» إن قوى عديدة تستعد لتنظيم تظاهرات ضد «ترامب» فى يوم تنصيبه رئيسًا، وكشف الموقع عن استخدام هاشتاج «Disrupt J20»، وهو بمثابة صرخة للاحتجاج فى 20 يناير، مشيرًا إلى أن تلك القوى تريد ما يسمى ب «الانتقال السلمى». ومن ضمن التغريدات التى كتبها المبدون رغبتهم فى المشاركة بتلك التظاهرات: «الجمعة 20 يناير 2017 سيتم تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، ونحن ندعو كل من لديه ضمير جيد للانضمام فى تعطيل الاحتفالات، حتى يكون واضحًا للعالم كله أن الغالبية العظمى من الناس فى الولاياتالمتحدة لا تدعم رئاسته أو توافق على حكمه». وأضاف آخر: «هو ورقة رابحة للطغيان، والجشع، وكراهية النساء، وهو بطل من النازيين الجدد الذين يقتلون الأسود والبنى والفقراء يوميًا، ومن يستفيدون من تجسسهم على الهاتف وقراءة البريد الإلكترونى الخاص بك، ونذير لمزيد من الكوارث المناخية، ووضع مستقبل الجنس البشرى كله على المحك.. نجاح ترامب يؤكد إفلاس تمثيلية الديمقراطية، فبدلًا من استخدام العملية الديمقراطية كذريعة للتقاعس عن العمل، يجب علينا أن نظهر أن أى انتخابات يجب أن تتصف بالشرعية». وتابع معترض ثالث: «يجب علينا النزول إلى الشوارع والاحتجاج والحصار، يجب علينا نزع الشرعية عن ترامب وكل ما يمثله، لقد حان الوقت للدفاع عن أنفسنا، والعالم وواشنطن لن تكون مضيافة لإدارة ترامب، احفظوا التاريخ، إذا كنت لا تستطيع النزول إلى الشارع، هناك دعوة لإضراب عام، تنظيم إضراب فى المدارس، والعمال يتوقفون عن العمل لا مدرسة ولا تسوق، وإذا كنت تعيش خارج الولاياتالمتحدة، يمكنك أن تنطلق أمام سفارات الولاياتالمتحدة، والحدود، أو غيرها من رموز السلطة الاستعمارية الجديدة. ولاؤنا ليس لأمريكا فقط، بل إلى كل البشرية والكوكب». فيما أعرب ناشطون عن حماية البيئة ومنظمة EDF أنهم عازمون على الانضمام للمسيرات للحفاظ على المناخ الذى قد يشهد تغيرًا وتأثرًا كبيرًا على يد «ترامب». هذا، وأفاد موقع «دايلى كولير» أن الاحتجاجات ضد «ترامب»، التى جرت فى عدد من المدن الكبرى فى الولاياتالمتحدة، والمقرر لها الاستمرار حتى تبلغ ذروتها يوم تنصيبه فى 20 يناير المقبل تمولها منظمة «Progress Unity Fund»، المسجلة كمؤسسة خيرية. وأوضح أن تلك المنظمة غير خاضعة لدفع الضرائب، ومسجلة فى نفس تصنيف منظمة «الصليب الأحمر»، وتكمن مهمتها الرسمية فى القيام بأعمال خيرية. ووفقًا للموقع، فالمنظمة تقدم دعمًا ماليًا للعديد من منظمات حقوق الإنسان منها منظمة «ANSWER» والتى تعبر عن اختصار لجملة «تصرف الآن لإيقاف الحرب والعنصرية»، والتى نظمت احتجاجات فى شيكاغو ونيويوركوواشنطن وسان فرانسيسكو وغيرها من المدن، وذكرت من قبل أن اختيار «ترامب» هو نتيجة مروعة، ولكن الناس يمكن أن يحتجوا ويتغلبوا عليه. «ترامب» نفسه لم يخف إمكانية تعرضه لما وصفه ب «المؤامرة» وقال فى تصريحات أثناء حملته الانتخابية إن هناك «مجموعة تآمرية»، تتبع جهات خارجية، تعمل جاهدة لإفشاله والتغلب عليه. وواجه «ترامب» منذ إعلان فوزه العديد من التظاهرات بولايات مختلفة، مثلما حدث فى ولاية كاليفورنيا ونقله موقع «يو إس إيه توداى» الأمريكى، حين قال إن محتجين غاضبين من فوز «ترامب» انطلقوا فى الشوارع بجنوب كاليفورنيا وأحرقوا دمية للرئيس الجديد، وحطموا نوافذ غرفة الأخبار لموقع «أوكلاند تريبيون». ورافق تلك التظاهرات فى نفس الوقت خروج مئات من الطلاب فى شوارع «بيركلى» و«سان خوسيه»، وأكثر من 200 شخص فى مدينة «أوكلاند»، وأغلقوا الشوارع مرددين هتافات: «هذه شوارعنا.. وهذا ليس رئيسنا». كما توجهت المغنية الأمريكية «ليدى جاجا» إلى برج دونالد ترامب فى نيويورك، ورفعت لافتة مناهضة له بعد فوزه. كما أطلقت مرشحة حزب الخضر فى الانتخابات الرئاسية «جيل ستاين»، حملة جمع تبرعات لإعادة إحصاء الأصوات فى 3 ولايات فاز فيها «ترامب» بفارق ضئيل عن منافسته «هيلارى»، وهو ما دعا «ترامب» للرد عليها بقوله: «إعادة الفرز هذه مجرد طريقة لجيل ستاين التى تلقت أقل من 1فى المائة من إجمالى الأصوات، ولم تكن حتى على بطاقات الاقتراع فى العديد من الولايات لملء خزائنها بالأموال». وأعلنت لجنة الانتخابات فى «ويسكونسن» التى فاز فيها «ترامب» أنها ستجرى عملية لإعادة فرز الأصوات بناء على طلب كل من «ستاين»، ومرشح حزب الإصلاح «روكى دى لافونتى» على أن تنتهى أعمال إعادة الفرز قبل 13 ديسمبر الجارى، وفقًا للقوانين الفيدرالية.