محللون أمريكيون: البنتاجون وقف ضد كلينتون لأنها تعتمد على الإخوان مثل أوباما منشقون: قادة الجماعة مرتبكون لعلمهم أن أمريكا ستجبر تركياوقطر على طردهم يترقب خبراء وسياسيون فى مصر والولايات المتحدة، أن تشهد ال100 يوم الأولى من تولى الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، منصبه رسميًا، خطوات جادة للقضاء على الجماعات الإسلامية، ومن بينها جماعة الإخوان، التى كانت تأمل فوز المرشحة هيلارى كلينتون، على اعتبار أنها كانت ستسير على نهج الرئيس المنتهية ولايته وزميلها فى الحزب الديمقراطى باراك أوباما، الذى أوقف اعتماد مشروع قانون ناقشه الكونجرس لاعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية. ففى مصر، استقبلت الجماهير خبر فوز ترامب برئاسة أمريكا، بكثير من التفاؤل الذى عززته تصريحاته بشأن توافقه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وضع على عاتقه من قبل حتى انتخابه رئيسًا هم التخلص من خطر الإخوان، وهو الهدف الذى أعلن ترامب أنه سيسعى لتحقيقه بعد الوصول للمنصب، بينما كانت منافسته كلينتون تعتمد فى حملتها على عناصر إخوانية، من بينهم «هوما عابدين» مساعدة المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، والمتحكمة فى قرارات كلينتون، بحسب ما قال الكاتب الأمريكى جيمس لويس فى مقاله بموقع «أمريكان ثينكر»، مؤكدًا أن «لويس» والد «هوما» قبل وفاته كان رئيسًا لجمعية خيرية غير ربحية فى المملكة المتحدة البريطانية، وأن لديه ما يؤكد أن تلك الجمعية، التى مقرها فى الخليج، هى واجهة لجماعة الإخوان المحظورة، مشددًا على تحكم هوما الشديد فى هيلارى، وهو ما جعله يصفها أنها تتحكم حتى فى الأشخاص الذين يدخلون حجرة نومها. الأمر نفسه أكده القيادى الإخوانى المنشق ثروت الخرباوى، خلال لقاء طلابى بجامعة القاهرة، حين قال إن المكتب الإعلامى لحملة هيلارى كلينتون، يضم سندس عاصم ابنة عاصم شلبى ومنال أبوالحسن مرشحة الإخوان السابقة لمجلس الشعب، والصادر ضدها حكم بالإعدام لاتهامها فى قضية التخابر مع قطر. القيادى الإخوانى المنشق أيضًا، خالد الزعفرانى، أوضح ل«الصباح» أن كلينتون ترى فى جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية، أداة يمكن استخدامها مثلما استخدمت الشيعة والحوثيين وحزب الله وداعش، مؤكدًا أن استخدامها لهم كان ضد إرادة وزارة الدفاع التى رأت أن «داعش» و«الإخوان» قد يمتد خطرهما إلى النحو الذى لن يستطيعوا معه مواجهتهما، وبالتالى يكونان خارجين عن السيطرة. فى المقابل فإن موقع «سى إن بى سى» الأمريكى، ذكر فى تقرير بعنوان «ترامب ورقة رابحة لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية» أن وليد فارس، مستشار السياسة الخارجية لترامب، أعلن أن الأخير سيسعى للتوقيع على مشروع قانون يعتبر الإخوان منظمة إرهابية، لأنه يرى أنها تقوم على تغذية الفكر الجهادى، وبالتالى فهو لن يحاول احتواءها كما فعل سلفه أوباما، ووزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، اللذين استغلاها خلال موجة «الربيع العربى» فى ليبيا ومصر وسوريا عام 2011. فى السياق ذاته، نقل موقع «بريت بارت» الأمريكى تصريحات عن فرانك جافنى مؤسس مركز أبحاث «السياسة الأمنية» فى أمريكا، والمعروف بكونه أحد أهم مصادر معلومات ترامب عن العرب والإسلام، جاء فيها أن أساس برنامج ال100 يوم الأولى لترامب فى الرئاسة ستشهد الكثير من التحركات، منها إعادة بناء الجيش، ووضع استراتيجية للانتصار على الحركات الجهادية، مؤكدًا أن إدراج جماعة الإخوان فى قائمة المنظمات الإرهابية هو أكثر التحديات أهمية وحسما للرئيس الجديد. على جانب آخر، قال أحمد بان، القيادى الإخوانى المنشق، إن هذا القرار سيكون له الأثر الأكبر على الجماعة وتحركاتها خارج مصر، فهو سيحدث حالة من الارتباك الكبير، لكنه لن يكون بنفس التأثير داخل مصر، فهى جماعة مفككة ومنقسمة بالفعل. وبدوره أشار الدكتور سعيد صادق، خبير علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، إلى أنه مع فوز ترامب برئاسة أمريكا، سادت حالة من الاكتئاب فى أوساط الإخوان، نظرًا لمعرفتهم أن ترامب سيعتمد مشروع القانون الذى قدمه السيناتور تيد كروز إلى مجلس الشيوخ لاعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وبالفعل وافق عليه المجلس، لكن أوباما وقف أمام اعتماده، وهو ما يفسر تشجيعهم لهيلارى كلينتون وصدمتهم بتولى ترامب، فالخطوات الأولى التى ستلى هذا القرار أنه ستتبعه قرارات مماثلة فى الدول الأوروبية، وعدد من الدول الأخرى مثل تركياوقطر، والتى لن تستطيع معاداة أمريكا فى هذا الشأن، لأنها بذلك ستكون معرضة لوضعها فى قائمة الدولة التى ترعى الإرهاب دوليًا، لذلك فمن المتوقع أن هذا القرار سيجعل تلك الدول تلفظ قيادات الجماعة التى تؤويها على أراضيها. ويتوقع صادق أن تحدث هذه الخطوة خلال المئة يوم الأولى لترامب فى الرئاسة، لأنه بهذا القرار سيعطى انطباعًا قويًا عن قدرته على تغيير السياسة الأمريكية وإرضاء ناخبيه ومسانديه فى الانتخابات، الذين عولوا عليه كثيرًا فى هذا الشأن، مشيرًا إلى أن آلية ظهور القانون ستكون عن طريق تحريك الجمهوريين للقوانين المعطلة داخل الكونجرس، والتى أوقفها أوباما وهيلارى.