سائق: بياخذوا العربية بالإكراه 12 ساعة ويقولوا لنا مأمورية ميرى.. ونروح لعيالنا من غير فلوس وآخر بالجيزة:الأمين خد منى العربية ونزّل الركاب.. ولو رفضت أتقتل أو تتلفق لى قضية مصدر أمنى:إجبار السائقين على الخروج فى مأموريات غير قانونى.. ويتم من وراء «الداخلية» أمناء الشرطة كلمة السر الدائمة التى كانت وراء تدهور العلاقة بين الشرطة والمواطنين، ويبدو أن شخصية حاتم التى جسدها الفنان الراحل خالد صالح فى فيلم «هى فوضى»، ظهرت بشدة فى الفترة الأخيرة، فكلما تحدث مشاجرة بين مواطن وبين أمين شرطة يخرج الأخير سلاحه الميرى ويقتله، ناسيًا أن السلاح الذى معه تسلمه من الدولة للحفاظ على حياة المواطن، وليس لقتله به. ومن بين تلك النماذج التى تجرعت مرارة الظلم على أيدى أمناء الشرطة وسقط من بينهم العديد من الضحايا، سائقو الميكروباص، فقد انتشرت فى الآونة الأخيرة ما يشبه الحرب بين أمناء الشرطه وبين سائقى الميكروباص، وبالفعل انتهى بعضها بقتل عدد من سائقى الميكروباص على أيدى أمناء الشرطة، وآخر تلك الحالات مقتل سائق بطلقة نارية فى رأسه على يد أمين شرطة بمنطقة صقر قريش، بالمعادى. «الصباح» ترصد الظاهرة من خلال قصص يرويها سائقو الميكروباص، تكشف عن تعرضهم للإهانة والذل على أيدى أمناء شرطة، استغلوا نفوذهم وفرضوا سطوتهم على بعض السائقين الغلابة. يقول «م.ج/ 29 سنة»، يعمل بموقف عبد المنعم رياض بالتحرير «منهم لله أمناء الشرطة، كنا ارتاحنا من جبروتهم وظلمهم بعد ثورة يناير، لكن دلوقتى رجعوا أقوى من الأول، وبقوا بيظلموا أكثر وما بيهمهمش حد». وأضاف «أمناء الشرطة طول عمرهم باشاوات، وبيعملوا اللى هما عايزينه فينا، ومحدش مننا يقدر عليهم، ولازم ننفذ كلامهم يا إما نلاقى الطبنجة فى وشنا، ما حدش فينا يقدر يكسر لهم كلمة، أمين الشرطة بيوقفنا وياخذ الميكروباص مننا ويلففنا معاه بالخمس والعشر ساعات علشان ينفذ مأمورية، وفى الآخر مابنخدش حاجة ونستلف فلوس عشان (نفوِّل) بنزين». ويحكى «فى إحدى المرات، كنت محمل وطالع من الموقف، فوقفنى أمين شرطة وطلب من الركاب إنهم ينزلوا عشان عايزنى وعايز العربية فى مأمورية ميرى، رفضت ساعتها وقلت له يا باشا ده آخر دور ليا وبعدين لازم أسلم العربية لصاحبها عشان الوردية اللى بعدى ولو اتاخرت عليه هيحملنى تمن الوردية، فسبنى وأهانتى أمام الركاب وهددنى بطبنجته الميرى، لولا الركاب تدخلوا وطالبوه بالعفو عنى كان زمانى دلوقتى مقتول زى كثير من السواقين اللى بيقولوا للباشا لا». سائق آخر للسيارة أجرة بالموقف، تدخل قائلًا «بياخدوا العربية من الساعة 12 الظهر ويسيبوها فى الساعة 12 بالليل، ويلفوا بيها، وبياخدوها عافية وبلطجة، اللى زى حالتنا واخد العربية من صاحبها ب150 جنيهًا فى الوردية.. علشان يطلع يشتغل يعمله 250 جنيهًا، بيته ياخد 70 أو 80 جنيهًا و(يفوِّل) جاز ويدى صاحبها 150 جنيهًا.. لكن الأمين بيخدنا يفضل يلف بينا 12 و13 ساعة ونرجع.. وبدل ما نروح لبيتنا ب70 أو 80 جنيهًا بنستلف 30 أو 40 جنيهًا نحط جاز للعربية». «ش.م/ سائق ميكروباص بميدان الجيزة» يضيف «والله أمناء الشرطة دول مسودين عيشتنا ومخليينا كرهنا الشغلانة وعايزين نشتغل أى شغلانة غيرها عشان نخلص من رمى جتتهم علينا كل يوم، الواحد بيخرج من بيته كل ورديه مش عارف هيرجع على رجليه ولا على نقالة، اللى بيحصل إنى أفاجأ بالأمين وأنا بحمل الركاب يقول لى (يالا يالا.. عندنا حملة) وياخدنى ويسحلنى معاه، وفى الآخر يرجعنى بعد كام ساعة ويضيع علىَّ الوردية، واضطر أستلف أو أشحت من زمايلى عشان أدى لصاحب العربية حق الوردية، وعشان أرجع لعيالى بعيش حاف». وعند سؤالنا عما إذا ما رفض أحدهم تنفيذ أوامر السادة أمناء الشرطة رد «أ.ر» قائلًا «لو حد فينا رفض يا باشا يبقى أمه داعية عليه وهيشوف أيام سودة، يا باشا البلد بتاعتهم لو رفضت ممكن اتضرب بالنار أو يلفقوا لى أى قضية، يا باشا دول ما يعرفوش ربنا، ممكن لو قلت لحد منهم لا، يبقى البرشام ده بتاعك والمطوة دى بتاعتك والحشيش بتاعك»، وهنا رد أحد السائقين بنبرة حادة «يا باشا مش هتعرف تسلك معاهم، هيلبسوك أى قضية ولا ليك دية عندهم، إحنا يا باشا غلابة وماشيين جنب الحيط». وعند سؤالنا عن حقيقه استيلاء أمناء الشرطة على السيارات الأجرة للقيام بمأمورية، رد أحد السائقين «يا باشا ولا مأموريات ولا حاجة أنت بتصدق الكلام ده، أمين الشرطة بياخذ العربية بحجة إنه طالع حملة للقبض على مطلوبين أو متهربين من أحكام وبياخذ العربية ويلف بها ويعمل بها مصالح ويخلص بها مشاوير خاصة بيه وبأهله، مفيش الكلام ده يا باشا، ما الأقسام عندها عربيات تسد عين الشمس ما يطلعوا مأموريات بيها، لكن هما بييجوا على الغلابة وبيستغلوا ضعفنا، ويا ويله اللى يتكلم أو يرفض، بيتهان ويتذل». وأضاف سائق «احنا بتطلع عنينا عشان نطلع ب70 أو 80 جنيهًا فى اليوم، ومعظمنا على باب الله شغالين على ميكروباصات بالوردية وبنشتغل يوم آه وتلاته لأ، ومش ناقصين قرف الأمناء وبلطجتهم علينا، السواق مننا بيفضل واقف فى عز الشمس مستنى دوره عشان رزقه وفى الآخر يطلع له أمين شرطة وياخده غصب عنه بالعربية عشان يقضى للباشا مشاويره الخاصة أو يوصله لمشوار خاص بيه ويضيع على الوردية، ويتسبب فى ضياع رزقى». وأضاف «ح.ك» أحد السائقين «يعنى هو يرضى ربنا إن أمين الشرطة عشان يستريح ويستغلنا، مش المفروض إن الشرطة فى خدمة الشعب وإنهم بيحمونا من البلطجية وقطاع الطرق، باللى بيعملوه فينا، يبقى مين البلطجى ومين اللى يحمينا منهم؟!». واستكمل «يعنى لو أمين شرطة عايز يروح مشوار يركب من غير ما يدفع أجرة ليه؟!.. هو مش مواطن زيه زى كل الركاب اللى راكبين فى الميكروباص؟!، يا باشا هما بياخذوا قليل؟، دول حتى بتوع الشاى اللى فى المواقف ما سلموش منهم، بيشربوا فى اليوم وبيعزموا ييجى ب30 كوبايه شاى وما بيدفعوش ليه؟، هما أحسن مننا ولا البلد دى ما فيهاش قانون يحاسبهم، وييجى الباشا عشان وراه مشوار ياخدنى بالعربية واشتغل له سواق وماخدش منه حاجة، وفى الآخر أمد إيدى وأستلف واتداين عشان فلوس الوردية». مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية، رد على ما نقلناه عن تجاوزات أمناء الشرطة قائلًا «هذا الكلام لا تعلم به وزارة الداخلية، فقيام أمناء الشرطة بالحصول على السيارة الأجرة بالإجبار خارج نطاق قانون وزارة الداخلية، فالوزارة عندها ما يكفيها من سيارات للخروج فى مأموريات، وكافة المأموريات التى يخرج بها رجال المباحث من الأقسام تكون بسيارات الداخلية، ومن حق أى سائق إذا جاءه أمين شرطة يطلب منه سيارته إجبارًا إن يرفض ويتقدم ببلاغ ضده فى الوزارة، وسوف تقوم إدارة التفتيش بالتحقيق معه فورا». وأضاف المصدر» الوزارة إذا احتاجت سيارات من الخارج فيجب أن يكون بأوراق رسمية صادرة من الوزارة، مقابل مبالغ مالية، وفى الغالب نحتاج لأتوبيسات وليست ميكروباصات».