ورشة عمل حول تطبيقات الصحة والسلامة المهنية بالمنشآت الحكومية بالمنوفية| صور    الحكومة: التعاون مع البنك الدولي يهدف لإيجاد اقتصاد قوي ومرن إزاء أي تحديات خارجية    إسرائيل توسع صلاحيات فريق التفاوض مع حماس حول صفقة تبادل أسرى    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: موقف مصر مشرف وواضح وشجاع    الأونروا: تعليق التمويل الأمريكي والبريطاني جعل وضعنا المالي في إشكالية كبيرة    «شريف» يشارك في هزيمة الخليج أمام أبها بالدوري السعودي    حظك اليوم| برج الجدي 24 مايو.. علاقات أقوى مع الأحباء    يمكن لمن حصل على شقة من قبل التقديم عليها.. طرح وحدات سكنية جديدة في 5 مدن (فيديو)    متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    الاتحاد الأوروبي ينتقد مناورات الصين واسعة النطاق قبالة تايوان    أيمن الجميل: مشروع الدلتا الجديدة إنجاز تاريخي    ماذا قال الحلفاوي عن مصطفى شوبير قبل مباراة الأهلي والترجي؟    تحقيقات موسعة بواقعة ضبط أكبر شحنة كوكايين في 2024 ببورسعيد    وزير الاتصالات: توقيع اتفاقية تعاون لتطوير حلول رقمية في مجال الرعاية الصحية باستخدام AI    "دمي فلسطيني".. والد بيلا حديد يعلق على إطلالة ابنته بالكوفية الفلسطينية في "كان" السينمائي    إيرادات الأربعاء.. "السرب" الأول و"بنقدر ظروفك" في المركز الرابع    «دنيا سمير غانم كانت هتبقى معانا».. هشام ماجد يكشف مفاجأه عن الموسم الأول من «أشغال شقة»    إعلام إسرائيلي: من المتوقع صدور أوامر للوزراء بعدم التطرق لقرارات محكمة العدل    انطلاق المؤتمر السنوي ل «طب القناة» في دورته ال 15    وزارة الصحة: نصائح هامة للمواطنين تفاديا لمخاطر ارتفاع درجات الحرارة    الوجودية واختياراتنا في الحياة في عرض «سبع ليالي» ب مهرجان نوادي المسرح    العثور على جثة متحللة لمسن في بورسعيد    لجنة سكرتارية الهجرة باتحاد نقابات عمال مصر تناقش ملفات مهمة    محمد نور: خطة مجابهة التضليل تعتمد على 3 محاور    قرار قضائي جديد بشأن التحقيقات مع سائق «ميكروباص» معدية أبو غالب (القصة كاملة)    «بوتين» يوقّع مرسوما يسمح بمصادرة أصول تابعة للولايات المتحدة في روسيا    الفريق أول محمد زكى: قادرون على مجابهة أى تحديات تفرض علينا    البورصات الأوروبية تغلق على ارتفاع.. وأسهم التكنولوجيا تصعد 1%    انفجار مسيرتين مفخختين قرب كريات شمونة فى الجليل الأعلى شمال إسرائيل    20 لاعبًا في قائمة سموحة لمواجهة فاركو بالدوري المصري    مسلسل إسرائيلي يثير الجدل والتساؤلات حول مقتل الرئيس الإيراني    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    محافظ بورسعيد يشيد بجهد كنترول امتحانات الشهادة الإعدادية    رئيس الوزراء يناقش سبل دعم وتطوير خدمات الصحفيين    خاص.. الأهلي يدعو أسرة علي معلول لحضور نهائي دوري أبطال إفريقيا    بالفيديو.. خالد الجندي: عقد مؤتمر عن السنة يُفوت الفرصة على المزايدين    متى وكم؟ فضول المصريين يتصاعد لمعرفة موعد إجازة عيد الأضحى 2024 وعدد الأيام    الكرملين: الأسلحة الغربية لن تغير مجرى العملية العسكرية الخاصة ولن تحول دون تحقيق أهدافها    أجمل عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024 قصيرة وأروع الرسائل للاصدقاء    وزير الري: نبذل جهودا كبيرة لخدمة ودعم الدول الإفريقية    من الجمعة للثلاثاء | برنامج جديد للإعلامي إبراهيم فايق    قبل قصد بيت الله الحرام| قاعود: الإقلاع عن الذنوب ورد المظالم من أهم المستحبات    الجودو المصري يحجز مقعدين في أولمبياد باريس 2024    افتتاح كأس العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالمكسيك بمشاركة منتخب مصر    وزارة الصحة تؤكد: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    محافظ كفر الشيخ يتفقد السوق الدائم بغرب العاصمة    عفو السيسي عن عقوبة "البحيري" .. هل عطّل الأزهر عن فتوى جديدة عن "مركز تكوين"    رئيس الوزراء يتابع موقف تنفيذ المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل    محافظ أسيوط يناشد المواطنين بالمشاركة في مبادرة المشروعات الخضراء الذكية    ننشر حيثيات تغريم شيرين عبد الوهاب 5 آلاف جنيه بتهمة سب المنتج محمد الشاعر    تاج الدين: مصر لديها مراكز لتجميع البلازما بمواصفات عالمية    المراكز التكنولوجية بالشرقية تستقبل 9215 طلب تصالح على مخالفات البناء    الهلال السعودي يستهدف التعاقد مع نجم برشلونة في الانتقالات الصيفية    تعليم القاهرة تعلن تفاصيل التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الأبتدائي للعام الدراسي المقبل    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    حماس: معبر رفح كان وسيبقى معبرا فلسطينيا مصريا.. والاحتلال يتحمل مسئولية إغلاقه    الداخلية تضبط 484 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1356 رخصة خلال 24 ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لغة القرآن «طلاسم » بالنسبة للشباب
نشر في الصباح يوم 05 - 09 - 2016

احترمت نفسى عندما ابتعدت عن الإفتاء.. وأخطأت فى دخولى للسياسة
تجديد الخطاب الدينى لن يحدث ب«ضغطة زر» و«الطيب» يتحمل المسئولية الكبرى فى الملف
أسامة الأزهرى عالم كبير ومدرسة تقدم فكرًا دينيًا متطورًا
لن نلغى القرآن ونأتى بكلام جديد لكن ينبغى أن يسير كتاب الله والعصر ب«سرعة واحدة»
إذا كنت تريد أن تعيش عصر النبى لا تركب سيارة ولا تستعمل النقود الحالية ولا ترتدى الملابس الحديثة
بعض مهاجمىّ لا يقرأون أو يسمعون ولا ألتفت إليهم فأنا أؤمن بأن ما أفعله فيه الخير لبلدى ودينى
مشروعى جزء من «رسالة الأزهر» وأعمل تحت «مظلة المؤسسة»
الإعلام لا يعرف ماذا يريد ويستهدف الترفيه بلا أعين أو خريطة أو هدف
قبل عام من الآن جلست إلى عمرو خالد نتحدث عن مشروعه ل«البحث عن رؤية جديدة لدور الدين فى الحياة».
لا ينكر عمرو خالد أننا نعيش معضلة دينية كبيرة.
لقد حدث زلزال فى نظرة الناس للدين وما يشمله من مفاهيم، وهناك تطرف وعنف فى مساحات شاسعة على خريطة العالم تنسب للإسلام.
هو يعترف أن هناك خللًا، وأن الصورة المقدمة للدين حاليًا لا تلبى احتياجات المجتمع، بل قدر أنها متأخرة عن عصرنا ب70 عامًا.
«أخذت الحياة تتطور بسرعة مذهلة بينما وقف عرض الدين فى مكانه».
بالنسبة إليه فإن «هذا ليس خطأ فى الدين، لكننا لم نجدد، فكانت النتيجة فجوة كبيرة بين الدين والحياة».
«الدين معطل وغير فعّال.. هو بمثابة دواء نزعنا منه المادة الفعالة ثم نقول: إن الدواء لا يؤثر».
عند هذه النقطة نقف، فلا جهود تجديد الخطاب الدينى طوال عامين ونصف العام آتت ثمارها، ولا أعداد المتطرفين آخذة فى التراجع.
اخترت أن أذهب إليه ثانية.
لقد وضع عمرو خالد فى الجزء الثانى من مشروعه، الذى أطلق عليه «الأهداف الإنسانية للقرآن»، يده على موطن الخلل.
إنها الرشاشات المحشوة ب«كلمات الله» التى يمسك بها كل المتطرفين الإسلاميين هنا فى مصر وعلى امتداد العالم.
تبقى الأزمة فى إيجاد تفسير جديد للقرآن تعلو فيه الإنسانية: «مشكلتنا الكبيرة فى التفسير الانتقامى للقرآن».
كانت هذه القضية هى صلب حوارى معه الذى امتد لنحو 60 دقيقة تحدث خلالها عن رؤيته لما وصلنا إليه فى مسألة الخطاب الدينى.
• سألته: برأيك لماذا توجَّه السهام إلى القرآن الآن؟
- يحدد عمرو خالد 4 أوجه لأزمة القرآن، الأول: عدم فهم أجيال الشباب للغة وأهداف القرآن، والثانى: تجاهل البعد الإنسانى للقرآن وحصره على العرب والمسلمين، والثالث: عدم فاعلية القرآن فى الحياة، وأخيرًا: اجتزاء آيات من القرآن بما يتسبب فى فهم خاطئ يؤدى إلى تطرف وإلحاد.
هذا إجمال يحتاج إلى تفصيل.
يقول: «بالنسبة إلى الشباب لدينا مشكلتان فى التعامل مع القرآن، الأولى أن أجيال الشباب أصبحت لا تفهم القرآن.. هؤلاء لديهم صعوبة فى فهم القرآن لضعف اللغة العربية لديهم، أما الثانية فمشكلة تقنية تتعلق بطريقة تعليم الشباب التى تقوم على فكرة أن لكل موضوع أهدافًا، ثم عناصر تدل على هذه الأهداف، ثم ملخص واستنتاج وهم لا يجدون ذلك فى القرآن».
ثم إننا قصرنا القرآن على المسلمين فقط، وليس للعالمين: «نحن عرضنا القرآن على أنه كتاب مغلق للمسلمين فقط، وإلغاء العالمية عن رسالة النبى يعنى عنصرية الرسالة وهذه جريمة فى حق الإسلام وفى حق النبى».
يقول: «هناك أعداد كبيرة من المسلمين تتعامل مع القرآن على أنه كتاب يقرأ عند الموت، وآخرون يتعاملون معه بالحفظ دون فهم».
أما «أم المشكلات» فهى أزمة التفسير الانتقامى للقرآن، فنأخذ آية ونفهم منها معنى خطأ دون النظر لباقى الآيات ذات العلاقة بالموضوع ذاته.
النتيجة أن «صار القرآن كتابًا للبركة.. كتابًا يُقرأ على الأموات.. كتابًا للأموات وليس للأحياء.. طلاسم بالنسبة للأجيال الجديدة».
أما لماذا وصلنا إلى ذلك؟ فلأننا نتعامل مع القرآن من القشرة و«من يغوص فيه يتجه - فى أحيان كثيرة - إلى التطرف».
• لكن اسمح لى أن أسألك ألا ترى فى الكتاب ذاته «جرعات منشطة» ل«جينات التطرف»؟
- يقول: «هذا هو أول خطأ نقع فيه، فالقرآن فرَّق بين الجهاد والقتال.. الجهاد هو بَذْلُكَ الجهد فى كل عمل لله، أما القتال فلا يأتى فى القرآن إلا عن معركة عادلة بين جيشين، الله تعالى قال: (وجاهدهم به جهادًا كبيرًا)، أى بالقرآن وليس بالسلاح، فليس كل الجهاد قتالًا، فالجهاد أعمُّ من القتال».
يشرح عمرو خالد: «إذا قرأت (واقتلوهم حيث ثقفتموهم)، و(فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)، و(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) فيجب أن تقرأ أيضًا (وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنَّ الله لا يحب المعتدين)، و(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، و(ادخلوا فى السلم كافة)».
يقول: «لكل عصر جهاده.. النبى كان يقول: (خَلُّوا بَيْنِى وَبَيْنَ النَّاسِ)، وجاهدهم بالسلاح عندما منعوه عن الناس، فاليوم مع الإنترنت قد يكونون خلوا بيننا وبين الناس، فنجاهدهم بالدعوة، قال تعالى: (وجاهدهم به جهادًا كبيرًا)، نزلت فى مكة قبل القتال، فكان المقصود بها الدعوة، فقد أغناك النت عن السلاح».
• سألته: وما سر شيوع «التفسير الانتقامى» للقرآن؟
- يقول: «السر فى العزلة التى حدثت بين القرآن والحياة.. هذه العزلة موجودة منذ ما يقرب من 100 عام، والدليل أن أكثر كتب التفسير التى تباع الآن تعود إلى 70 عامًا أو يزيد.. ستجد «فقه السنة، وفى ظلال القرآن (مؤلفه سيد قطب)، وشرح رياض الصالحين» وكلها كتب ألفت من 70 عامًا أو أكثر».
يتساءل عمرو خالد: «هل نحن أكثر تدينًا من النبى؟.. هل نحن نبويون أكثر من النبى؟.. لقد أمرنا النبى بالتجديد».
• قلت له: ومن المسئول عن غياب التجديد؟
- يقول: «هى مسئوليات مشتركة.. تتشارك فيها ثقافة الشعوب التى تهمل الموضوع ويشارك فيها دعاة وعلماء».
«هذا لا يمنع أن هناك جهودًا عظيمة كانت تبذل.. الشيخ الشعراوى أضاف إضافات هائلة وغير عادية.. الأزهر أضاف لكن كل هذا لم يكن كافيًا فى مواجهة التحول الزمنى الذى حدث».
يقول: «عندما تسأل من المسئول عن الفجوة بين القرآن والحياة يمكن أن تقول إن الزمن يسير بسرعة شديدة بينما طريقة عرضنا للقرآن لا تسير بشكل مواز لهذه السرعة، ومن هنا جاءت فكرة تجديد الخطاب الدينى.. نحن لن نلغى كلام القرآن ونأتى بكلام جديد.. لكن سنقول إن الحياة تسير بسرعة كبيرة ونحن نوقن أن ديننا مناسب لكل زمان ومكان وأنه يجب أن يسير القرآن والحياة بنفس السرعة».
• سألته: أين نقف فى مشروع تجديد الخطاب الدينى؟
- يقول: «المشكلة أن هناك من تخيل أن تجديد الخطاب الدينى سيحدث بمجرد الضغط على زر تجديد الخطاب.. هذا غير معقول.. فى الأساس لم يكن هناك شىء على الرف لتأخذه وتقول هذا هو احتياجات العصر، لكن أن يخرج شيخ الأزهر ليعلن مواقف الإسلام من القضايا الشائكة هذا بلا شك جزء كبير من تجديد الخطاب الدينى.. أن يشرف الدكتور على جمعة على إصدار كتبى الجديدة هذا جزء من تجديد الخطاب الدينى.. أن تخرج دار الإفتاء بفكرة المرصد لرصد أفكار التطرف هذا جزء من تجديد الخطاب الدينى».
ويواصل: «أنا أدعى أن برنامجى الرمضانى - الذى ساعد فيه بشدة الدكتور على جمعة - جزء من تجديد الخطاب الدينى.. أقصد أن عام 2016 به جهود بدأت تظهر وتتجمع.. هناك حلقات كبيرة مثل عمل الأزهر وحلقات صغيرة مثل دورى.. هذه الأفكار ستتجمع تدريجيًا وستحدث عملية نضج تدريجية فى تجديد الخطاب الدينى، وليست مهمتنا أن نجعل المتطرف غير متطرف وإنما حماية الشباب من أن يذهب إلى التطرف من خلال فكر إنسانى معتدل».
• لكن: هل ترى أن هذه الجهود كافية بالنسبة إلى المطلوب؟
- يقول: «بالنسبة للمطلوب هذا سؤال صعب جدًا.. المطلوب أن يتحول الفكر الدينى إلى ثقافة شعب، وفى الأساس لم يكن هناك فكر جديد مطروح.. جهود الأزهر ودار الإفتاء والعمل البسيط الذى أقوم به والمقالات الأسبوعية للشيخ أسامة الأزهرى بمثابة (قَضِيبُ).. كان لدينا فكر لا يتحرر ولا يتحرك فتغير الآن».
«ما هو مطلوب الآن أن نحول هذا الفكر إلى ثقافة شعب وهذه مسئولية جهات كثيرة.. لا يمكن أن نحمّل جهات مثل الأزهر أكثر من طاقتها، بل يجب على الجميع المشاركة مثل الإعلام ووزارة التربية والتعليم والقنوات الخاصة وصناعة السينما والشعراء والدعاة والشركات الكبرى.. الكل يجب أن يدعم لكى يحدث تجديد فى الخطاب الدينى».
يقول: «هناك فكر جديد يعرض الآن ويتلقفه الناس يجب أن يتحول إلى ثقافة شعب.. أنت تتحدث عن أجيال.. ماذا تفعل أمام ما عرض فى الإعلام المصرى خلال شهر رمضان من مستويات أحيانًا متدنية فى الأفكار وليست لها أى قيمة وتعرض فى أفضل الأوقات؟!».
يواصل: «أنت تتحدث عن برنامج كامل يقوده الأزهر وتتبناه وزارة التربية والتعليم، وتشارك فيه وزارة الشباب والرياضة وشركات تسويق ووسائل إعلام، والإعلام عليه 50 فى المائة من الجهد إذا كنت ستسألنى عن أرقام حتى لا نبذل مجهودًا كبيرًا فى أوقات طويلة يمكن للإعلام أن يختصرها.. الإعلام يستطيع تبنى أفكار يطرحها شيخ الأزهر والشيخ أسامة الأزهرى والدكتور على جمعة ودار الإفتاء فى أشكال درامية جاذبة للشباب وينفق عليها ميزانية جيدة وتعرض فى أوقات جيدة».
يشتبك عمرو خالد مع الإعلام: «الإعلام لا يمتلك موضوعًا يتبناه.. أنا أدعى أن الإعلام بشكله الحالى لا يعرف ماذا يريد..ماذا يعرض الإعلام؟.. الترفيه.. ما هدفه؟.. لا نعرف.. لا توجد صورة واضحة لدى صناع الميديا فى مصر حول سؤال (كيف نخدم مصر؟).. الدولة تتحدث عن زيادة الإنتاج والفكر الدينى الجديد فأين بُنيت هذه الفكرة فى رمضان الماضى؟.. شيخ الأزهر وأسامة الأزهرى والأوقاف تحدثوا عنها وأنا تحدثت عنها فى 3 حلقات من برنامج رمضان، والرئيس تحدث عنها، والدولة تحدثت عنها.. أين الإعلام؟.. أحضر لى عملًا واحدًا فعل ذلك.. من يُهاجمون ويتهمون بالتقصير فى ملف تجديد الخطاب الدينى هم فقط من تبنوا الفكر.. أين الإعلام؟.. لا تقل لى الإعلام محايد.. لا يوجد إعلام محايد فى التاريخ.. هو ينتقى الترفيه ويا ليته ترفيها معتدلا لكن بنسبة 70 فى المائة هو ترفيه بلا أعين وبلا خريطة وبلا هدف».
• قلت له: أغلب المحاولات لتجديد الخطاب كانت تبدأ من الدين، وتريد أن تعود إلى الماضى وتطوّع العصر له.. كيف نحل معادلة «عصر النبى أم حياة النبى»؟
- يقول: «من ضمن تحليل مشكلة الكثير من الشباب أن تعرض عليه هذا السؤال، لأنه سؤال يدعو إلى التفكير.. أين تريد أن تعيش؟ زمن النبى؟.. أم حياة النبى؟.. إذا كنت تريد أن تعيش زمن النبى أوقف الزمن، أما حياة النبى فتعنى أخلاقه وقيمه ورسالته».
يسأل عمرو ماذا نختار؟ ثم يجيب: «نحن نريد أن نعيش حياة النبى.. زمن النبى يتغير أما حياته فثابتة لا تتغير.. النبى لم يكن فى عصره ميكروفون فكان بلال يصعد ويؤذن.. الآن يوجد ميكروفون فهل لا نستخدمه؟.. وقتها كانت النقود عبارة عن دراهم ودنانير ثم وصلنا الآن إلى الكريدت كارد.. ماذا تريد أنت؟.. إذا كنت تريد عصر النبى لا تركب سيارة.. لا تستعمل النقود الحالية.. لا ترتدِ الملابس الحديثة.. أوقف الزمن.. ولا تتشاجر مع أحد من العلمانيين عندما يقول إن الإسلام لا يصلح لكل زمان ومكان».
• لاحظت أن عمرو خالد فى كل مرة يذكر فيها تجديد الخطاب الدينى يتحدث عن الشيخ الطيب والدكتور على جمعة وأسامة الأزهرى، المستشار الدينى لرئيس الجمهورية.. فقلت له: لماذا هؤلاء تحديدًا؟
يقول: «هؤلاء هم الرموز الذين يقدمون فكرًا دينيًا متطورًا ولا يوجد غيرهم.. هم فى الطليعة وهم المسئولون عن الفكر الجديد، وليست فقط الدولة هى من تنتظر منهم هذا الفكر ولكن الناس أيضًا».
«الشيخ الطيب بصفته الأزهر، ويجب أن نرى حجم الأزهر الحقيقى، لأنه شىء كبير جدًا، ولا ينبغى أن نظهر الأزهر بأقل من قيمته».
أما الشيخ أسامة فهو «عالم كبير ومدرسة مهتمة فى الأساس بقضية الفقه الإسلامى ومواجهة عدم الإتقان، وأنا أعلم أنه يؤلف الآن مرجعًا كبيرًا فى إتقان المهن من وجهة النظر الدينية، أى أنه يذهب فى طريق العمل والإنتاج وهذا المنتج خطوة لم تكن موجودة منذ فترة طويلة، فآخر شخص خرج بمنتج مثل هذا هو الشيخ المراغى فى الثلاثينيات وقد تلقفته دائرة المعارف البريطانية ونشرته على أنه جهد مهم جدًا، وأخيرًا الشيخ على جمعة وهو مدرسة كبيرة جدًا لا يوفيها الحديث حقها».
• سألته: كيف تفسر انضمام هذا العدد الهائل من الشباب إلى المنظمات المتطرفة؟
- يقول: «هؤلاء مساكين.. هو يفتح الإنترنت فيجد هذا الفكر موجودًا وبنجاح، ويشترى الكتاب المعروض فيجده يقول نفس الكلام، ويسمع (CD) لأحد مشايخ التطرف فيجده يقول نفس الكلام، فيتولد عنده أن هذا هو الدين لأن هذا ما يعرض عليه، ولو كانت هناك حركة موازية ناجحة تقدم الفكر الإسلامى المعتدل المستنير وتجمع الناس بشكل إنسانى يدعو إلى النجاح والتنمية والخير وحب الوطن والبناء والتعمير والإنجاز ما وصلنا إلى هذه المشكلة».
طاقة الشباب يجب أن تذهب فى اتجاه، فإذا وجد فكر إسلامى إنسانى - وأنا مصر على كلمة إنسانى لأننا قزمنا الإنسانية فى ديننا وهو دين إنسانى بامتياز فظهر تدين ضد الدين - ستقل أعداد الشباب المنضمين للمنظمات المتطرفة.
يواصل: «اعط الشباب منتجًا منافسًا للفكر المتطرف على الإنترنت.. أنا أعمل هذا على الإنترنت وصفحتى على (فيس بوك) بها 22 مليون متابع.. تحدث إلى الشباب بقوة وبطريقة عصرية.. قدم لهم الفتاوى من جهات معتمدة سواء دار الإفتاء أو الدكتور على جمعة لكى تصلح المفاهيم».
• قلت له: وهل تركن إلى أن الفقر يمكن أن يكون سببًا فى جعل الإنسان متطرفًا؟
يقول: «الفقر وحده دون فكر متطرف لا يؤدى إلى ذلك.. من الممكن أن يؤدى إلى جريمة، لكن الفقر وحده ليس سببا كافيًا للتطرف».
لكن الفقر يمكن أن يكون أداة تجنيد: «هناك فكر متطرف يستفيد من الفقر الموجود لدغدغة مشاعر الفقراء بأن الإسلام دين الفقر وهى عملية تخدير باسم الدين.. الإسلام دين يدفع إلى النجاح والغنى (ووجدك عائلًا فأغنى)..(ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما).. وحديث (نعم المال الصالح للعبد الصالح)».
يقول: «النبى لم يكن فقيرًا بنص القرآن، فلم يقل له وجدك فقيرًا فأغنى بل (عائلا)أى تعول.. هؤلاء يستخدمون ثقافة الفقر للتشجيع على مزيد من الانغلاق والكسل والتراخى ثم التطرف بينما الإسلام يرفض ثقافة الفقر».
• سألته: أتتوقع تراجعًا فى معدل التطرف خلال الفترة القبلة؟
هو يربط ذلك بحجم الجهود التى ستبذل من الجهات المختلفة وعلى رأسها الأزهر الشريف: «أنا فى النهاية أؤدى دورًا صغيرًا يعتمد على مجموعة من الشباب، ولكن المظلة الكبرى التى نعمل تحت لوائها هى مظلة الأزهر.. نحن نبذل مجهودًا والشيخ أسامة الازهرى يبذل مجهودًا ودار الإفتاء تبذل مجهودًا، وغير ممكن أن تدعى أى جهة أنها تستطيع أن تحدث فارقًا وإن كانت المسئولية الأكبر يقوم بها الأزهر».
• سألته: أى عدو تواجه بمشروع «الأهداف الإنسانية للقرآن»؟
يقول: «هذا المشروع الإنسانى فى مواجهة مع التطرف، ومع من لا يريد أن يفهم الإسلام فهمه الصحيح، ومع من يفضل الصراع سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، فمن يريد الصراع لا يريد لهذا الفهم المشترك الإنسانى أن ينتشر».
• قلت له: هل تتعاون مع الأزهر أو أى من المؤسسات الدينية الرسمية فى مشروعك؟
يقول: «ما أقدمه جزء من الرسالة التى ينادى بها الأزهر.. نحن نقدمها تحت مظلته وتحت الأفكار التى خرج بها شيخ الأزهر فى رمضان وقبل رمضان».
• سألته: هل تلاحظ انخفاضًا فى حدة الهجمات الموجهة ضدك؟
يقول: «أنا أسير بطريقة تريحنى.. أهم شىء أن تكون متصالحًا مع نفسك، وأنا متصالح مع نفسى جدًا.. أنا أعمل فى شىء أؤمن أن فيه الخير والمصلحة لدينى ولبلدى ولا يهمنى شى ء آخر.. أخرج منتجاتى ومن يريد أن يتصيد الهجوم دون أن يقرأ أو يسمع لن ألتفت إليه، ومن ينقدنى من أجل تصحيح خطوة ما أستفيد منه».
كل ما يطلبه عمرو خالد هو الإنصاف: «أقول لمن يهاجمنى: هل سمعتنى فى رمضان الماضى؟.. هل قرأت الكتابين الذين قمت بإصدارهما عن القرآن؟.. هل سمعت ما أقوله قبل أن تهاجمنى؟.. هل هذا منطق أو عقل أو ثقافة أن تهاجمنى دون قراءة؟».
يقول: «البعض يهاجمنى دون قراءة ما أصدره وهذا يظهر من أول لحظة، بل إن البعض يهاجمنى حتى قبل صدور العمل، وما يطمئننى الآن ليس قلة الهجوم لكن أن الناس عندما شاهدتنى احترمت كلامى ولهذا أصبح الاختيار السهل أن أعمل لبلدى ولدينى ولا ألتفت».
• كان سؤالى الأخير: كيف ترى الوضع فى مصر الآن؟
يقول: «مصر تمر بفترة دقيقة وصعبة جدًا، ومن مصلحة كل مصرى وطنى أن تقف الدولة على قدميها وأن تنجح، وكل منا يبذل بقدر استطاعته فى ظل الوضع الصعب الذى نعيشه».
وقد أراد عمرو خالد أن ينهى حواره معى برسالتين، الأولى دعوة إلى تكاتف الدول العربية والإسلامية لمواجهة «الفكر الضال» الذى ينتج التطرف والإرهاب باسم الإسلام، وهو يشدد على دور الشعوب، ف«الدول وحدها لا تستطيع مواجهة التطرف والإرهاب إن لم يقف الشعب صفًا واحدًا مع الدولة لمواجهة الفكر المتطرف وتجفيف منابعه».
أما الرسالة الثانية فهى لمن بيده القرار بأن يطلق حملة ضد ما يصفه ب«ثقافة الفهلوة» التى أصبحت متمكنة من حياتنا العامة وطريقة فكرنا الدينى.
يقول: «لا يوجد شىء اسمه لأنى متدين فأنا أستحق هذا المكان أو هذه المنزلة.. (اقرأ) كانت أول كلمة فى القرآن، أما أن تظن أنك بتدينك تستطيع مخالفة قوانين الله فى الكون فهذه قلة تدين، لأن من قوانين الله فى كونه أن تعى وتفهم وتتعلم قبل أن تنفذ.. الوعى قبل السعى مبدأ بسيط وأساسى.. أنا احترمت نفسى عندما لم أدخل مساحة الإفتاء، لأن الوعى قبل السعى، وأخطأت عندما دخلت فى السياسة».
كانت صورة مزعومة تجمع عمرو خالد بفتاة متبرجة قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى. من نشر الصورة قد ادعى أن الفتاة هى الزوجة الثانية للداعية الإسلامى.
وبرغم أن الصورة المتداولة من زاوية خلفية لا تظهر الوجه بشكل واضح إلا أنها شهدت انتشارًا واسعًا. سألته عن صحة الصورة فانزعج بشدة. للمرة الأولى يقول لى: «لا يليق السؤال ». عمرو خالد يسأل عن أمور دينية ولا ينجذب إلى ساحة الحديث عما يصفه ب «اتهامات مغرضة ». نفى بالطبع أن يكون قد تزوج ثانية على زوجته السيدة علا الصباح، ثم ل يتساءل: «وإذا افترضنا أن الصورة صحيحة..هل هذا يديننى مثلا؟ ».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.