منسقة حملة : «أنشر فكر التعدد منذ سنتين».. وجروب (حلم كل رجل) يضم 5 آلاف متابع هناء تروى قصة والدها المتزوج من ثلاث.. ومها «كندية الجنسية» تبحث لزوجها عن عروسة منى وعلياء وهبة3 صديقات تزوجن رجلا واحدا على طريقة فيلم«سيداتى آنساتى » إيمان: خطبت لزوجى بعد 6 أشهر من زواجنا.. وزوجها: نقدم للمجتمع تجربة تصحح نظرته للتعدد زوجات كسرن القاعدة وخرجن عن المألوف من طبيعة المرأة التى تغار دائمًا على زوجها ولا تقبل لها شريكًا، هؤلاء الزوجات قبلن التعدد ليس لأن بهن علة، فأغلب قصص تعدد الزوجات تكون تحت بند عدم الإنجاب أو المرض وغيره، فغالبًا حين يطلب الزوج الزواج مرة أخرى تنقلب الدنيا رأسًا على عقب، ولكن هن قبلنه ووافقن عليه، بل شجعن أزواجهن على ذلك وخطبن لهم وأحيانًا يعيشون معًا فى منزل واحد. «الصباح» تفتح هذا الملف الشائك وتتحدث مع هؤلاء الزوجات اللاتى يحكين عن تجربتهن مع أزواجهن، ومنهن أيضًا من روجت قصتها على مواقع التواصل الاجتماعى، لكى يستفيد بها الناس، بحسب اعتقادهن. القصة التى سنحكيها هنا ليست مشهدًا من فيلم (سيداتى آنساتى)، حيث قررت معالى زايد مع صديقاتها الثلاث التزوج من رجل واحد، بل واقع من صلب المجتمع المصرى. منى (30 سنة/ ليسانس آداب)، تروى ل«الصباح» كيف تزوجت هى وصديقاتها الثلاث من رجل واحد، بل كيف زوجته امرأة رابعة، فى البداية تقول منى إنها هى وهبة (30 سنة/ ليسانس حقوق)، وعلياء، كان صديقات وكان حلمهن أن يتزوجن رجلًا واحدًا إحياء لسنة التعدد، وأشارت إلى أن هذا نابع من الالتزام الدينى والشعور بحب سنة الله، وأضافت «صديقتها علياء تزوجت من شاب ملتزم وحافظ لكتاب الله واسمه أحمد (33 سنة/ خريج تجارة خارجية ويعمل بالتجارة الحرة)، وأضافت أنها أنجبت منه 3 بنات هن منة ومريم وروان، ثم توفيت عند ولادتها البنت الرابعة رزان، وأضافت منى «تزوجت أبو البنات لقربى الشديد من صديقتى الراحلة علياء، لأرعى بنات صديقتى الأربع». وحكت أنها بعد أسبوع واحد فقط من زواجهما، سألته أتؤمن بالتعدد؟ فقال لها زوجها: «شرع الله»، وأضافت «فعرضت عليه أن يتقدم لخطبة صديقتها هبة ليحيى سنة التعدد، ليحقق حلمها فى إحياء سنة النبى، وتكون هى وزوجاته قدوة لبقية النساء، وبالفعل تقدم لخطبتها وتمت الزيجة بعد سنة»، ولفتت إلى أنها وصديقتها كانتا أختين لرجل واحد، وكانت هناك بعض الخلافات بالطبع ولكنها خلافات بسيطة. وتكمل أسمهان، الزوجة الثالثة، بأنها تعرفت على زوجته الرابعة نهى «28 سنة/ خريجة كلية دار علوم»، وكانت أرملة شهيد وأمًا لطفلة، فعرضت على زوجها أن يتزوجها ورآها وتمت الزيجة وأصبحن ثلاث زوجات يعشن فى بيت واحد، كل منهن لها شقتها والدور الأرضى لوالد ووالدة الزوج. أما عن النظام والعادات والتقاليد داخل بيت العيلة، فتقول أسمهان «كل الأبناء ينادون على الزوجات الثلاثة ب(ماما) فلا وجود لكلمة مرات أبويا»، مشيرة إلى أنها كانت كانت لديها بنت وتوفيت بعد أسبوع من ولادتها، أما نهى فلم ترزق بعد، وأشارت إلى أنهن ينزلن هى وصديقاتها يشترين احتياجات البيت سويًا ويشترين ملابس العيد سويًا ويساعدن بعضهن البعض فى تنظيف الشقق، وأضافت «كل واحدة عليها الدور لتجهز الغداء للبيت كله بمساعدة أخرى، ونأكل سويًا، وبالليل يأكل البيت أيضًا سويًا، ومن تجهز العشاء هى التى يبيت الزوج عندها هذه الليلة، وهكذا بالتناوب». واختتمت أسمهان كلامها بأنه ليس عندها شقيقات وهؤلاء النساء هن شقيقاتها. أما إيمان وزوجها فيرويان ل«الصباح» قصتهما مع التعدد فتوضح، وهى سيدة فى الثلاثينيات، خريجة كلية الآداب جامعة عين شمس وتعمل أخصائية تخاطب أطفال، أنها كانت مؤمنة بالتعدد من سنين مضت قبل الزواج، ومقتنعة به جدًا وكانت تدعو له على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعى وخصوصًا للأرامل والمطلقات والمتأخرات عن الزواج، فهى ترى أنه بجانب شرعيته لأنه وسيلة من وسائل التعايش، فقبل الإسلام كان الرجل يتزوج بعشر نساء، وجاء الإسلام ليجعل الرجل يمسك بأربع فقط. وأشارت إلى أن أفكارها لاقت قبولًا لدى زوجها، لأنه أيضًا يؤمن بالتعدد وبدأت بالفعل البحث عن أول عروسة لزوجها بعد 6 أشهر فقط من زواجها، وكانت مطلقة ولديها ولدان، وأضافت إيمان «لم نكمل عامنا الأول ولم ننجب حتى الآن، والغيرة موجودة بالطبع لأنها طبيعة موجودة فى البشر، ولكن يحكمها الأخلاق والدين، فأنا على تواصل جيد مع خطيبة زوجى». أما محمد عطا، زوج إيمان فرجل فى أواخر الثلاثينيات، يعمل مدير مبيعات ويعيش بالقاهرة، يقول «أنا وزوجتى إيمان نحاول أن نخوض تجربة سليمة لكى يراها المجتمع بشكل جيد ولذلك نختار بدقة وعناية شديدة، فحاليًا أنا متزوج وخاطب، والحياة بالنسبة لى ظريفة ولا مشاكل فزوجتى وخطيبتى صديقتان». مها، وهو اسم مستعار لزوجة روجت لقصتها على (فيس بوك) وهى سيدة فى أواخر الثلاثينيات تقول إنها من أنصار التعدد لأن ذلك سنة النبى وأن معظم النساء أنانيات ولا يقبلن التعدد، وأشارت إلى أنها تبحث لزوجها الذى يبلغ من العمر 41 سنة عن زوجة صالحة، ملفتة إلى أنها وزوجها من مستوى اجتماعى وثقافى عال ومعهما الجنسية الكندية. أما هناء، وهى عزباء، فتروى على مواقع التواصل الاجتماعى قصة والدها المتزوج ثلاث سيدات، وكيف أن التعدد لم يؤثر عليها، وأنها عاشت تلك التجربة مع والدها، فتقول «الثلاثة كن يعشن فى منزل واحد، وأمى كانت السيدة الأولى، وأنجب منها ثلاثة أولاد وبنتين والزوجتان الأخريان كل منهما لديها بنت، وبيتنا كان مليئًا بالحب والمودة، وذلك ناتج لحسن اختيار الزوجات، وأشارت إلى أن موضوع التعدد كبير ويحتاج لرجل عادل فى المشاعر والهدايا، ف«الموضوع كله أساسه العدل». وفى مقابلة مع منسقة حملة «التعدد شرع»، وهى تبث عدة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعى عن تعدد الزوجات، وتدعى رانيا هاشم (34 سنة/ خريجة كلية آداب عين شمس، قسم عبرى، ومدربة تنمية بشرية) تشرح ل«الصباح» أن ما تقوم به، منذ سنتين، من دعوة للتعدد وتحسين الصورة عنه بدأت بتغيير فكرتها عن التعدد من خلال صدمتين فى حياتها، الأولى وهى فى عمر ال19، حيث كانت لها صديقة وكانت ستخطب لشاب تحبه ولكنه تزوج بنت عمه رغمًا عنه إرضاء لأهله وبعد فترة عرض على صديقتها الزواج لتكون زوجة ثانية ووافقت بسبب حبها له وبعد فترة تحدثت مع زميلتها تلك والتى قالت لها إنها سعيدة جدًا مع زوجها ولا تشعر بفرق، الأمر الذى جعلها تصدم من الأمر وتغير فكرته عنها، أما الصدمة الثانية فحدثت عندما التزمت رانيا دينيًا وبدأت فى دراسة الفقه والتوحيد وحفظت القرآن الكريم، حينها تواصلت مع صديقة أجنبية مسيحية من كاليفورنيا وسألتها عن التعدد فى الإسلام وأنه ظلم للمرأة، فكان ذلك دافعها للبحث أكثر وراء التعدد. وترى رانيا أن التعدد رحمة وأن الله لم يشرع شيئًا ليس به رحمة، وأضافت «النساء تقول إن التعدد كره لهن، كما أن القتال كره للرجال، لكنى أرى التعدد حلًا من الحلول وليس إلزامًا، فهو رحمة للمطلقات والأرامل والمتأخرات عن الزواج». وأضافت «يجب تقبل الفكرة كاملة، بأن تقبلها على نفسك وبناتك أيضًا، فالرجل يفكر فى العلاقة الجنسية بنسبة تفوق المرأة وفقًا لدراسات عديدة، ولذلك قد يكون التعدد حلًا من حلول عفته، فالزواج عفة للنفس وترويض الشهوة وإنجاب لأبناء صالحين لخدمة ونفعة المجتمع، والعلاقة الحميمة أساس الزواج وهى الفطرة التى لا يستطيع إنكارها أحد». وأشارت إلى أنها تود أن تفتح جمعية لخدمة المطلقات والأرامل والمتأخرات عن الزواج، لتأهيلهن نفسيًا، وأيضًا لتوعية السيدات بالتعدد. لكن أمينة، وهى سيدة فى العشرينًات، تتابع حملة (التعدد شرع) فترى أن التعدد لا بد أن يرتبط بسبب، فالشرع له ضوابط وشروط، وفكرة أن زوجة تخطب لزوجها تتنافى مع فطرة وسجية المرأة، و«الإسلام حلل التعدد للرجل، وأيضًا حلل لى طلب الطلاق، وزوجى يرفض التعدد طالما يرتاح مع زوجة واحدة، فلا داعى أن يتزوج أخرى، وأيضًا الظروف المادية والمعيشة الصعبة الآن لا تسمح». وهناك صفحة (جروب الزوجة الثانية) على «فيس بوك» أيضًا، وهناك (حلم كل رجل) وهو أكبر جروب تعدد زوجات ويضم حوالى 5 آلاف متابع، وصفحة (تعدد الزوجات فى الإسلام) وبالتواصل مع أدمن الصفحة قال إنه يدافع عن التعدد فى الإسلام وإنه خير للرجل والمرأة، وكان تعليله أنه «خير بالنسبة للرجل من العلاقات النسائية الكثيرة تحت مسمى الصديقة أو العشيقة، التى يعيشها الرجل الغربى، لأن النفس تميل للمرأة ولجمالها، والرجل المسلم له شهوة كمثيله فى الغرب، والله حلل له التعدد، أما المرأة فهو خير لها كى تعف نفسها عن الحرام بالزواج». جدير بالذكر أن هناك فتوى لشيخ الأزهر أحمد الطيب، جاءت عبر التلفزيون، حيث قال إن التعدد بدون سبب عبث وهراء، وتعدد الزوجات فى الإسلام عند الضرورة فقط. كما طالب الطيب كل من ينادى بتعدد الزوجات أن يأتوا بآية أو حديث فيه أمر للرجل أن يتزوج اثنتين أو ثلاثاً، مشيراً إلى أنَّه لا يمكن أن يقال هذا الكلام فى ظل قوله تعالى «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة» وقوله «ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم».