أسرة أنجليوس رعت تواضروس وتكفلت به خلال طفولته والبابا يرد الجميل تدور فى الكواليس كثير من الأسرار عن سر سيطرة سكرتير البابا على كثير من الأمور داخل الكنيسة وفرض صلاحياته لدرجة أن البعض يصفة بالبابا الثانى نتيجة تحكمه فى كثير من القرارات. ورغم أن الفترة الماضية شهدت خلافات كثيرة بين البابا تواضروس الثانى وبين عدد كبير من الأقباط، بسبب توجهات البابا الإصلاحية داخل الكنيسة، إلا أن الأنظار بدأت تلتفت أخيرًا إلى طرف آخر يدير شئون الكنيسة بل ويتعمد إبعاد البابا عن المواجهات المباشرة مع الأقباط، ويستخدم صلاحياته أحيانًا فى إدارة شئون الكنيسة وهو سكرتير البابا وأقرب المقربين منه القس أنجليوس إسحق، والذى أثار غضب الأقباط أخيرًا الأمر الذى دفعهم للمطالبة بإقالته ودشنوا العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى للهجوم عليه. بدأ نجم القس أنجليوس فى السطوع بعد أن أصبح المرافق الرسمى للبابا فى جميع تحركاته وبدأ يتصدر المشهد فى معالجة الأزمات القبطية بل ويتعامل مع الأقباط بعيدًا عن البابا، حيث منع التواصل معه بشكل مباشر، ومنع وصول الاتصالات إلى البابا وتكفل بالتعامل مع الجميع سواء على مستوى المسئولين بالدولة، أو أبناء الكنيسة أنفسهم الأمر الذى جعل عددًا من الشباب ينتقدون ابتعاد البابا عن « أبنائه» وفقًا لتعبيرهم، ورفعوا الرقم الشخصى لتواضروس على صفحات الفيس بوك وطلبوا إرسال رسائل للبابا بشكل شخصى طالما يحجب وصولهم إليه بمعرفة أنجليوس. واشتعلت أزمة سكرتير البابا مع الأقباط بعد تكرار أنجليوس انتحال صفة البابا فى العديد من الأزمات التى تعرض لها الأقباط ومنها أزمة دير وادى الريان، حيث قام إنجليوس بالاتصال برهبان الدير، وطالبهم بشق الطريق فى الدير وعدم الاعتراض وإلا سينالهم عقاب جماعى. ورغم كل هذا الغضب من شعب الكنيسة ضد سكرتير البابا والمطالبات المستمرة من الأقباط بإبعاد السكرتارية إلا أن تواضروس يرى أن أنجيلوس له مكانة خاصة ويرفض الاقتراب منه، بل ويؤكد على عدم عزله، الأمر الذى أثار التساؤلات حول طبيعة علاقة البابا بسكرتيره. مصادر قالت ل«الصباح» إن تمسك البابا بالقس أنجليوس رغم رفض غالبية الأقباط له وشكواهم الدائمة من تصرفاته، لا يعود فقط إلى علاقة الصداقة التى نشأت بينهما منذ الطفولة وارتباطهما الوثيق ببعضهما، وإنما بسبب إقامة البابا بمنزل أنجليوس وتولى رعاية أسرة أنجليوس للبابا على كافة المستويات خاصة فى بعض الأمور المادية حيث تولت الأسرة مسئولية الإنفاق عليه خلال فترة طفولته وفقًا لما يتردد، ولذلك يسعى البابا إلى رد الجميل لأنجليوس صديق الطفولة والأسرة، بمنحه المهام والمناصب الحساسة بالكنيسة. وقد تتبع النشطاء الأقباط لسكرتير البابا وتحركاته حيث رصدوا التقاط صورة له وهو بجوار البابا تواضروس فى الطائرة لايرتدى «العمة» وهو ما لا يجوز فعله من كاهن فى وجود الأسقف أو البطريرك ولم تحدث من أى كاهن على مستوى الكرازة وأرجع المتابعون ذلك إن دل على شىء فهو يدل على عدم وجود تكليف بين البابا والسكرتير وإزالة الحواجز الروتينية بينهما. من جانبه يقول دكتور ميشيل فهمى ناشط ومحلل سياسى قبطى ل«الصباح» إن القس أنجليوس إسحق سيطر على السكرتارية وكل شىء فى المقر الباباوى وأداره بطريقة لا ترقى إلى موقع مهم فى الكنيسة والدولة حيث إنه قام بحجب البابا عن الشعب فأصبح من المستحيل أن يصل أحد الأقباط إلى البابا مهما كانت الظروف مع العلم أن التقارير تصل إلى البابا عن طريق السكرتير وأن كل شىء تمام وعلى ما يرام. من ناحية أخرى أكد القمص ميخائيل ميلاد للصباح أنه لا يوجد حجب للبابا عن شعبه قائلًا «أنا بصراحة لم أر منع السكرتارية الناس من مقابلة البابا كما أن البابا لديه مواعيد يقابل فيها الناس»، واصفًا ما يتم تداوله من اتهامات ما هو إلا أكاذيب يتم الترويج لها.