تيار أسامة حافظ وعبود الزمر يقود المصالحة والقيادات فى الخارج تطالب بضمانات مخاوف من مطالبة الإخوان لهم بالأموال التى حصلوا عليها السنوات الماضية لا تزال عملية المصالحة المطروحة من قبل الدولة مع فصائل وتيارات الإسلام السياسى تحمل الكثير من المفاجآت، فبعيدًا عن الوساطة التى تقودها بعض الدول العربية والغربية بشأن التواصل مع النظام المصرى للتصالح مع جماعة الإخوان المسلمين والتى لم تتوصل إلى اتفاق نهائى بسبب بعض الأزمات الداخلية فى صفوف الجماعة، إلا أن هناك مساراً آخر سلكته الدولة لتفتيت الكتلة المتشبثة بالعداء معها. وأكدت مصادر مطلعة أن هناك اتصالات تمت خلال الفترة الماضية بين قيادات بالجماعة الإسلامية داخل مصر وخارجها للشروع فى مصالحة بين الدولة والجماعة الإسلامية، وشددت على أن الجماعة الإسلامية رغبت فى المصالحة بعدما علمت بأن الإخوان تسعى فى مسار منفرد بعيداً عن مشاركة رأى الجماعة الإسلامية فيه. المصادر أكدت أن قيادات الجماعة فى الداخل وخاصة تيار أسامة حافظ تواصل مع جهات سيادية فى الدولة وطالبتهم بالضغط على قيادات الجماعة فى الخارج بالانفصال عن جماعة الإخوان وعقد مصالحة بعيدة عنهم تمامًا، وهو ما شرع فيه تيار سلامة منذ عدة أشهر ولاقى استجابة من القيادات الهاربة فى الخارج. المعلومات التى حصلنا عليها أكد بعضها ياسر فراويلة القيادى بالجماعة الإسلامية، والذى أوضح أن تيار سلامة وعبود الزمر يقودان عملية المصالحة فى الوقت الراهن، وأن استمرار رفض طارق الزمر وعاصم عبدالماجد للمصالحة نظرًا لإدانتهم وتورطهم فى أعمال عنف وأنهم يضغطون بالرفض للحصول على أى تسوية بشأنهم، منوهاً بأن الجماعة الإسلامية تعقد مصالحة خلال الفترة المقبلة وأن بوادرها اتضحت منذ فترة من خلال الإفراج عن بعض شباب الجماعة وعدم ملاحقتهم، وأن الفترة المقبلة ستشهد تسوية مع بعض القيادات غير المدانة جنائيًا فى الخارج بعيداً عن جماعة الإخوان التى لن تعقد مصالحتها مع الدولة خلال الفترة الراهنة نظراً لوجود العديد من العراقيل فى شروط المصالحة من قبل الدولة والجماعة. وتابع فراويلة بأن وجود القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أبوالعلا عبد ربه فى صفوف داعش منع الاتصال بينه وبين شباب الجماعة، وأصبح دوره غير مؤثر نهائيًا، وفيما يتعلق بالقيادات المدانة جنائيًا أكد فراويلة أنها تبحث عن تسويات بينها وبين الدولة وأن عودتها لن تكون فى الوقت الراهن، إلا أن الباب لم يغلق بشأنهم، وأن تيار حافظ وعبود الزمر سيبحثون مع الجهات الأمنية طريقة للخروج من المأزق لتسوية الأمر بين شباب الجماعة وضمان أكبر نسبة من الأصوات الرافضة للمصالحة حتى تتم العملية على نطاق واسع. من جانبه قال عوض الحطاب القيادى بالجماعة الإسلامية، إن الدولة اتجهت للمصالحة مع الشباب والأفراد بشكل واسع نظراً لأن الشباب هم الذين يمثلون النسبة الأكبر فى الجماعة وهم الذين سيشكلون القيادات خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً أن الجماعة الإسلامية انسحبت فعليًا من تحالف دعم الشرعية إلا أن هذا الأمر لم يعلن حتى الآن، وأن الأصوات التى كانت تنادى بالدم والعنف تراجعت بشكل كبير، إلا أنها تخشى الإعلان لضمان بعض المكاسب فى عملية المصالحة. وتابع الحطاب بأن سبب انفصال الجماعة الاسلامية عن جماعة الإخوان، أن الدولة لن تتصالح مع من أجرموا من الإخوان والذين يشترطون الإفراج عن القيادات المتورطة جنائيًا فى عمليات عنف وقتل وإرهاب، مؤكداً أن التواصل بين الدولة والجماعة الإسلامية يتم بشكل مباشر دون أى وساطة خارجية لما يحدث مع الإخوان، وأن شباب الجماعة فى الداخل يطمحون فى مصالحة حقيقية مع الدولة إلا أن عدداً من الموانع تقف فى الطريق أمام الإعلان عن هذا الأمر نظرًا لانكسارهم فكريًا وشعبيًا، مشيراً إلى أن على الدينارى ورجب حسين وعلاء رجب القيادات بالجماعة يتجهون إلى المصالحة وتنفيذ ما يسعى له أسامة حافظ بشأن التصالح، كما أنهم يقومون بمحاولة إقناع الشباب بضرورة القبول بالمصالحة، مشيراً إلى أن الإخوان يشنون حملة شرسة الآن ضد الجماعة الإسلامية لمنعها من الوصول إلى المصالحة التى تسعى لها الدولة تخوفًا من شق الصف. وأوضح الحطاب، أن بعض قيادات الجماعة الإسلامية تخشى الإعلان عن الموافقة على المصالحة تخوفًا من مطالبة الإخوان بالأموال التى حصلوا عليها السنوات الماضية، خاصة أنهم تكفلوا بنفقات سفرهم للخارج ونفقة معيشتهم أيضًا حتى الآن، وهو الأمر الذى يجعل بعض القيادات المقيمة فى الخارج تلزم الصمت تجاه ما يدور فى الداخل حتى يضمنوا عودتهم بسلام وأن الدولة لن تحاكمهم كما حدث مع قيادات جماعة الإخوان. وشدد على أن التصالح سيتم حتى إن لم توافق بعض القيادات فى الخارج، فإن الأمر سيتم مع الشريحة الأكبر فى الداخل مع بعض الشباب.