التحقيق حاليا مع 11 عاملا من أصل عربى على صلة بمتطرفين «داعش » يمثل تحديا للنظم الأمنية والإرهاب يجدد وسائله باستمرار «ايرباص»A320 الطائرة الأكثر شيوعا وأمانا فى العالم المطار الفرنسي يقع عند الطرف الشمالي للعاصمة الفرنسية حيث يستقر أعلى نسبة من المهاجرين يمكن أن تمر أسابيع قبل أن يُحل رسميا لغز تحطم رحلة مصر للطيران MS804 في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، وعلى متنها 66 شخصا. ورغم أنه لا توجد أي أدلة دامغة لمعرفة سبب سقوط الطائرة المصرية، إلا أن هناك احتمالين قويين قد يفسران سقوط الطائرة. الاحتمال الأول وهو الأكثر ترجيحا، هو أن الطائرة سقطت نتيجة لتسلل قنبلة أو ما شابه إلى داخل الطائرة في محطتها الأخيرة في مطار شارل ديجول الدولي قبل إقلاعها في طريق العودة لمطار القاهرة الدولي. ورغم أن المطار الباريسي يكتسب سمعة بأنه من أكثر مطارات أوروبا أمانا، إلا أنه رغم التدابير الأمنية الوقائية، التي اتخذت في جميع أنحاء العالم منذ 11سبتمبر 2001 وحتى اليوم، تثبت أن الإرهاب جدد وسائله للوصول إلى أهدافه، ولا أدل على ذلك من تفجيرات باريس في نوفمبر 2015 وبروكسل في مارس 2016 . الطائرة التي كانت في طريق عودتها إلى مطار القاهرة الدولي قادمة من مطار شارل ديجول الدولي، قد يكون أحد احتمالات اختفائها هو وضع عبوة ناسفة على متن الرحلة حين استقرت بباريس. وتشير تطورات الأحداث في فرنسا، قبل وقوع الحادث إلى شبهة تؤكد صحة افتراض سيناريو العمل الإرهابي، خاصة وأن تشارلز بريسارد، رئيس مركز تحليل الإرهاب في باريس، قال إن المسئولين الفرنسيين ألغوا، مؤخراً، التصاريح الأمنية لنحو 12 موظفا بسبب صلتهم بالتيار الإسلامي اليميني ومنهم من كان له علاقات بجماعات مرتبطة بالإرهاب. وفي وقت سابق فقد 57 شخصا آخرون يعملون في شارل ديجول تصاريحهم في الفترة ما بين يناير 2015ونوفمبر 2015 وفقا لتصريحات نقلتها وقتها صحيفة فرنسية، عن فيليب ريفو، المسئول بشرطة المطار. ولا يزال هناك ما يدعو للاعتقاد أنه قد يكون ما حدث للطائرة المصرية نتيجة لثغرة أمنية في المرفق الباريسي الشهير؛ فالمطار المترامي الأطراف يقع على حافة سين سان دوني وهي منطقة عند الطرف الشمالي الشرقي للعاصمة الفرنسية، ويستقر بها أعلى نسبة في فرنسا من المهاجرين وفقا للإحصاءات الرسمية، ويمثل المطار فرص العمل بالنسبة لهم خاصة وأنهم قد عانوا من جراء سنوات الركود وعانوا من ارتفاع معدلات البطالة لسنوات. واكتسبت منطقة سان دوني، سمعة في السنوات الأخيرة لكونها بؤرة للتطرف وليس ببعيد عن الأذهان ما حدث بعد 5 أيام من وقوع هجمات باريس حين حاصرت الشرطة العقل المدبر للعملية الإرهابية في مخبأه في سين سان دوني مما أدى لمقتله في معركة شرسة. شريف فتحي، وزير الطيران المدني المصري، صرح للصحفيين أن «احتمال وجود عمل إرهابي أعلى من احتمال وجود عطل فني »، بينما استبق رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس تصريحات وزير الطيران المدني المصري وقال فالس إن حكومته لا يمكنها استبعاد أي فرضية .» مطار باريس الدولي الذي يتعامل سنويا مع نحو 65مليون مسافر من كل أنحاء العالم لا توجد معلومات محددة تشير إلى خرق أمني، وقد صرح مسئوليه أن المطار قد اتخذ كل التدابير الممكنة واللازمة لتأمين الطائرة والرحلة. اكزافيير تيتلمان المتخصص في شئون الطيران قال «إن الإجراءات الأمنية بشارل ديجول هي من بين الأكثر صرامة في العالم »، وأضاف، في مقابلة مع راديو أوروبا،أنه إذا كان الهجوم الإرهابي على طائرة مصر للطيران تم من خلال خروقات في المطار الدولي المرموق فإنه «سيكون من غير المصدق نهائيا في ضوء كل تلك الإجراءات التي لدينا فيه »، ويعني أنه لا يوجد بلد في العالم موثوق به، لأنه لدينا في مطار شارل ديجول أعلى المعايير الأمنية على الإطلاق .» وتنتشر القوات المسلحة تنتشر في محيط المطار باستمرار منذ هجمات «تشارلي ابدو » الإرهابية في باريس في يناير 2015، وزادت أعدادهم منذ هجمات باريس في نوفمبر 2015 .الشرطة الفرنسية التي تتخذ إجراءات واحتياطات غير عادية وخصوصا مع كل رحلة تهبط في باريس قادمة من أحد بلدان الشرق الأوسط فاحصة جواز كل راكب بعناية فائقة قبل أن تسمح لهم بدخول المطار،وفقا لجيرار فيلدزر، مستشار الطيران وطيار الخطوط الفرنسية السابق، والذي أضاف أنه يتم فحص جميع الحقائب بمنتهى الدقة بأجهزة مخصصة لذلك. ورغم كل هذه الإجراءات فقد ظلت المخاوف الأمنية المتزايدة منذ يناير 2015 وخصوصا الشكوك التي تحيط بموظفي المطار، وبعد هجمات باريس في نوفمبر 2015 قال مسئولون فرنسيون أنه تتم مراجعة وتدقيق سجلات حوالي 86 ألف موظف حاصلون على شارات تسمح لهم بالدخول والتحرك في منطقة أمنية داخل المطار تعرف بالمنطقة المحظورة. المطار هو مصدر رئيسي لفرص العمل للسكان المحليين، الذين تضرروا من جراء سنوات من الركود وارتفاع معدلات البطالة. في السنوات الأخيرة اكتسبت المنطقة سمعة لكونه بؤرة للتطرف. بعد خمسة أيام من الهجمات باريس في نوفمبر تشرين الثاني، حاصرت الشرطة العقل المدبر للعملية في مخبأ في سين سان دوني، مما أدى إلى مقتله في معركة شرسة. وبالفعل بدأت السلطات داخل مطار شارل ديجول في إعادة فحص سجلات العاملين بالتوازي مع مراجعة كافة كاميرات المراقبة الموجودة بشارل ديجول. ولكن مصادر أمنية فرنسية أكدت أن هناك اشتباها،وتدقيقا خاصا يتم لعدد محدود جدا من العاملين داخل المطار من أصول تنتمي لغرب وشمال أفريقيا. وأكدت المصادر أنهم لا يتجاوزوا 11 من العاملين الذين يحق لهم الدخول للمنطقة المحظورة ممن تربطهم صلات بمتطرفين إسلاميين أو علاقات قوية مع زملاء سابقين طردوا من العمل في المطار لعلاقات تربطهم بإرهابيين، وبالتحديد تنظيم داعش، وعلمت «الصباح »أن من بينهم اثنان من أصل سنغالى وثلاثة من أصول جزائرية وواحد من أصل مغربى. تنظيم «الدولة الإسلامية – داعش » المشتبه به دائما يمثل تحديا للنظم الأمنية في العالم حيث يمكن لأي شخص غاضب في العالم لأي سبب أن ينتمي للتنظيم الذي يطرح أفكاره بشكل جماهيري وينتهج اللامركزية في التخطيط والتنفيذ. الإحتمال الثاني لسقوط الطائرة الذي لا يستبعد العمل الإرهابي ولا يستبعد «داعش » هو أن قنبلة وضعت على متن الطائرة أثناء محطات وقوفها قبل أن تصل إلى باريس. وطائرة 2010 التي كانت وجهتها الولاياتالمتحدة وعلى متنها متفجرات داخل حبارات الطابعات وضعت على متن الطائرة في محطات وقوفها قبل وجهتها إلى أميركا خير دليل على ذلك والتي كانت ستكون حادثا جللا لولا نصيحة المخابرات السعودية. أما عن التخمينات الخاصة بخلل في الطائرة نفسها أو في تقنياتها فيفنده أن النموذج المستخدم من قبل شركة مصر للطيران يعتبر عموما واحدا من أسلم طائرات الركاب التي تخدم حاليا في العالم. فالطائرة «ايرباص »A320 التي تحطمت في البحر يوم الخميس الماضي هي واحدة من أكثر الطائرات شيوعا في النقل الجوي في جميع أنحاء العالم اليوم النموذج المستخدم من قبل شركة مصر للطيران ويعتبر عموما واحدا من أسلم طائرات الركاب في الخدمة؛ فتقارير السلامة التي تشيد بالطائرة، وتضعها في الأوائل أمنا من ناحية السلامة لبدن الطائرة، وتقنيات السفر على متنها يؤكد ذلك معدل حوادثها الضئيل جدا 0.14 لكل مليون إقلاع.